الأقباط متحدون - الاستشهاد عقيدة كنيستنا الأولى
  • ٢١:٤٦
  • السبت , ٢٧ مايو ٢٠١٧
English version

الاستشهاد عقيدة كنيستنا الأولى

سامية عياد

مع الكرازة

٢١: ٠٣ م +02:00 EET

السبت ٢٧ مايو ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عرض/ سامية عياد
يذخر تاريخ كنيستنا القبطية كنيسة الشهداء بالعديد من قصص الآباء الأساقفة الذين قدموا حياتهم بكل فرح وسرور شهادة لإيمانهم المسيحى فى عصر الاضطهاد الرومانى وهو ما يمثل خبرة أمام كنيستنا القبطية لمواجهة الاضهادات الحالية وجعل الشعب مستعدا للاستشهاد..

نيافة الأنبا سرابيون مطران لوس انجلوس فى مقاله "الأسقف الشهيد" حدثنا عن قادة الكنيسة الأولى الذين كانوا يتقدمون الشعب فى نوال الاستشهاد ، إن تعليم هؤلاء عن الاستشهاد والتمسك بالإيمان المسيحى لم يكن تعليما نظريا بل شهدوا للحق المسيحى بكل شجاعة وقوة ، القديس أنبا أباديون أسقف أنصنا لم يخضع لطلب والى أنصنا بإطاعة أوامر الامبرطور دقلديانوس بالسجود للأوثان  وجمع الشعب وعرفهم بما حدث ووعظهم أن يثبتوا على الإيمان وأخذهم الى الوالى وأعلنوا إيمانهم واستشهدوا جميعا ومعهم القديس اباديون الذى قطع الوالى رأسه بعد فترة طويلة من العذابات.

أيضا القديس الأنبا بسادة أسقف أبصاى رفض طلب دقلديانوس بالخضوع والتبخير للأوثان وجمع الشعب وشجعهم وصلى القداس الإلهى مع شعبه وخرج للاستشهاد بملابس الخدمة البيضاء وعندما سأله شماس عن سبب ذلك قال " إنى ذاهب الى حفلة العريس ، فكيف لا ألبس الملابس البيضاء وسألتقى بربى وإلهى فى مجده ، القديس الأنبا بوليكاربوس أسقف إزمير عندما طلب منه الوالى أن يلعن المسيح ليطلق سراحه قال "لقد خدمت المسيح ستة وثمانين عاما ولم يصنع بى شرا ، فكيف اجدف على ملكى الذى خلصنى" ، القديس البابا بطرس خاتم الشهداء حينما تجمهر شعبه حول السجن لكى ينقذوه حرص على سلامة شعبه وطلب من القائد أن يخرجه بعيدا عن تجهر الشعب وخرج الى مكان الاستشهاد وجث على ركبتيه وصلى قائلا "تقبل يا الله حياتى فداء عن شعبك" وسمع صوت من السماء يقول "أمين" .

لقد اهتم هؤلاء الآباء القديسن بتقوية إيمان شعبهم وحثهم على عدم الخوف من الموت وفى نفس الوقت كانوا يحرصون على سلامة الشعب ويصلون لأجل هذا ، لقد قدم هولاء مثال للرعاية الساهرة للشعب ، مما جعل الشعب مستعدا للاستشهاد ، القديس أمونيوس أسقف إسنا كان يقضى أغلب الأسبوع فى مغارته يصلى لأجل شعبه ، وكان يذهب إليهم يرعاهم بالوعظ والتعليم وحل مشاكلهم وافتقادهم ، وعندما جاء الاضطهاد قدم مع شعبه أروع النماذج فى المحافظة على الإيمان إذ استشهد ومعه جميع شعبه .

كنيستنا القبطية صامدة قوية أمام العنف والتطرف ، تستلهم خبرة الاستشهاد كما قدمته الكنيسة الأولى فى عصر الاضطهاد الرومانى لتواصل الدفاع عن الإيمان المسيحى مهما كلفها من شهداء ..