الأقباط متحدون - الكاسبان الوحيدان ترامب والسيسي2-2
  • ٠٤:٢٩
  • الجمعة , ٢٦ مايو ٢٠١٧
English version

الكاسبان الوحيدان ترامب والسيسي2-2

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الجمعة ٢٦ مايو ٢٠١٧

ترامب والسيسي
ترامب والسيسي

د. مينا ملاك عازر
توقفت في المقال الماضي، عند مكاسب جامة ربحها وجناها الرئيس ترامب من جراء زيارته للشرق الأوسط، وتحديداً السعودية، لم أتحدث عن المكاسب التي حققها جراء زيارته لإسرائيل، فهي مضمونة من زمن ومن قبل وصوله لسدة الحكم، فالدعم الترامبي للإسرائيليين غير محدود، ولعل هجومه غير المحدود على إيران كان دافعه الأول إسرائيل التي تكره إيران وتعاديها علناً،وتتعاون معها تجارياً خفية، لكن ترامب أبهرني في أن جاءته الجراءة لأن يسافر للسعودية بعد أن هاجمها طويلاً ودول الخليج قبل وصوله للحكم، وأبهرني أكثر أن استطاع أن ينفذ وعده الانتخابي الذي وعد به علناً قبل الانتخابات، وهو أن على دول الخليج أن تدفع ثمن الحماية الأمريكية لها، لم يبهرني غباء السعوديين الذي يبحثون دائماً وأبداً عن دعم أمريكي لعلمهم بضعفهم أمام العدو التقليد الذي صنعوه وهو إيران، لكن أيضاً أبهرني ستيف ميلر الذي صاغ خطاب ترامب وهو نفسه الذي صاغ تعبيراته المصنفة بأنها عنصرية وحادة وقاسية إبان الحملة الانتخابية.

كل هذا لن ينسيني أني وعدتك بأن أشرح لك كيف كان الرئيس السيسي رابح في القمة الإسلامية، ربح الرئيس السيسي أنه ظهر أحد ثلاثة مؤثرين في العالم الإسلامي مع الملك السعودي،والرئيس الأمريكي المسيحي، كما أنه ربح وجوده في محفل هام كهذا، في حين أن عدوه اللدود لم يستطع إزاحته عن الحدث، حتى أنه اضطر لأن يتوارى في انتخابات داخلية بحزبه التركي ليتكئ على حجة تعوقه عن الحضور، فلم يحضر ليواجه السيسي، السيسي الذي اهتبل فرصة الغياب التركي وأخذ يكيل لهم الاتهامات واللكمات في غير قدرة من الزعيم التركي، الذي كان يحلم بالخلافة الإسلامية تطوق عنقه، والذي كان لغيابه أثر في إنهاء حلمه المزعوم إذ غاب عن أهم قمة إسلامية، كما أن الرئيس السيسي استطاع أن يكيل الضربات لأمير قطر الذي كان حاضر غائب، إذ يعرف أنه ورغم المائتي مليار دولار التي دفعها عن طيب خاطر لإصلاح الصرف الصحي الأمريكي، لم يستطع أبداً أن يرد على السيسي، ولا يناقشه في ما سبق هو بنفسه، وأن طرحه حول أن الإخوان لا يمكن تصنيفهم مع مثيلاتها من التنظيمات الإرهابية في نفس التصنيف الإرهابي، لكن السيسي أصر على وضع التنظيمات كلها في قالب إرهابي واحد، ولم يدافع الأمير القطري ولم يرحمه أحد، ولم يدعمه أحد، فكان السيسي أحد رابحين وحيدين من تلك القمة التي دفعت فيها السعودية بكل ما تملك من مال على حساب ميزانها الاقتصادي ومقدارها السياسي.

أخيراً، ربح الشعب المصري برغم عدم مشاركته بنفسه في القمة أن حصل على ضمانة من الرئيس السيسي بنفسه على أنه لا أمل في الصلح مع الإخوان، إذ كيف نتصالح مع الإخوان وهم تنظيم إرهابي بل أصل العمليات والفكر الإرهابي في العالم كله على حد وصف الرئيس نفسه.

المختصر المفيد مبروك للرئيس السيسي، أقوى خطاب ألقاه منذ حكمه حتى الآن.