لأن عندك ينبوع الحياة
سامية عياد
الثلاثاء ٢٣ مايو ٢٠١٧
عرض/ سامية عياد
"لأن عندك ينبوع الحياة ، وبنورك نرى النور" الله هو النور الحقيقى الأزلى ، باتحادنا به أصبحنا نحن نورا للعالم ، من قبل الاستنارة التى حصلنا عليها كنعمة وبركة من بركات القيامة ..
هكذا حدثنا القمص بنيامين المحرقى فى مقاله "قومى استنيرى" موضحا أن بالقيامة نلنا الاستنارة ، بالقيامة تحررنا من عبودية الشيطان وفتح لنا الطريق للحياة الأبدية ، القيامة هى حجر الزاوية فى الإيمان المسيحى "وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم" بقيامة المسيح من الأموات وتحطيمه لمملكة الشيطان وهبنا حياة جديدة لن يغلبها الموت ، بل وجعل من الموت جسرا للحياة ، لذا يدعونا القديس بولس الرسول أن نعيش القيامة "استيقظ أيها النائم وقم من بين الأموات فيضىء لك المسيح".
الاستنارة من عطايا القيامة لنا التى قال عنها القديس مقاريوس المصرى "الذى عنده استنارة هو أعظم من الذى له عقل ومعرفة.. " ، إن المسيح هو المصدر الوحيد للاستنارة ، يقول القديس يوحنا ذهبى الفم "الآن أضاءت علينا إشعاعات من نور المسيح المقدس ، وأشرقت علينا أضواء صافية من الروح القدس وانفتحت علينا كنوز سماوية من المجد.." ، والطريق للتمتع بالاستنارة من خلال مشاركة رحلة الآلام والصلب والقيامة ، يكون من خلال التمتع بالأسرار الكنسية والإماته عن العالم وإنكار الذات والانفصال عن الخطيئة.
علينا أن نجاهد لكى نحصل على نور القيامة وبقدر ما يجاهد الإنسان فى حياة التوبة والنقاوة ، بقدر ما يحصل على الاستنارة والنعمة ، لذلك نرتل فى الخماسين المقدسة قائلين "أضيئى واستنيرى يا أورشليم ، لأنه قد جاء نورك لأن ربنا يسوع المسيح ، الحمل الحقيقى قام من بين الأموات".