الأقباط متحدون - أصول الاديان من مصر القديمة
  • ١٧:٣٣
  • الثلاثاء , ١٦ مايو ٢٠١٧
English version

أصول الاديان من مصر القديمة

محمد حسين يونس

مساحة رأي

١١: ٠٤ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٦ مايو ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

محمد حسين يونس
خُذوا الحقيقة َ، وانبذوا الأَوهاما (الجزء الاول).

بعد منتصف القرن التاسع .. كان العالم (فيما عدا هذا الركن المظلم منه ) قد عرف أن من مصر وبابل و الشام بزغت شمس الاديان بصفتها (ضمير ) البشر الذى يعيد تهذيب الوحوش التي خرجت توا من الغابات .

معظم الاديان التي أمن بها الناس (قديما أو حديثا ) لها جذور ثابتة داخل ثنايا التاريخ الذى دار هنا منذ عشرات الالوف من السنين
علي هذه الارض الخصبة بفضل أنهارها حاملة الخير .. ثم إندثر بسبب الحروب و البغضاء وتجبر الكهانة التي عمت المنطقة منذ الفي وخمسمائة سنة .

لقد كان من الممكن ألا نعرف حقيقة ما حدث .. بعد فقد صلتنا باللغة المقدسة المصريه .. او الحروف المسمارية البابلية و الاشورية .. و لكن جهد الخيرين من العلماء و الانثروبولوجيين و الفلاسفة و اللاهوتيين جعلنا نبصر أن الحصيلة التي بين أيدينا من الاديان و العقائد لم تأت من فراغ بل إنبثقت من تطورات وصراعات دامت لالاف السنين و تم إستعارتها و تحويرها عدة مرات حتي أصبحت( بسبب تقدم وسائل حفظ المعلومة ) في وضعها المتصلد الذى نؤمن به اليوم .

أو كما قال أحمد شوقي ((يا قومُ، بانَ الرُّشدُ فاقْصُوا ما جرى, وخُذوا الحقيقة َ، وانبذوا الأَوهاما ))
القدماء كانوا يقيمون الصلاة كما نصلي و يغتسلون قبل الصلاة .. ويصومون إنقطاعي من الفجر حتي المغرب .. و يمتنعون عن تناول بعض الاطعمة في مواسم محددة .. و كانوا يحجون إلي أبيدوس أقدم مزار في التاريخ .. و كانوا يوحدون برب تغير إسمة و لكنه ظل علي حالة ،( باريء نفسة و خالق الكون و مسيرة و محقق العدالة و الرزق بين البشر و الحيوانات و النباتات ) .

القدماء كانوا يؤمنون بالبعث و الحساب و ألاثابة و العقاب .. بنفس إسلوب المعاصرين و إن إختلفت الطرق و الوسائل طبقا للبيئة التي ظهرت بها الديانة .

ولكن أبناء الديانات و الملل و العقائد المختلفة و المتضاربة فيما بينها اليوم ..إذا ما واجهتهم بهذا يتحدون في مواجهتك و يطلقون علي الاجداد (كفارا ) و تراثهم ( عفنا ) و يتبرأون من صلات القربي و التشابة (إن لم تكن إستعارة ) التي زاولها السابقون من سابقيهم .

يشكك علماء الانثروبولوجي (اليهود) المحدثين فى تاريخية (سفر الخروج) ويصنفونه فى إطار القص الأسطورى مثل الإلياذة والأوديسة أو جلجامش أو إيزيس وأزوريس , ومع ذلك فإذا ما سألت أى مصريا مع من انت !!!

( فرعون أم موسى ) سيكون رده دون تردد ( نبى الله موسى) ..أما أنا فلي قناعاتي التي تجعلني مدافعا عن المفترى عليه فرعون.
إن فرعون كليم الله ... وفرعون خليل الله .. و(فرعون) النبى يوسف .. كل منهم لم يفعل ما يستحق عليه عقابا أبديا حتى لو إستندنا إلى حيثيات الحكم التى جاءت فى نصوص القص اليهودى ( العربي ) نفسه.

يكتب الأستاذ عصام الدين حفنى ناصف (( إن الكثيرين من العلماء النابهين يرون أن قصة موسى والضربات التى أهوى بها على مصر وجيشها لاتعدو أن تكون إحدى القصص التى تخرقها كتاب الأسفار اليهودية المقدسة ومضوا فيها ينكلون بخصومهم فى الخيال بعد أن عز عليهم التنكيل بهم بالنعال)).

ولكن لماذا ينكل اليهود بالمصريين ثم (البابليين)
فلنقرأ فى سفر التكوين الإصحاح 43 (( قال قدموا طعاما ..فقدموا له وحده ولهم وحدهم وللمصريين الآكلين عنده وحدهم لأن المصريين لا يقدرون أن يأكلوا طعاما مع العبرانيين لأنه رجس عند المصريين)).

يا ألله على كل هذا الاحتقار وعلى عقد النقص التى كان يشعر بها كتاب التوراة !!! في مواجة المصريين .

الإصحاح 46 (( أن تقولوا عبيدك أهل مواشى منذ صبانا إلى الآن ونحن وآباءنا جميعا ..لكى تسكنوا فى أرض جاسان , لأن كل راع غنم رجس للمصريين ))
بمعنى آخر أن المصريين كانوا كما ورد فى التوراة يعتبرون( البدو رعاة الاغنام )عموما و العبرانيين خصوصا رجس يجب تجنبه ويتأففون من تناول الطعام معهم .. أفلا يحق والأمر هكذا لكتاب التوراة أن ينكلوا بهم فى الخيال كما قال الأستاذ عصام حفني ناصف .

حادثة الغرق كما ذكرت فى مراجع المسلمين .. (بدائع الزهور ) - (( أغرق الله فرعون وجنوده فى اليم حين إتبع بنى إسرائيل وغرق معه من أشراف مصر و أكابرهم ووجوههم لأكثر من ألفى ألف ))
مليونين من رجال مصر غرقوا فى شق البحر وللأسف لم يتصور من منحنا هذا الرقم المساحة التى يمكن أن يشغلها مليونين من الجنود بمعداتهم وعجلاتهم الحربية وخيولهم وكيف سيستوعبهم شق فى البحر .

نفس المبالغة نجدها فى مواجه
ة موسى لسحرة فرعون حيث لدينا الحدوتة الآتية عند عبد الحكم :
(( إثنى عشرة ساحرا رؤساء تحت يد كل منهم عشرون عريفا تحت يد كل عريف ألف من السحرة فكان جميع السحرة مائتى ألف ألف وأربعين ألف وإثنين وخمسين إنسان بالرؤساء والعرفاء فلما عاينوا ما عاينوا أيقنوا ان ذلك من السماء وأن السحر لا يقوم إلا بأمر الله فخر الرؤساء الاثنى عشر عند ذلك سجدا فأتبعهم العرفاء وأتبع العرفاء من بقى وقالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون ))

القارئ لما أورده عبد الرحمن إبن الحكم سوف يتخيل أن سكان مصر كانوا جميعا سحرة بحيث يستطيع فرعون حشد ربع مليون ساحر(من حوالي خمسة مليون مصرى ) لمواجهة موسى فيسحقهم سحقا.

ولنبدأ القصة من أولها .. كتب إبن عبد الحكم ((الفراعنة الذين ملكوا مصر خمسة وهم طوطيس إبن ماليا فرعون إبراهيم .. والريان إبن الوليد فرعون يوسف .. والوليد بن مصعب فرعون موسى .. و درام بن الريان وآخر ما يحضرنى إسمه الان ))
يتبع الجزء الثاني من مقال ((خُذوا الحقيقة َ، وانبذوا الأَوهاما)).

حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد