عندما تحير صديقي
د. رأفت فهيم جندي
الجمعة ١٢ مايو ٢٠١٧
د. رأفت فهيم جندي
منذ سنوات طويلة حكى لي صديق محب للكنيسة الكاثوليكية وهو أيضا قبطي أرثوذكسي أنه يذهب للأسرار المقدسة في كلتا الكنيستين حيث أن الكنيسة الكاثوليكية كانت بجوار المستشفى التي يعمل بها، وعندما علم بهذا شخص متشدد قال له "لا حل لك ولا بركة "
تحير صديقي وتضايق وعندما نام حلم بأنه يحضر قداس في كنيسة كبيرة مزينة بأيقونات ذهبية، وكان بطرف تلك الكنيسة قداسة البابا كيرلس السادس وفى الطرف الآخر قداسة البابا بول السادس (السابق للبابا جون بول) وذهب للتناول من يدي البابا كيرلس الذي أشار له بعدها بأن يذهب لباقي التناول من البابا بول قائلا له "مسيح واحد يابني"
ومنذ سنوات طويلة قال لي أيضا اب كاهن أرثوذكسي مشهور بأن قداسة البابا كيرلس أعطاه حلا بان لا يعيد تعميد الشخص الكاثوليكي إذا انضم للكنيسة الأرثوذكسية وفقط عليه ان يدهنه بزيت الميرون المقدس، وأضاف لي الاب الكاهن أنه عندما تولى قداسة البابا شنودة خلفا لقداسة البابا كيرلس كان يعلم بهذا ولم يعلق بالإيجاب او المنع.
زيارة البابا فرانسيس لمصر كانت بركة عظيمة واُستقبل بحفاوة بالغة جعلتني اقارن بين دخول العائلة المقدسة ارض مصر مطاردين ومطرودين من كل مكان وبين الاستقبال الرائع لقداسة البابا فرانسيس، وقلت لنفسي كيف أن السيد المسيح يكرم احبائه بالذي لم يعطه لنفسه، وكل منا له بيت بينما السيد المسيح له كل المجد لم يكن له مسكنا (اين يسند راسه) وباقي المقارنات تطول.
هل لفت قداسة البابا فرانسيس نظر المسؤولين أن لديهم كنوزا روحية لمسار العائلة المقدسة في مصر من الممكن ان تجلب لنا ملايين السياح بدون أن يدركون؟
ولقد ذهب بعدها قداسة البابا فرانسيس للبرتغال لكي يشارك في ذكرى ظهور السيدة العذراء هناك في سانت فاتيما عام 1916 الذي يحضره الآلاف المؤلفة من جميع ارجاء العالم كل عام.
فهل يفهم المسؤولون أن ظهور السيدة العذراء في الزيتون عام 1968 هو أحدث وأكبر واطول من ظهور السيدة العذراء في سانت فانيما ولا تعلن عنه الدولة المصرية ولا تهتم به إعلاميا لكي يجذب لمصر آلاف السياح؟ والحديث يطول عن باقي الاثار المسيحية التي من الممكن أن تجلب لنا ملايين السياح بجانب الاثار المصرية القديمة.
تحية محبة وحب لقداسة البابا فرانسيس والذي عاتب وبكت الذين يتكلمون عن الحرية والمساواة بينما يفعلون عكسها، فهل فهم هؤلاء؟
وهل فهم ايضا الذين يعلمون الإرهاب في مدراسهم بينما يتكلمون عكس ذلك خارجها لغة الحب والعتاب من قداسة البابا فرانسيس لهم؟
وتحية خاصة لقداسة البابا تواضروس الذي يجمع ولا يفرق، يمهد الطريق ولا يضع المتاريس والحواجز لوحدة مسيحية، لأن كل المسيحيين لا يختلفون على شخص السيد المسيح أنه الله الظاهر في الجسد. وعندما تحير صديقي وتضايق قال له قداسة البابا كيرلس في المنام "مسيح واحد يابني"