الأقباط متحدون - رب الجليل .... وعبد الجليل
  • ٢٣:٤٧
  • الخميس , ١١ مايو ٢٠١٧
English version

رب الجليل .... وعبد الجليل

نبيل المقدس

مساحة رأي

٢٠: ٠٩ ص +02:00 EET

الخميس ١١ مايو ٢٠١٧

الشيخ عبد الجليل
الشيخ عبد الجليل

  نبيل المقدس
        معني الجليل في الإنجيل هو إسم بالعبري معناه "دائرة" أو "مقاطعة" كانت في الأصل في القطر الجبلي لنفتالي (2 ملو 15: 29 و1 أخبار 6: 76 ) , وكانت قاديش إحدى مدنها (يشوع 20: 7 و21: 32) كما كانت المدن العشرون غير المهمة الموهوبة من سليمان لحيرام واقعة في أرض الجليل (1 ملو 9: 11) , وفي هذه المقاطعة كان يقيم فيها كثيرون من الكنعانيين (قضاة 1: 30-33 و4: 2) .. لكن الجليل صارت كلها يهودية فكونت جزءًا من مملكة هيرودس الكبير. وبعد موته صارت إلى هيرودس رئيس الربع وكانت في القسم الشمالي من بين الثلاثة الأقسام التي قُسمت إليها فلسطين في زمن المسيح في عصر الدولة الرومانية.

     لا يمكن أن تتكرر كلمة الجليل  في عدة مواقع الكترونية والصحف المصرية والأجنبية , ولا ابحث عن ما سبب هذا التكرار , وخصوصا ان هذه الكلمة التي تعني بالعربية " المحترم " قد ذيلت بإسم شخص , كنا نأمل فيه أنه سوف يكون شابا رائدا في وأد الفتن , وان يكون البطل الذي له القدرة والحجة أن يُصْمِتْ ويُسْكِتْ هذه الألسنة  التي تطاولت بكلمات نجسة علي اقباط مصر غير المشكوك في أصولهم المصرية وهويتهم التي هي في الأصل نسل المصريين القدماء اصحاب الهوية التي كانت سببا في حيرة العالم , لأنهم رأوا في المصريين الذكاء والتحضر , وانهم الشعب الفريد الذي عرف الإله الواحد في وقت كان جميع العالم القديم  تعبد شعوبها الأحجار والتماثيل وتقبلها وتحرص علي ان لا تُخدش ظانين أنها تسمعهم , ويظل هؤلاء المتخلفون يدورون حولها ويذبحون أولادهم البكر .. لعلها تنطق وتعطي لهم الأمان والحنان , بل ألقت هذه الآله الصماء عليهم مسئولية الدفاع عنها إلي درجة قتل الأخر.

    كنت لآ أحبذ أن اكتب مثل هذا المقال .. ولأني كوني  مصري أصيل أخاف عليها , ولا اتصور في يوم من الأيام نتيجة هذا الكلام  القاتل  الذي تفوه به الشيخ سالم عبد الجليل الذي إتضح اخيرا أنه من شيوخ الغبرة مهاجما الإيمان المسيحي  , أن يأتي هذا اليوم الذي أجد فيه مصر أمي متمزقة ومنهارة مثل ما إنتهت إليه بعض البلدان الأخري .. وإن كان يعتقد هذا الشيخ  أن كلماته ضد العقيدة المسيحية فيها نصرة لعقيدته .. أحب أقول له ..لا ياسيدنا الشيخ العكس هو الصحيح فهجومك هذا يقلل من شأن ديانتك , ويزيد من شأن عقيدتي , لأنها راسخة ثابتة لا غبار عليها , كفي ان شريعة  عقيدتي هي شريعة واحدة بل أكثر من كونها شريعة . فهي وصية واحدة  لترجمة عملية لصفة الله .. وبما أن الله محبة فوصيتنا التي ارسلها الخالق لنا  هي ايضا المحبة ... أتحدي هذا الشيخ الذي استلم درع حامي الإسلام  أن يجرب نفسه و يطبق وصية المحبة علي نفسه .. أكيد سوف لا يستطيع لأنه تشبع بالكراهية , وأن عقيدته هي الحق , وأيضا هو الحق ... لا يا سيادة الشيخ فقد وقعت في فخ الدواعش وانت لم تشعر ,, فانت في غيبوبة , ولم تتعرف علي دينك , كما اجدها في كثير من ابناء مصر المسلمين المخلصين .

     سيادة الشيخ عبد الجليل ... نحن كمسيحيين تعلمنا ونعلم اولادنا أن لا نُسيء للغير .. ولا نرد بمثل ما نتلقاه من ضرر , بل نطلب من ربنا أن يغفر له ويعطينا القدرة أن نغفر نحن له .. وانت أكيد دارس كل كلمة من إنجيلنا وأراهنك أنك تخفظها وتريد ان تطبقها علي نفسك ... لكن لا تستطيع لوجود نقص في شخصيتك  , وفي أمكانياتك الفكرية . فقد لبست لباس الدواعش , وأخذت علي عاتقك أن تحمل سيف الكلمة لكي تغُزها وتدفنها في أجساد اقباط مصر , واهما نفسك أنك فُزت بالجنة الموعودة بما فيها من ملذات جسدية بحتة مُجردة من اي روحانيات لكي علي الأقل تستطيع أن تواجه إلهك الذي هو روح .

    واضح أن الشيخ عبد الجليل لا يعرف شيئا عن توجهات القبطي المسيحي الثابتة من عمق التاريخ نحو بلده , فنحن فعلا  متسامحون كما اوصانا سيدنا الجليلي يسوع , لكن عندما نري أن هناك امور عفنة تعمل علي إنهيار الأمن القومي لمصر , سريعا ننتفض و نرفع سلاح الكلمة علي كل من  يريد كسر عظام مصر والنهش في لحمها , ونعمل علي إبعادهم عنها .. وارواحنا مكشوفة علي أهبة الإستعداد ان تنطلق إلي ربها  لكي تفدي مصر .. كذلك نحن مستعدون ان نموت من أجلك يا شيخ الغبرة .. ولو مش مصدق إسال الكنائس وشهدائها التي تم تفجيرها في ايام أعيادنا من خلال خطاباتك الإرهابية .. سوف تسمع الرد  "نحن نحبك يا عبد الجليل" ... فالتفوه بكلمة "بحبك" هو السلاح الوحيد ضد أمثالك لعلك تعرف حقيقة المسيحية بأنها  عقيدة تعطي حياة ولا تجلب الموت.. عقيدة السلام و الحب... كما شهد كتابكم .   

    أما تجرؤك علي وصف العقيدة المسيحية بأنها عقيدة فاسدة , وأن اتباعها يحق لك ولأمثالك الدواعش قتلهم . فعليك يا شيخ الغبرة أن تعيد ضميرك الميت إلي الحياة , وان تستخدمه في الأعمال الإنسانية .. وأن تتعلم من  العقيدة المسيحية الطاهرة كيفية التعامل مع كل الناس , فنحن لا يهمنا اي دين يؤمن به الأخر .. فالرب علمنا أن لا ندين الغير , ولا نكره العدو .. ولا نسيء إلي معتقده .. ولا نحجر علي رأيه المُجدي !!
     صدق مَنْ قال أنك تُدعي سالم عبد الجليل ... لكن هناك من هو اعظم من كل جليل ومحترم هو يسوع رب الجليل .   
"هذا ما اؤمن به " .

ملحوظة :
اتأسف إلي كل صديق وزميل وطني مسلم ..