مرة أخرى تعود الحشود الضخمة من المحتجين المصريين إلى ساحة ميدان التحرير، على الرغم من تنحي الرئيس السابق حسني مبارك، وإحالة عدد من رموز النظام السابق على المحاكمات، وحبس بعض الوزراء، وحل البرلمان بمجلسيه، ومنع العديد من رجال الأعمال من السفر والتحفظ على كافة ممتلكاتهم وغيرها من الإجراءات، غير أنه فيما يبدو أن لقطاعات من المحتجين المزيد من المطالب، يأتي في صدارتها ما يطلق عليه النشطاء "تطهير البلاد"، وهو الشعار الذي هتف به العديد من قادة جماعة "الإخوان المسلمين" سواء في ميدان التحرير، أو عبر مقابلات في بعض الفضائيات.

ويواجه المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون مصر حاليًا وسبق أن وعد بحمايتها من "الثورة المضادة" ضغوطا سياسية يوم الجمعة من الاف المحتجين الذين احتشدوا في ميدان التحرير بالقاهرة للمطالبة باسقاط حكومة عين الرئيس السابق حسني مبارك رئيسها وعددا من وزرائها.
وتدفقت حشود المصريين على الميدان الذي تركزت فيه مظاهرات أطاحت بمبارك بعد 30 عاما في السلطة، وسادت أجواء الاحتفال المظاهرة وشاركت فيها أمهات دفعن عربات أطفالهن وقد رسمن على خدودهم علم مصر، ورفع المحتجون في التحرير شعارات مثل "الشعب يريد اسقاط حكومة شفيق" و"مسلم ومسيحي ايد واحدة" و"الشعب يريد محاكمة حسني مبارك".
ويهدف التجمع الحاشد في التحرير والذي يذكر الجيش أيضا بقوة الشعب الى حث القوات المسلحة على إسقاط حكومة رئيس الوزراء أحمد شفيق التي أدخلت عليها تعديلات كبيرة هذا الاسبوع وتشكيل فريق حكومي جديد من التكنوقراط.
وفي ظل ساحة سياسية متشرذمة في مصر بعد الثورة فهناك آراء تقول إن الاثرياء مازالوا قادرين على كسب السلطة والنفوذ في الانتخابات. وتشوب الانتخابات في مصر منذ عقود أعمال بلطجة ودفع الرشى والتلاعب بمقدرات البلاد.

الإخوان ودعوات "التطهير"
ويقول مراقبون ومحللون سياسيون إن جماعة "الإخوان المسلمين" وهي أكثر الفصائل السياسية المصرية تنظيما ومجموعات أخرى تشعر الآن بالقلق بوجه خاص بسبب الابقاء على وزراء الدفاع والداخلية والعدل والخارجية بعد التعديلات الوزارية وتريد البدء في "عملية تطهير" للحكومة من الحرس القديم المرتبط بمبارك.
من جانبها قالت الناشطة سميحة متولي إن الجمعة يوم اخر للاحتجاج لجمع المصريين الذين أطاحوا بشجاعة بمبارك لكنهم مازالوا يكافحون فلول النظام القديم التي تحاول الصمود وافساد الثورة.
وأمّ الشيخ محمد جبريل ـ المعروف بتوجهاته المتشددة ـ عشرات الآلاف فيما أسموه "جمعة التطهير" بميدان التحرير، ودعا إلى تدمير الحزب الوطني الذي كان يحكم البلاد، الذي وصفه بـ"الفاسد" بعد أن زور الانتخابات، كما طالب رؤساء الصحف القومية والإعلام المصري بأن يغيروا من سياساتهم ويعملوا على غرس قيم الكرامة في نفوس الشباب.
وطالب جبريل بإقالة وزير الداخلية الجديد اللواء محمود وجدي لأنه تم تعيينه في النظام السابق، كما طالب الشرطة بإغلاق ملف الاعتقالات واغتيال دماء الشهداء، مؤكدا في نفس الوقت أن تكون مهام الشرطة الحفاظ على الوطن.

هتافات في ميدان التحرير ضد حكومة شفيق: "الشعب يريد محاكمة النظام"
كما دعا جبريل إلى محاسبة رموز النظام السابق مثل صفوت الشريف وزكريا عزمي وفتحي سرور وكل رموز الفساد، مشيرا إلى أن "الشعب المصري الثائر أراد أن يرفع رأسه أمام العالم إلى أن يتم تنفيذ مطالبه".
وشدد جبريل على أن المتظاهرين سيبقون فى ميدان التحرير جمعة بعد جمعة حتى يتم تحقيق المطالب المشروعة، مشيرا إلى أن ماحدث فى الأيام الماضية هو تجسيد لإرادة الله للقضاء على الفاسدين، قائلا " إن هذه نتيجة طبيعية لكل فاسد" .
كما ألقى الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم خطبة الجمعة، وأكد شاهين فى خطبته على مطالب ثورة 25 يناير وعلى رأسها رحيل حكومة أحمد شفيق ومحاكمة كل رموز الفساد وحل جهاز أمن الدولة، كما طالب شاهين بإقالة وزير الداخلية محمود وجدى نظرًا لأنه تم تعيينه فى فترة الرئيس السابق حسني مبارك.
وطالب شاهين بإقالة رؤساء تحرير الصحف القومية موجهًا رسالته للإعلام المصرى قائلا "يجب عليكم أن تغذوا فى نفوس أبائنا العزة والكرامة"، مؤكدا على الشعار الذي رفع أثناء الاحتجاجات الواسعة التي سبقت تنحي مبارك ومنها "الجيش والشعب يد واحدة" فى سبيل الوحدة داعيًا رجال الشرطة لفتح ملف جديد مع الشعب تكون رسالته أن رجال الشرطة فى خدمة الشعب، مضيفًا أن السجن الذى وضع فيه رموز الفساد مؤخرًا سيكون مصير كل من يسرق أموال المصريين.

المجلس العسكري يحذر
وقال المجلس العسكري في بيان عشية المظاهرة التي تحيي أيضا ذكرى مرور شهر على اندلاع الثورة ومرور أسبوعين على تخلي مبارك عن الرئاسة "يراقب المجلس الاعلى للقوات المسلحة ما يحدث على الساحة الداخلية بكل دقة وحذر وما يتردد من تعبيرات سياسية مستحدثة مثل الثورة المضادة وخلافه ومحاولات إحداث الفتنة بين النسيج الوطني لهذه الامة، كما يؤكد المجلس الاعلى للقوات المسلحة بأنه يجري اتخاذ كافة الخطوات التي تفي بتعهداته، وأنه لا عودة للماضي وأن الهدف الأسمى حاليا هو تحقيق أماني وطموحات هذا الشعب العظيم."
ويسير الجيش المصري الذي يواجه اضرابات بسبب الاجور وظروف العمل واضطرابات في ليبيا جارة مصر من ناحية الغرب على حبل مشدود لمنح الشعب المصري حريته واستعادة الحياة الطبيعية.

القوات المسلحة: حكومة شفيق لن تشرف على الانتخابات المقبلة
وبعد أن حل المجلس الاعلى للقوات المسلحة مجلسي الشعب والشورى وشكل لجنة لتعديل الدستور حظر الجيش الاضرابات وحث المصريين على العودة لاعمالهم.
وقال الجيش في بيانه "يهيب المجلس بأبناء هذا الوطن أن يكونوا كالبنيان المرصوص في مواجهة هذه المخططات التي لا تتفق مع أخلاق وعادات أبناء هذا الوطن الغالي".

للمزيد للضغط على المجلس العسكري وتحسبًا لـ"الثورة المضادة": جبريل يؤم الآلاف في ميدان التحرير للمطالبة بإسقاط الحكومة المصرية وتدمير "الوطني"

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها