الأقباط متحدون - خوطر من أحداث أحد السعف الدامى !!
  • ٠٣:٤١
  • الثلاثاء , ٩ مايو ٢٠١٧
English version

خوطر من أحداث أحد السعف الدامى !!

د. مجدي شحاته

مساحة رأي

٥٨: ٠٥ م +02:00 EET

الثلاثاء ٩ مايو ٢٠١٧

 أحد السعف الدامى
أحد السعف الدامى

  بقلم : د . مجدى شحاته      
شاء القدر أن أتواجد فى الاسكندرية  وقت وقوع  التفجيرين الارهابيين الذين استهدفا  كنيسة  مارجرجس بطنطا والكاتدرائية المرقسية بالاسكندرية يوم أحد السعف الماضى . كنت مع زوجتى فى طريقنا الى الكاتدرائية المرقسية بعد الانتهاء من موعد عمل مسبق بمحيط الكاتدرائية  ، وقررنا أن ننال بركة اليوم ولو مجرد حضور اخر دقائق من قداس أحد السعف , وفى نفس الوقت كنت مكلف بتسليم جواب الى سكرتارية قداسة البابا لتحديد موعد مع قداسة البابا تاوضروس الثانى لاجراء تحقيق صحفى خاص لمجله ( ينبوع المحبة ) بمناسبة زيارة قداسته لأستراليا فى أغسطس القادم .  لم تفصلنا عن الكاتدرائبة سوى بضعة أمتار قليلة حتى سمعنا دوى انفجار بالغ الشدة مع اصوات تحطم زجاج المحلات التجارية والعمارات والسيارات المتواجدة فى محيط مدخل الكاتدرائية بشارع النبى دانيال بمحطة الرمل وتعالى الصراخ وارتفاع بعض الدخان و الاتربة واصوات سيارات الشرطة والاسعاف والمطافئ ، وساد المكان حالة من الزعرو الهرج والمرج , وحاصرت قوات الامن المتواجدة بكثافة المكان وطالبونا بالابتعاد واخلاء المنطقة . وفى اليوم التالى ( اثنين البصخة ) صممنا أن نحضر صلاة تسبحة البصخة المسائية فى ذات الكاتدرائية التى وقع فيها الانفجار الارهابى  وصلنا الى بداية شارع

النبى دانيال حوالى الساعة الرابعة بعد الظهر، وانتظرنا ساعة كاملة حتى سمحت لنا قوات الامن بدخول الكاتدرائية ، لنكون أول  من دخلوا الى بهو الكنيسة ، ولم تمض سوى بضع دقائق قليلة ، حتى امتلأت الكاتدرائية بكاملها بمئات الرجال والنساء والاطفال تغمرهم حالة من الثقة والايمان والوقار ، ارتفعت أصواتهم الى عنان السماء تزلزل أرجاء المكان اعلى واقوى من تفجيرات الارهابى  بالامس ، تسبح " لك القوة والمجد والبركة ، والعزة الى الابد أمين .. " الجميع كانوا يشعرون بأرواح الشهداء الابرار الذين سالت دمائهم الطاهرة بالامس تحلق حولهم فى ارجاء الكنيسة  ينشدون مع الجموع

الغفيرة تسبحة الغلبة والنصرة .. وهنا تذكرت مشهد شهيد المسيح     ( عم نسيم ) واسمه بالكامل : نسيم فهيم بخيت .. حارس الكنيسة والذى شاهده الملايين عبر الفيديو الذى بثته القنوات الفضائية حول العالم .. عم نسيم لم يكن مطالب بالوقوف امام بوابة الكنيسة فى هذا اليوم ، ولكنه حل مكان زميله الذى تغيب فجأة عن الحضور ، شاهدنا عم نسيم وهو يمنع شخصا من الدخول الى حوش الكنيسة من باب الخروج وأشار له بالتوجه والدخول عبر بوابة الامن الالكترونية ، هذا كل مافعله عم نسيم !! كان من الممكن ان يترك عم نسيم الرجل أن يمر الى حوش الكنيسة من باب الخروج  لكنه منعه من المرور الا من خلال البوابة الالكترونية  ، لقد قام الشهيد عم نسيم بأداء واجبه كما ينبغى بكل أمانه ودقة ليمنع وقوع كارثة بشعة ومذبحة مروعة  لو ان
 

الارهابى تمكن  من الافلات الى داخل الكاتدرائية  ليفجر نفسه بين مئات المصلين حيث كان قداسة البابا تاوضروس الثانى يترأس القداس الالهى لأحد السعف . الشهيد عم نسيم الامين فى أداء عمله .. لم يقم بعمل بطولى خارق .. فهو لم يفعل أكثر من أداء واجبه بكل الصدق والامانة والدقة والحزم ، ليمنع وقوع كارثة ومذبحة مروعة !! والسؤال الذى يطرح نفسه .. هل نحن فى عصر .. وصل بنا الحال فيه ، بان من يقوم بأداء واجبه كاملا  بأمانة وأخلاص هو بطل نادر وجوده  كما فعل الشهيد البطل عم نسيم ؟؟ نعم لقد اصبح الشهيد عم نسيم نموذجا تحتذى به فى أداء الواجب ... المسيح قام ... بالحقيقة قام ...