لكى ينالوا قيامة أفضل
سامية عياد
الثلاثاء ٩ مايو ٢٠١٧
عرض/ سامية عياد
مجد زجاجة الطيب لا يظهر إلا إذا انسكب هذا الطيب الذى فى داخلها عندئذ تفوح منه رائحة عطرة ، هكذا الاستشهاد الذى ينسكب منه الحب الذى عاشه الشهداء لرب المجد فتفوح الرائحة الذكية..
نيافة الأنبا بيشوى مطران كفر الشيخ ودمياط والبرارى فى مقاله "الحب على مذبح الاستشهاد" أكد لنا أن الاستشهاد بالنسبة للشهداء هو تتويج للحياة الروحية المعاشة مع الله والتى ذاقوا فيها حلاوة الله ، بحيث يصبح الاستشهاد للشهداء شهوة نابعة من التمسك القوى برجاء الحياة الأبدية ، والاستشهاد هو هدية للمسيح حتى ينسكب الحب الكامن بداخل الشهداء لتفوح رائحة الطيب العطرة .
إن الاستشهاد فرصة لكى يظهر هؤلاء الشهداء الحب الفياض المتأجج فى داخل قلوبهما الذى لا يظهر ولا يتألق إلا على مذبح الاستشهاد حيث تنسكب المحبة فتفوح الرائحة الذكية لذلك قيل عن السيد المسيح "لرائحة أدهانك الطيبة ، اسمك دهن مهراق" أى أن اسم الله هو طيب مسكوب ومعلمنا بولس يقول "انسكب أيضا على ذبيحة إيمانكم وخدمته" ، قد يستطيع أهل العالم أن يقوموا ببطولات ، أما الاستشهاد فى المسيحية فهو ليس مجرد بطولة ولكنه حبا فائقا للوصف وفائقا للحدود التى يمكن التعبير عنها ، ولذلك فقد كان هذا الحب أقوى من الموت ، فاستطاع أن يعبر كل الصعاب والآلام فى فرح .
من يرى الحب المتألق وقوة القيامة ويقول مع بولس الرسول "لأعرفه وقوة قيامته ، وشركة آلامه ، متشبها بموته" فسوف يختبر حلاوة المسيحية بالرغم مما فيها من ألم وضيق ..