الأقباط متحدون | الثورة.. كثير من الآمال.. كثير من المخاوف
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١١:٢٨ | الجمعة ٢٥ فبراير ٢٠١١ | ١٨ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣١٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الثورة.. كثير من الآمال.. كثير من المخاوف

الجمعة ٢٥ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: رمزي لوقا
 بالطبع من السابق لأوانه أن نحكم على ثورة شعبية رائعة ، نجحت فى تكسير كثير من الأصنام والأوهام ، لم نكن نحلم بسقوطها فى تلك الفترة القصيرة ، وبهذا الثمن - وإن غلا – فهو بخس قياساً بقيمة التغيير المنتظر ، وبقيمة الوطن العزيز ، وانظروا كم يدفع الشعب الليبىّ المناضل فى ثورته من دماء ، وهى ما زالت فى طورها الأول ، وهى حتى الآن لم تحرك إلا بعض المياه الراكدة فى النظام الليبىّ العطن.

وإن كنا سنعطى لمبارك تكريماً وعرفاناً ، فلأنه لم يسلك مسلك الزعيم الليبى فى قمع الثورة. إن الروح الثورية العالية الوثابة إلى نجدة الوطن ، والوقوف ضد الفساد ، وضد القفز على أكتاف الثورة ، والوقوف ضد الشعارات الفئوية أو الدينية ، لم يمنع من بروز تيار الأخوان ، وتمتعه بالحظ الأوفر من ثمار الثورة ، وقد ناديت قبل الثورة وبعدها وما زلت أنادى بالحوار معهم ، لأن تجاهلهم سيؤدى إلى إنفرادهم بالسلطة ، ومعاداتهم سيؤدى حتماً إلى فتنة طائفية ،الكل فى غنى عنها. كما ان إلتحام الهلال مع الصليب خلال أيام الثورة وبعدها ، فى وحدة وطنية رائعة، أصبح أمامه الآن علامة إستفهام كبيرة ، مع تسارع الأنباء عن إعتداءات على شخصيات و أماكن قبطية ، فى العديد من محافظات مصر.

ونحن الآن بين أمرين ، إما أن نتمسك بوحدتنا ، وقد نقدم جميعاً تنازلات مؤلمة للحفاظ عليها ، والعبور بالوطن الى بر الأمان ، أو ننساق كل منا وراء مطالب وتطلعات طائفية ، قد تؤدى بالوطن الى ما لا نتمنى . كما أن أخلاقيات الثورة التى رأيناها وعشناها ، باتت ديمومتها فى الشارع المصرى فى محل شك ، وخاصة بعد التردى الأمنى رغم إنتشار رجال الداخلية فى كل مكان ، إلا أن هناك غموض تجاه سلبيتهم، أو ربما قلة حيلتهم ، فى التصدى لحالات التحرش الجنسى والبلطجة والسرقة بالأكراه ، فالإنفلات الأمنى أصبح آفة تصيب المجتمع المصرى - وإن خفت حدته - وهنا نسأل ألم يحن الوقت لعودة رجال الأمن بصورة حقيقية إلى آداء دورهم - الأخلاقى - فى الدفاع عن الوطن .

ليس ثمة تغيراً فى فكر ونهج حكومة السيد أحمد شفيق الأولى ، فما زال رجال الأعمال - لا المواطن الفقير - أولية أولى فى سياساتهم وتوجهاتهم ، نعم ، من غير المنتظر، ولا المطلوب إنقلاب سريع فى توجهات الحكومة الجديدة ، فهذا يـُترك للحكومة التى ستأتى بالإنتخاب ، فبرنامجها وفكرها الأيدولوجى الذين يختارها الشعب بناءً عليهما ، هما النهج الذى سنسير عليه مدة حكمها ، وهى التى لها الحق فى تغيير مسار الوطن ، حسب المنهج الذى أختيرت على أساسه ، ولكن لابد من رفع الظلم فوراً عن الفئات المطحونة والمهمشة من المجتمع . إن حُكماً رأسمالياً لم يهتم إلا بالعائد الريعى - الذى كان يذهب لفئة صغيرة من رجال الأعمال المحظوظين - من أرباح بيع الأراضى والبورصة وبرنامج الخصخصة الغامض، الذى كان يستهدف حتى المستشفيات والحدائق العامة وكل ما يملكه المواطن الفقير ، الذى كان ينتظر اليوم الذى يباع فيه حتى الهواء الملوث الذى كان يتنفسه ، لولا معارضة الشعب ، لكانت حديقة الحيوان على سبيل المثال قد حل محلها ناطحات سحاب تباع بالمليارات ، وما كان على الشعب إلا أن يذهب للجحيم ، أو تترك له حرية الموت إنتحاراً بالطريقة التى يرغبها. إن نظرة حقيقية لحقوق الفقراء فى حياة كريمة ، لهى أولى بأن تكون نهجنا فى العمل العام فى الفترة القادمة ، فقد عودتنا حكومة الفساد السابقة على أن الفقير متهم بفقره ، وأن المريض متهم بمرضه ، وأن الجاهل متهم بجهله ، وأن الشعب هو مصدر كل الآفات.

إن إلقاء التبعة على منظمات العمل المدنى ، للقيام بأدوار هى من صميم مسئوليات حكومة الدولة ، لهو تهرب من واجبات يجب أن تؤديها الحكومات ، وإلا لماذا تفرض الضرائب والرسوم ، وهذا ما يجب أن نعيه فى المستقبل ، يجب على الحكومات أن تبذل كل الجهد ، وعلى المجتمع المدنى أن يكمل ما تعجز عنه الحكومات . ان عودة نظرة التقدير والإحترام إلى العمل اليدوى والإنتاجى ، و إلى العامل والفلاح ، التى كان قد إستلبها رجال الأعمال ، ومن ساروا على دربهم من سماسرة وتجار أوهام ، الذين أشاعوا نظرة دونية الى العمل اليدوى الشريف ، والمهارة الفنية اليدوية ، والابداع الفنى التى يصعب تعويضها ، واستبدلوها باستيراد منتجات مثيلة من الخارج باسعار ذهيدة ، مما أدى الى اغلاق آلاف المصانع والورش ، وإندثار صناعات محلية شهيرة ، كانت من موروثنا الحضارى والثقافى ، كما أدت تلك النظرة إلى عزوف الفلاح عن رعاية أرضه ،وتربية ماشيته ، وتحويله من منتج يصدر إنتاجه الزراعى إلى الحضر ،إلى مستهلك ومستورد عبىء على المدينة ، إن منع استيراد البضائع المماثلة لما تنتجه المصانع المصرية ، ودعم الزراعة يجب أن توليه الدولة من إهتمام ، فهذا طريق القضاء على البطالة ، وزيادة الإنتاج ، و حزمة كبيرة من المزايا ليس هذا مكان مناسب لحصرها . هذا بعض من كل ، فآمالنا فى الثورة عظيمة بقدر عظمتها ، ومخاوفنا عليها بقدر حرصنا على نجاحها .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :