الأقباط متحدون - البطريرك لحام يجسد قيم البابا فرنسيس
  • ٠٣:٥٨
  • الاثنين , ٨ مايو ٢٠١٧
English version

البطريرك لحام يجسد قيم البابا فرنسيس

سليمان شفيق

حالة

٢٨: ٠٣ م +02:00 EET

الاثنين ٨ مايو ٢٠١٧

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
سليمان شفيق
أعلن بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام الاضراب عن الطعام من السبت تضامنا مع الاسري الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي ، حيث يواصل اكثر من 1500 أسير فلسطيني اضرابهم من يوم 17 أبريل الماضي للمطالبة بانهاء سياستي العزل الانفرادي والاعتقال الاداري وتحسين ظروف اعتقالهم .
 
ما فعلة البطريرك مجرد تجسيد للمحبة البصيرة والتي تنعكس في نبل وانسنة تجسد رؤية البابا فرنسيس للمحبة ، والتي جأت في فعل محبة يوم خميس العهد الماضي ، والبابا فرنسيس في كل خميس عهد كان يذهب للسجون ويغسل ارجل السجناء والسجينات ، وفعل مالم يفعلة بابا من قبل حيث غسل في زيارة لاحدي السجون في خميس العهد أرجل فتاتين مسلمتين كن ضمن السجينات التي طبق عليهم البابا رتبة غسل الارجل.
 
يحدث ذلك في الوقت الذي ينظر فية قطاع كبير من المصريين والعرب الي هؤلاء الاسري نظرة ايدلوجية وفق رؤيتهم للقضية الفلسطينية ، خاصة بعد "اسلمة" حركة حماس لها مما جعل كثيرين لايتوقفون امام الموقف الانساني بل يحاسبون الاسري والمعتقلين من منظور ايدلوجي وديني خالي من الانسانية .
وكما كشفت زيارة البابا فرنسيس لمصر عن "مجاعة محبة" ، وصراعات مذهبية ، وصلت الي حد التراشق بين ابناء الكنائس القبطية ، وكأن زيارة البابا فرنسيس كشفت الغطاء عن التدين الشكلي في وسط قطاع كبير من المتدينين المسيحيين .
 
نفس الموقف للاسف اكتشفتة من ردود افعال علي "بوست" كتبتة علي صفحتي علي موقع الفيس بوك عن خبر اضراب البطريرك لحام عن الطعام تضامنا مع الاسري ، افتقاد للبعد الانساني ومحاسبة الاسري من منظور ايدلوجي وليس مسيحي ، ومع احترامي لكل تلك التعليقات ، الا انها اثبتت لي "الفريسية المعاصرة في اكبر تجلياتها !!
 
 ووفق ما نشر عن مركز الاعلام والمعلومات الوطني الفلسطيني التابع لوكالة الانباء الفلسطينية "وفا" ، ان عدد الاسري الفلسطينيين والعرب بالسجون والمعتقلات الاسرائيلية بلغ (8000) اسير ، مقارنة ب(1500) قبيل انتفاضة الاقصي عام 2000، ومن بين هؤلاء اطفال ونساء وفتيات، وكلهم موزعين علي (22) سجنا ومعتقلا اسرائيليا ،وقد سجلت منظمات حقوق الانسان استشهاد (103) أسير من جراء التعذيب ، الاسري الاداريين يبلغ عددهم (567) أسيرا.
اما السجون والمعتقلات فهي :(سجن غزة المركزي ،بئر سبع المركزي ،سجن عسقلان المركزي ، سجن الرملة ،سجن كفر يونا ، معتقل المسكوبية ، سجن النقب الصحراوي ،سجن عوفر ،سجن تلموند ، سجن نفحة ، سجن الدامون ،الخ )
 
وتعاني كل تلك السجون والمعتقلات من الاسراف في التعذيب ، وتفشي الامراض ، والاهمال الواضح ، ونقص النظافة وسوء الرعاية الطبية والحرمان من الطعام ، والعقاب الجماعي لابسط الاخطاء.
 
لا اقصد ادانة احد ولكن رصد ووصف لحالتنا "المسيحية" ، اكيد ذلك رد فعل للقسوة والدماء التي يدفعها المسيحيين علي يد الدواعش والقتلة المتأسلمين ، ورغم ذلك اشتبكت مع نفسي في حزمة من التساؤلات.
 
يجيب الكتاب على تلك التساؤلات في متي 25: 31- 40 حيث يقول "ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسي مجده، ويجتمع أمامه جميع الشعوب، فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء، فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار، ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي أبي، رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم، لأني جعت فأطعمتموني . عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فآويتموني، عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فأتيتم إلي، فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين: يا رب، متى رأيناك جائعا فأطعمناك، أو عطشانا فسقيناك، ومتى رأيناك غريبا فآويناك، أو عريانا فكسوناك، ومتى رأيناك مريضا أو محبوسا فأتينا إليك، فيجيب الملك ويقول لهم: الحق أقول لكم: بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر ، فبي فعلتم"
 
اخوة يسوع الاصاغر هم كل (الجوعي والعطاشي والاغراب والعريانين والمرضي والمحبوسين) من أجل تلك الوصية غسل البابا فرنسيس ارجل السجناء ، وتضامن معهم البطريرك لحام مضربا عن الطعام .
 
ان لم نقتدي مثلهم بالمسيح ، فهل ننطلق من حقوق الانسان والاسري والمعتقلين ؟