بوعاز بيسموت: صحفي إسرائيلي عابر للحدود
محرر الأقباط متحدون
الأحد ٧ مايو ٢٠١٧
كتب : محرر الأقباط متحدون
قال موقع المصدر أن الصحفي المتمرس بوعاز بيسموت، الذي تم تعيينه مؤخرا رئيسا لتحرير صحيفة إسرائيل اليوم، يحرص على السفر إلى قلب مناطق الصراع الملتهبة في الدول المعادية لإسرائيل ويقتحم الحدود بشجاعة لينقل الصورة كاملة صحيحة كما هي
عزت حامد – القاهرة
لو كنت من مصر أو ليبيا أو لبنان أو حتى أفغانستان أو دولة الإمارات، تمعن في صورة هذا الصحفي. ربما تكون قد شاهدته في ميدان التحرير بمصر، أو في ليبيا بميدان عمر المختار، أو البقاع في لبنان، أو ربما في برج خليفة في دبي، هذا إن لم يكن في أحد شوارع دمشق أو كابول. إنه الصحفي الإسرائيلي المتمرس بوعاز بيسموت، الذي تم تعيينه مؤخرا رئيسا لتحرير صحيفة إسرائيل اليوم.
هذا الصحفي العابر للحدود والذي لا يحرص فقط على استغلال لغته أو جرأته الصحفية في كتابة موضوعات من إسرائيل، ولكن يحرص أيضا على السفر إلى قلب مناطق الصراع الملتهبة في الدول المعادية لإسرائيل ويقتحم الحدود بشجاعة لينقل الصورة كاملة صحيحة كما هي.
مع الإخوان في ميدان التحرير
تسبب بيسموت قبل عدة أعوام في إثارة جدل واسع في القاهرة، وتحديدا أثناء ثورة يناير عام 2011 عندما اجتمع مع الإخوان المسلمين في قلب الميدان، وكانوا يرغبون في التقاط الصور معه! وهو ما أثار الكثير من التساؤلات حول هدف الإخوان من ذلك ومن ثم توجيه الانتقادات إليهم. ولكن ليس الإخوان فقط التقطوا صورا معه، وإنما محتجون آخرون أيضا في الميدان التقطوا صورا مع بيسموت في ميدان التحرير.
بل حتى إنه تصور والعلم المصري في يده، وهو ما يدل على هدوء وبرودة أعصاب هذا الصحفي وشجاعته ورباطة جأشه بدخوله إلى ميدان التحرير والاختلاط بالمحتجين، رغم أن مصر والكثير من الدول الأجنبية قد حذرت السائحين أثناء احتجاجات ثورة يناير من الدخول أو الاقتراب من ميدان التحرير.
الذهاب إلى دمشق ومقابلة الأسد!
ولم تقتصر مغامرات بيمسوت على مصر فقط، حيث ذهب إلى سوريا أيضا وتجول في شوارع العاصمة دمشق والتقط لنفسه صورة وهو يطالع صحيفة تشرين السورية الرسمية.
ولم يكتف بيسموت بزيارة سوريا فقط، وإنما أجرى حوارا أيضا مع رئيسها بشار الأسد، نشره فيما بعد في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية. وقد أثار ذلك ضجة كبيرة وجدلا واسعا حول كيفية إجرائه الحوار وفيما إذا كان الأسد يعرف هوية وجنسية بيسموت الإسرائيلية أم لا.
بيسموت وصل إلى ليبيا وحل ضيفا على الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي أيضا، وأجرى معه حوارا مطولا نشره في صحيفة يديعوت أحرونوت مثل حواره مع الأسد.
مقابلة في عرين الأسد!
غير أن مقابلة أعداء إسرائيل كان محفزا كافيا ليتوجه إلى إيران وإجراء مقابلة مع الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد المحافظ المتشدد. وهو ما شكل مفاجأة للكثيرين، حيث كان نجاد يعتبر حينها من ألد أعداء إسرائيل ويدعو بشكل علني وواضح في تصريحات نارية معادية لإسرائيل، إلى القضاء عليها ومحوها من الخريطة.
كما كان للخليج أيضا نصيب من جولات بيسموت في الدول العربية، حيث زار دبي أيضا ونشر مواد في الصحافة الإسرائيلية حول تلك الزيارة.
صحفيون إسرائيليون على الجبهة في لبنان والعراق
بوعاز بيسموت ليس الصحفي الإسرائيلي الوحيد الذي يتمتع بجرأة وشجاعة كبيرتين؛ حيث هناك صحفيون آخرون يملكون شجاعة كبيرة مثله، منهم إيتاي اينغل الذي سافر إلى العراق وأرسل صورا حية من الجبهة عن معركة تحرير الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية. أما الكاتب والصحافي القدير رون يشاي، فقد رافق الجنود الإسرائيليين في حرب لبنان، وذهب إلى أفغانستان أيضا وكتب تقارير عن الوضع هناك.
وإن دلت صور بيسموت وجولاته ولقاءاته الصحافية مع “أعداء إسرائيل” وتقارير اينغل من جبهة الموصل وقبله يشاي من لبنان؛ فإنها تدل على الجدية والموضوعية لدى الإعلامي الإسرائيلي وحرصه على نقل الخبر والمعلومة من قلب الحدث ولو تطلب ذلك لقاء أعداء إسرائيل والذهاب إلى جبهات القتال، وبالتالي مصداقية الإعلام الإسرائيلي وموضوعيته.
شجاعة وتهور
ولكن كيف يرى الصحفيون المصريون مغامرات زملائهم الإسرائيليين؟ “بالتأكيد هي شجاعة، ولكنها تهور أيضا” تقول صحفية مصرية تتولي رئاسة القسم السياسي في إحدى الصحف المصرية، وتضيف لموقع المغرد أنها كانت تتابع تحركات الكثير من الصحافيين الإسرائيليين أثناء مشاركتها معهم في مؤتمرات دولية، ولاحظت أنهم “يسعون إلى معرفة الحقيقة ويحرجون المسئولين”، وهو أمر يعكس مهنيتهم المتميزة.
في حين ينظر صحفي مصري آخر إلى ذلك من زاوية أخرى ويقول إن الأمر بالتأكيد ينطوى على ما أسماه بمنظومة أمنية، إذ “لا يعقل أن يزور صحفي إسرائيلي دولة عربية ويلتقي رئيسها وينشر اللقاء وهو في هذه الدولة دون أن يلتفت إليه أحد ويكتشف أنه إسرائيلي!” ويتابع في حواره مع المغرد أن ما يقوم به بيسموت أو اينغل “يعكس رغبة عربية في التقارب مع اسرائيل”.
والسؤال ما هي توقعات بيسموت من الصحفيين العاملين في الصحيفة هل يتوقع منهم نفس القدر من الجرأة التي يتحلى بها شخصيا؟