الأقباط متحدون - كاروز الديار المصرية
  • ٠٣:٠٧
  • الأحد , ٧ مايو ٢٠١٧
English version

كاروز الديار المصرية

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٥٥: ٠٤ م +02:00 EET

الأحد ٧ مايو ٢٠١٧

 القديس مار مرقس الرسول
القديس مار مرقس الرسول

د. مينا ملاك عازر
إن كان مسيحيو مصر مدينين، فهم مدينين بمسيحيتهم، وبثبات إيمانهم لواحد من أصغر رسل السيد المسيح له المجد، وهو القديس مار مرقس الرسول الذي أتى ماشياً من بلاد بعيدة للإسكندرية حتى تهرأ حذاءه، فدخل ليصلحه عند إسكافي، وأثناء تصليح النعل أصيب الإسكافي بجرح، وحينها صرخ للإله الواحد، فاهتبل مرقس الفرصة، وسأله عن إيمانه بالإله الواحد، فكان الإسكافي المصري واحد من المصريين المؤمنين بفكرة الاله الواحد فكانت مدخل القديس مرقس للإسكافي وللمصريين فشرح لهم موضحاً من هو الواحد، أخذ مرقس ينشر المسيحية في الإسكندرية برغم غضب الوثنيين والدولة الرومانية آنذاك، ورشم الإسكافي أسقفاً ليخلفه وقت ذهابه عن البلاد للخدمة في أماكن أخرى، كذهابه للقديس بولس لروما حيث كان يكرز القديس بولس، وعند عودة القديس مرقس للإسكندرية، وأثناء احتفالات عيد القيامة آنذاك، اختطفه الرومان وجروه مربوطاً في حصان، وسالت دماءه على أرض الإسكندرية لتروي بذور الإيمان التي بذرها بين شعب مصر، أخذوا يجرونه إلى أن فاضت روحه شهيداً للإيمان المسيحي، ومؤمناً بأهمية نقل الرسالة للشعب المصري ولشعب الخمس مدن الغربية، وهي ليبيا الآن، وبعد أن أسس كنيسة هي الأعرق في العالم والأقدم والأكثر ارتباطاً بالشعب المصري وبمصرية المصريين بل هي المؤسسة الوحيدة الباقية من ألفين عام للآن من بين كل مؤسسات الدولة والمؤسسات الموجودة في مصر قاطبةً.

صمدت الكنيسة المصرية برغم كل المواجع والألمات التي ألمت بها، والمصائب والكوارث والاضطهادات من السلطة ومن الهراطقة وبقت مستمرة في إيمانها وثباتها وفي خطها المستقيم، فسميت أرثوذوكسية، وبقت محافظة على مصريتها، وبلادها فسميت قبطية، فكانت لدماء مار مرقس الفضل في وقوف الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية شامخة كالنخل باصص للسما ثابت في الأرض، أرض الوطن فكانت الكنيسة الأرثوذكسية تهتم بالسمائيات، وتثبت في الدفاع عن الوطن، ولما لا ومار مرقس مبشرها وكاروزها الأول، وقد كان من عوامل رغبته في تبشير مصر والخمس مدن الغربية أنه ينتمي بالميلاد لها، فقد أعلى وطنيته وها هم أقباط مصر يبقون على إعلائهم لوطنيتهم كجدهم في الإيمان كاروز ديارهم المصرية مار مرقس الرسول.

رحل مار مرقس شهيداً في مثل هذا اليوم 30 برموده لسنة 68 م، وتاركاً وراءه إينيانوس الإسكافي الذي صار أسقفاً والبطريرك الثاني من سلسلة بطاركة عددهم للآن 118 بقداسة البابا تواضروس أدامه الله على كرسيه سنين سالمة وأزمنة عديدة، محافظاً على إيمان الأقباط موحداً بين الكنائس، ومحباً للجميع، ومراعياً أسمى قيم الوطنية التي التزمت بها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية منذ أمد بعيد، وستبقى محافظة عليه.

المختصر المفيد كنيستي القبطية كنيسة الإيمان قديمة  قوية ارجو لها الدوام.