الأقباط متحدون - قصة تكفير محمد عبدالوهاب بسبب أغنية من غير ليه
  • ٠٩:٣٦
  • الجمعة , ٥ مايو ٢٠١٧
English version

قصة تكفير محمد عبدالوهاب بسبب أغنية "من غير ليه"

٤٨: ٠١ م +02:00 EET

الجمعة ٥ مايو ٢٠١٧

محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب

كتب- محرر الأقباط متحدون
خصص الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، حلقة برنامج "لدي أقوال أخرى"، يوم الأربعاء، على نجوم إف إم، للحديث عن موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب في ذكرى وفاته، حيث رحل عن عالمنا يوم 4 مايو 1991.
 
وقال عيسى: "أتذكر أني أجريت تحقيقا صحفيا مع أحد المحامين السلفيين وكان عمري 26 عاما، رفع دعوى قضائية لسحب جائزة الدولة التقديرية من دكتور لويس عوض ودعوة أخرى للتفريق بين الفنان العظيم محمد عبدالوهاب وزوجته واتهم عبدالوهاب بالكفر لأنه قدم أغنية (من غير ليه) لمرسي جميل عزيز، ودعوة الأخ السلفي كان أن عبدالوهاب ينكر وجود الله، وعبدالوهاب هو نفسه اللي غنى (جئت لا أعلم من أتيت)، ولكن كان في وقت العقول كانت متفتحة، والقضية ذهبت للمحكمة وأصبح بها نقاش وجدل وهذا سببه إن المجتمع تطرف".

وتابع: "وصل لي هذا الخبر وقتها وذهبت لمقابلة المحامي في مكتبه، وكان سعيدا وتغمره سعادة هائلة، وكان يرى أن يخدم الله والإسلام".
وأردف: "وعملت حينها موضوع عن طلب مصادرة أغنية من غير ليه، وأعتقد أنه كان موضوع صحفي مهم وأخذت عليه أفضل تحقيق فني وثقافي من نقابة الصحفيين 1000 جنيه، وأنا مدين لعبدالوهاب بهذه الجائزة".

وشدد: "قرأت اليوم حكمة على إحدى السيارات تقول (الحياة في سبيل الله أصعب كثيرا من الموت في سبيل الله)، وبالفعل لا يوجد أسهل من الموت في سبيله، ولكن في الحياة أنت تمر بامتحانات كل دقيقة لسنوات طويلة، وهذا يتسق مع الحديث المنسوب للنبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وهو عائد من إحدى الغزوات وقال خرجنا من الجهاد الأصغر للجهاد الأكبر، اللي هو مكابدة الحياة".

ورفض عيسى، ما أطلق عليه "تقديس الأشخاص"، قائلا: "محمد عبدالوهاب كان مؤسسة هائلة في عالم الفن المصري والإنساني بالقطع، ونتكلم عن موسيقاه وخلوده، ولا يمكن أن نقارن بينه وبين الفنانين اللي كانوا في وقته وأصبح لهم جمهور محدود، إنما فيه فنانين يستمرون على أجيال بالكامل وهذا على كل المستويات، مثل ستيفان روستي وزينات صدقي، وحتى عبدالوهاب في التمثيل كان بارد جدا ولكن في موسيقاه سيعيش للأبد، في الأدب تجد نجيب محفوظ شخص عابر للزمن ورواياته ممكن أن تقدمها حتى الآن في أعمال فنية، والمصيبة أن تحول أي شخصية للتقديس أو فوق التعامل أنه ظاهرة إنسانية".
 
وأكمل: "أتذكر ندوة حضرتها ليوسف شاهين مع منتصف الثمانينيات، وقال إنه كان يرى فيلم الناصر صلاح الدين واستغرب جدا طول الفيلم أن صلاح الدين لم يسب أحدا أو ضرب شخص بالقلم، وهو ينتقد فيلم قام بتأليفه، فهل معقول هناك شخصية ملائكية لهذه الدرجة، قصة تحويل الشخصية ذات البطولة والصفة الخالدة إلى شيء مقدس أو نبوي أو إلهي ملائكي مثالي، مثل مسلسل أم كلثوم للنجمة صابرين، 35 حلقة لم تخطئ أو تغضب أو كانت سخيفة، هذه كارثة لأننا نجد أنفسنا أمام جنون وناس تريد للعودة لهذا المجتمع المثالي الذي لم يخطئ فيه أحد في المسلسلات الدينية وعصور الخلافة، بل في حقيقة الأمر هو مجتمع كان فيه عصور دموية، مفيش عالم مثالي".

واستطرد: "مش معنى إننا نقول الحقيقة كاملة عن شخصية ما فنحن ننتقص منه أو لا نحبها، من قال هذا، لو قلت الحقيقة عن يوسف إدريس وهو واحد من أئمة الكتابة ومشكلته مع المخدرات، هل هذا انتقاص منه بالطبع لأ، لكن القيمة والمكانة والرفعة له مفيهاش فصال، هل سيد درويش وفنه العظيم أثر عليه إننا نقول أنه أدمن كوكايين في أخر أيامه، لازم تقال الحقيقة لا ينفع نبني تصرفاتنا وتقييماتنا على جهل، الحياة الشخصية من حق كل بني آدم ولكن نحن نتكلم عن شخصيات عامة وأصبحت في ذمة التاريخ، نحن حقيقة نتعامل بغلفة عن التاريخ الحقيقي، نحن مغفلون تاريخيا".