إستبدال .. بيع .. شراء .. الجنسيات

نبيل المقدس
اثارت المناداة ببيع الجنسية المصرية للأجاتب ، مقابل مبالغ مالية من الدولارات ، جدلا واسعاً ومناقشات ساخنة بين الناس بجميع مستوياته من خلال مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر" وبرامج "التوك شو" ، حيث كانت آرائهم  لمقترح قانون بمجلس النواب يتيح للدولة بيع الجنسية المصرية لأي مواطن أجنبي، وهو الآن يعيش بين صفوف النواب محل دراسة يواجه الرفض والقبول بينهم  حسب أهواء ومصالح كل فريق.

هوية مصر تحتلف عن جميع بلدان العالم .. لها خصوصيات لا تتفق مع اي هوية أخري . ليس معني أن مصر تحاول ان تنهض منذ سنوات وفشلت , أنها في اشد الحاجة إلي غرباء لكي يقوموا من شأنها . نعم مصر ترحب بالغرباء كسائح أو كمستثمر .. لكنها لا تقبل باي حال من الأحوال أن توهب جنسيتها لغريب حتي ولو كان هذا الغريب عربي . فكرة إعطاء الجنسية للغريب هي عبارة عن تفخيخ مصر لوقت معين , ويحدث إنفجار مدوي يحددها الشعب المصري لكي يلفظ هؤلاء الأغراب. 

منح الجنسية للغريب يعني تآكل الكيان المصري .. وانا أتصور منح الجنسية للغريب هي الطريقة البديلة في تقسيم مصر إلي دويلات في غصون  50 سنة , بعد ما فشل هؤلاء الحاقدين في تقسيم مصر إيبان الربيع العربي مثلما حدث في سوريا والعراق وليبيا واليمن. 

مصر وارض مصر وهوية مصر للمصريين فقط .. فمصر تعاني حتي الأن من وجود الكثير من الإعراب بالرغم وجودهم من بداية دخول العرب أرض مصر . فنجد الكثير من تجمعات مدن الصعيد  تتصف بانها من سلالات عربية ,  ظاهرها مندمجة في المجتمع المصري، لكن في داخلها عرق غريب وهوية عدائية مختلفتين عن العرق المصري وهويته . فقد إكتشفنا أخيرا أن بعض هذه المجتمعات تنتمي أبنائها إلي الجماعات التي تريد من نيل مصر، إسقاطها لكي يسهل علي الجماعات الدينية المتطرفة ومعهم التنظيم الدولي في الإستيلاء علي مصر, ودمجها في الخلافة التي يحلمون بها .

"5 سنوات إقامة للأجنبى مقابل وديعة بنكية، والحصول على الجنسية المصرية مقابل التنازل عن الوديعة"، أمر سخيف .. هل تم عند وضع هذا القانون إعتبار أة تقدير قيمة الدم الذي نزف من أجساد ابنائنا الشهداء في سبيل أن يعيش هذا الغريب في أمان.؟؟ والغريب أن لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان وافقت عليه غير مراعين أهالي الشهداء .. ففي الوقت الذي يسيل فيه دم أبنائهم في تراب مصر نجد  الحكومة تبيع هذا التراب المرتوي بدم أبناء مصر لغرباء لاتعرف ما في داخلهم نحو مصر , فالوقت غير مناسب وغير متفق مع الحالة النفسية للشعب المصري .

إختلفت الأراء بين نواب الشعب .. فصيل يري لا يصح ان نتهاون في الجنسية المصرية للأغراب .. وفصيل يري أنه ليس عيب فهناك دول تطبق بيع جنسيتها .. لكن هل من المعقول يعيش هؤلاء الأغراب مستفيدين من كافة مواردها ومقدراتها والدعم والخدمات و لا فرق بينه وبين صاحب البلد مقابل حفنة من الدولارات ؟؟؟ . هل وصل بنا الحال أننا نشتري مستثمرين من العالم لكي ننهض بالبلد ؟؟ هل قبل ما ينطلق هذا القرار فكروا في الإنتهاء من قانون الإستثمار ؟؟ هل هؤلاء الذين يريدون بيع الجنسية المصرية فكروا أنهم لو كانوا انهوا قانون الإستثمار علي خير مايرام , كنا لا نلجأ إلي بيع الجنسية المصرية .

مازالت مصر تتعرض للخطر .. فشلت قوي الشر في إسقاطها بوسيلة  الإرهاب وشق عنصري الأمة ..  والأن بدأ  يعرجون إلي طريقة أخري في منتهي الذكاء والخسة , صحيح أنها خطة طويلة الأجل لكنهم يتحلون بالصبر ... بيع الجنسية ماهي إلا الخطوة الأولي في المحاولة الثانية لقوي الظلام في إسقاط مصر بين إيديهم . متي وضعت مصر من قبل وهي في اسوء حالتها يافطة إعلان تُعلن فيه عن بيع الجنسية المصرية مقابل حفنة من الدولارات لينقذها من الفقر .. ملعون ابو الدولار الذي به تصل مصر إلي اسفل البلدان .. كفاكم يا أصحاب الفتاوي تقطيع في جسد مصر ... كلما ترفع مصر رأسها وترجع كما كانت "أم الدنيا" نجد مباشرة قوي الشر تنهال عليها بطرق مختلفة وجديدة في سبيل إغتصابها من شعبها . مازالت مصر مخترقة بقوي الشر في جميع مؤسساتها .

شَرْطِي الوحيد أن أقبل غريب ينول الجنسية المصرية هو ان يتنازل الغريب عن جنسيته .. هل يقبل ؟؟ لا أظن ..!!!
مصر لا تبيع ولا تشتري ولا تستبدل جنسيتها .. فمصر حباها الله بهوية لها  جذور عميقة عبر التاريخ .. لا يستطيع غريب عنها أن يدركها .

لكي السلامة يامصر من الغيورين والكارهين وقوي الشر .