لأنه يعرف جبلتنا يذكر أننا تراب نحن
سامية عياد
٤٠:
٠١
م +02:00 EET
الخميس ٤ مايو ٢٠١٧
4/5/2017
عرض/ سامية عياد
"وإن شك فيك الجميع فأنا لا أشك أبدا" هكذا قال بطرس الرسول للرب يسوع معبرا عن ثقته الزائدة فى ذاته فى إنه أكثر جميع التلاميذ ثباتا لكن الواقع ثبت عكس ما قال إذ أنكر الرب يسوع ثلاث مرات ..
المتنيح الأنبا شنودة الثالث فى مقاله "إنكار بطرس" من كتاب تأملات فى الجمعة العظيمة حدثنا عن النفس الجاهلة بحقيقة ذاتها ، فما أسهل أن تقول للرب مع بطرس "إنى أضع نفسى عنك" تقول ذلك فى ثقة ويثبت الواقع عكس ما تقول ، ولعلاج تلك الحالة لابد أن يعرف الإنسان ضعف الطبيعة البشرية وقوة الشياطين وحيلهم من خلال الاتضاع تحت يد الله القوية وأمام ذاتنا فى الداخل ، الصلاة الدائمة وطلب النعمة ، أيضا الاحتراس الدائم من بعض الخطايا ، فربما ظن بطرس أنه من الاستحالة أن ينكر المسيح ، فقد يعتقد الإنسان أنه من الاستحالة أن يقع فى بعض الخطايا لما وصل إليه من نمو روحى فإن كان بطرس هذا قد أنكر ألا نتضع نحن؟! ألا نقول : لسنا أقوى من الذين سقطوا ، ونحترس.
ربنا يسوع المسيح الذى يعرف ضعف طبيعتنا ، يعرف أن عبارة "لو أدى الأمر أن أموت معك" هى مجرد حماسة ظاهرية أو مجرد نية طيبة ، إن الحماس ليس هو كل شىء ، ولا الاندفاع بل قوة الرب هى التى تحفظ وتمنح القوة والنصرة ، اعتماد بطرس على قوته جعله يظن أنه أكبر من الكل وأكثر منهم محبة وأقوى منهم مقاومة ، والتواضع يعلمنا ألا نفضل أنفسنا على غيرنا ، لذلك سمح الوحى الإلهى أن يسجل إنكار بطرس وحده ، لقد قال الرب "كلكم تشكون" وقال "تتبدد الرعية" وقال عن الشيطان "يغربلكم" إذن هى لم تكن تجربة فردية لبطرس أو سقطة فردية ولكنها للجميع ، وعندما عاتبه الرب لم يحاسبه بالإنذار الإلهى الذى يقوله "من ينكرنى قدام الناس ، أنكره أنا أيضا قدام أبي الذى فى السموات" .
الله يعرف ضعف طبيعتنا "لأنه يعرف جبلتنا يذكر أننا تراب نحن" لا يوبخ كثيرا ولا يعاتب كثيرا ، يوبخ من ؟ ويعاتب من ؟ التراب والرماد .. فلنصلى مع داود النبى قائلين "لا تدخل فى المحاكمة مع عبدك ، فإنه لا يتزكى قدامك أى حى" ، إن نعمة الرب لا تزال تسندنا "لئلا يفنى إيماننا" ، هو يقوينا ويحفظنا ويشجعنا ويغفر خطايانا لأنه يريد أن الجميع يخلصون ..