الأقباط متحدون - أنبا أغاثون يكشف موقفه بشأن الاعتراف بمعمودية الكاثوليك
  • ٠١:٤٩
  • الأحد , ٣٠ ابريل ٢٠١٧
English version

أنبا أغاثون يكشف موقفه بشأن الاعتراف بمعمودية الكاثوليك

نادر شكري

أقباط مصر

٤٠: ٠٣ م +02:00 EET

الأحد ٣٠ ابريل ٢٠١٧

 انبا اغاثون اسقف مغاغه
انبا اغاثون اسقف مغاغه

أسقف مغاغة: هناك معموديات صحيحة وأخرى باطلة والكاثوليكية غير قانونية

نادر شكرى

كشف انبا اغاثون اسقف مغاغه والعدوه عن موقفه بشأن ما اثير حول الاعتراف بمعمودية الكاثوليك بعد توقيع وثيقه بين البابا فرنسيس والبابا تواضروس الثانى .

وقال اسقف مغاغه "منذ بدء المسيحية ، كانت هناك معموديات صحيحة وأخرى غير صحيحة وباطلة. والمعموديات القانونية الصحيحة ، التي تمت أو تتم في الكنائس ، التي بقيت وتمسكت بإيمان الكنيسة الجامعة ، ولم تنشق عليه سنة 451م ، أو بعد ذلك.وهي مثال كنائس العائلة الأرثوذكسية الشرقية وفي مقدمتها كنيستنا القبطية الأرثوذكسية ، والكنيسة السريانية ، والكنيسة الأرمينية ، وفي هذه الكنائس المعمودية واحدة ، ولا تُعاد.

فيوضح لنا أستاذنا الكبير القمص تادرس يعقوب : (( في كتابه : الروح القدس بين الميلاد الجديد ، والتجديد المُستمر )).

فقال عن المعمودية التي تمت في هذه الكنائس التي بقيت وتمسكت ، بإيمان الكنيسة الجامعة ، ولم تنشق عليه سنة 451م أو بعد ذلك ، إن معموديتها قانونية وواحدة وصحيحة
ولا تُعاد.وهذا هو قوله : (( كما نولد جسدياً مرة واحدة ، ولا تتكرر الولادة ، هكذا نولد روحياً مرة واحدة ، فلا يجوز تكرار المعمودية ، إنها ختم روحي ، أبدي ، يدخل إلى أعماق النفس ، لا تقدر الخطية أن تنزعه ، ولا الهرطقة أو الموت أن يحله. لهذا إن أخطأ أحد حتى إلى إنكار الإيمان ، عند عودته ، لا تُعاد معموديته ، لكنه بالتوبة ، يُعيد ثوبها النقي ، الذي أفسد نقاوته الأولى )).

وتابع ثانياً- المعموديات غير القانونية ، وغير الصحيحة .

هي التي تمت وتتم في كنائس ، التي لم تبقى ، ولن تتمسك بإيمان الكنيسة الجامعة ، بل انشقت عليه سنة 451م ، وبعد ذلك.وهي مثال الكنيسة الكاثوليكية ، وبقية الكنائس الغربية ، التي انشقت على إيمان الكنيسة الجامعة سنة 451م ، والكنائس التي انشقت منها بعد ذلك.

وفي هذه الكنائس ، المعمودية غير قانونية وغير صحيحة وباطلة ، نظراً لانشقاقهم على إيمان الكنيسة الجامعة ، لذلك تتمسك كنيستنا ، بعماد من ينضم إليها من هذه الكنائس ، ولا يُحتسب إعادة معمودية ، بل هي معمودية أولى قانونية وصحيحة.

وهذا هو قوله: (( أما عن مسألة عماد الهراطقة ، أي نوال السر المقدس بواسطة أحد الهراطقة أو المنشقين )).

فقد أثيرت منذ القرن الثالث الميلادي ، وقد أدت هذه المشكلة إلى صراعات مُرة ، حتى في البلد الواحد.

ففي مواجهة أسطفانوس أسقف روما ( 254 – 257م ) , الذي نادى بصحة معمودية الهراطقة.تزعم القديس كبريانوس – أسقف قرطاجنة – بشمال أفريقيا. بمجمع قرطاجنة سنة 257م ، فى القانون الأول منه , الرأي بعدم قانونية عماد الهراطقة والمنشقين ، باعتبارهم خارج الكنيسة وعمادهم باطل ، وإنه ينبغي حين يعود أحد المعمدين من أيديهم ، أن ينال المعمودية المُقدسة ، من يد الكنيسة ، دون أن يعد ذلك إعادة معمودية.
واضاف الاسقف " لم يكن كبريانوس ، وأسطفانوس ، هم أول من تصارعوا بشأن معمودية الهراطقة ، وإعادتها من عدمه. فقد اختلفت الكنائس شرقاً وغرباً ، بشأن معمودية الهراطقة وإعادتها من عدمه. فكنائس آسيا الصغرى ، وكبادوكية ، وكليكية ، وغلاطية ، وسوريا ، ومصر ، وأفريقيا ، كانت تنادي وتقول: (( بأن معمودية الهراطقة ، مبنية على عقيدة خاطئة ، لهذا يجب إعادتها ، إن قبلوا الإيمان السليم الصحيح )).
 
إلا أن كنيسة روما ، والكنائس الغربية : (( كانت تُعلم بأن كل معمودية ، كانت باسم الثالوث المقدس ، أو باسم يسوع المسيح ، هي صحيحة ، حتى وإن كان مصدرها من الهراطقة )).

ولكن القس الغربي ترتليانس: كتب في القرن الثالث، رسالة إلى الهراطقة ، فاجتمع مجمع في أيقونية ، ومجمع في سناء سنة 230م ، تحت رئاسة فرمبليانس ، أسقف قيصرية : (( تقرر فيها عدم صحة الهراطقة )).وكان أسقف قرطاجنة إغرينوس : قد عقد مجمعاً كبيراً بقرطاجنه , ويعد المجمع الأول بقرطجانه , من سنة 217م – 223م : (( وقرر القرار عينه ، فكان يُعيد معمودية الهراطقة التائبين )).

واكد انبا اغاثون " هكذا نرى أن التاريخ يثبت أن هذه المسألة ، كانت مستقرة ، في جوانب إعادة معمودية من عمدهم الهراطقة والمنشقون ، حتى يُقبلوا إلى الكنيسة الأم ، بناءً على عقيدة ثابتة.واستمر الخلاف حتى: (( مجمع نيقية المسكوني سنة 325م ، بترجيح رأي القديس كبريانوس– ورأي كنائس آسيا الصغرى – وكبادوكية – وكيليكية – وغلاطية وسوريا – ومصر – وأفريقيا، على رأي أسقف روما والكنائس الغربية التي تنادي بعكس ذلك ، وذلك في القانون الثالث النيقوي: الخاص بإعادة معمودية الهراطقة )).
 
إذن فالأصل إن المعمودية الواحدة لا تُعاد ، لكن معمودية الهراطقة والمُنشقين ، عن إيمان الكنيسة الواحدة الجامعة الرسولية ، لا تُحتسب معمودية قانونية ، ومن ثم يجب إعادتها.

ومن هنا جاء موقف كنيستنا ، وكنائس بقية العائلة الأرثوذكسية ، متماشياً مع ما جاء ، فى مجمع قرطاجنة المحلي ، برئاسة القديس كبريانوس , وبقية المجامع المحلية ، وهكذا مع ما جاء في نيقية المسكوني 325م ، بعدم قبول معمودية الكنيسة الكاثوليكية وأمثالها ، لا لأنهم يعمدون بالرش أو اللمس ، بالرغم من إن لديهم كهنوتاً رسولياً ، بل لأنهم انشقوا عن إيمان الكنيسة الجامعة سنة 451م.

وبهذا الانشقاق لم يعد الإيمان واحداً بيننا وبينهم مثال : بدعة الطبيعتين والمشيئتين لله المتجسد، بدعة انبثاق الروح القدس من الآب والابن ، بدعة المطهر ، بدعة خلاص غير المؤمنين ، بدعة الزواج المختلط بغير المؤمنين ... الخ.

وبسبب هذه البدع وأمثالها ، أصبح الإيمان ليس واحداً ، بالتالي تُعمد كنيستنا وبقية كنائس العائلة الأرثوذكسية الشرقية ، كل من ينضم إليها ، من هذه الكنيسة وأمثالها ، لأن معموديتها السابقة غير قانونية وغير صحيحة وباطلة ، تنفيذاً لما ورد من قوانين في مجمع قرطاجنة المحلي سنة 257م ، برئاسة القديس كبريانوس ، وبقية المجامع المحلية , ومجمع نيقية المسكوني سنة 325م ، بحضور 318 بطريركاً وأسقفاً ، الذي يأمر بإعادة معمودية الهراطقة والمنشقين , فى القانون الثالث منه .

وظلت كنيستنا متمسكة بهذه القوانين المجمعية ، وذلك بعماد الذين نالوا المعمودية ، في الكنائس التي انشقت على الكنيسة الجامعة ، حتى وقتنا هذا .
وليس كما يدعي البعض ، بأن إعادة معمودية الكاثوليك ، وأمثالهم ، بدأت من الأرشدياكون حبيب جرجس – مدير الكلية الإكليريكية ، والمتنيح قداسة البابا شنودة الثالث ، والمتنيح نيافة الأنبا غريغوريوس – أسقف البحث العلمي ، والقمص تادرس يعقوب ملطي ، وكثيرين غيرهم.

هذا ادعاء لا صحة له ولا يعتمد ، على دليل واحد لأن موضوع إعادة معمودية الذين نالوا العماد في كنائس انشقت على الكنيسة الجامعة ، تم مناقشتها ، ودراستها وإقرارها ، في مجمع قرطاجنة المحلي سنة 257م , وبقية المجامع المحلية ، ومجمع نيقية المسكوني سنة 325م.

لذلك علم بهذا الموضوع ، وكتب ودافع عنه ، كل من الأرشدياكون حبيب جرجس ، والمُتنيح قداسة البابا شنودة الثالث ، والمُتنيح نيافة الأنبا غريغوريوس ، والقمص تادرس يعقوب ملطي ، وكثيرون غيرهم.

والكنيسة درستنا في الكلية الإكليريكية ، مادة اللاهوت المقارن ، وفيه كل هذا.

وكشف انبا اغاثون عن وضع  معمودية الروم الأرثوذكس فقال كانت هذه الكنيسة ، تابعة للكنائس التي انشقت عن إيمان الكنيسة الجامعة سنة 451م ، بسبب طبيعة السيد المسيح. وكنا نعمد كل من ينضم إلينا من كنيستهم ، حتى 3/6/1990م ، تمسكاً بما جاء من قوانين في مجمع قرطاجنة المحلي سنة 257م ، وبقية المجامع المحلية ، ومجمع نيقية المسكوني سنة 325م.

وهذا التاريخ هو الذي أُقر فيه المجمع المقدس لكنيستنا برئاسة قداسة البابا شنودة الثالث. الاتفاق معهم حول طبيعة السيد المسيح ، وتم قبول معموديتهم والاعتراف بها ، لكن نرشم من ينضم إلينا منهم بالميرون ، وذلك بعد حوار مسكوني طويل لمدة سنتين ، بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية كنيسة الروم الأرثوذكس ، وقع على هذا الاتفاق ، رؤساء هذه الكنائس بتاريخ 23/6/1989