الأقباط متحدون - 10 رسائل للبابا تواضروس أبرزها عن وحدة الكنائس وآلام الكنيسة القبطية
  • ٠٢:٣٨
  • السبت , ٢٩ ابريل ٢٠١٧
English version

10 رسائل للبابا تواضروس أبرزها عن وحدة الكنائس وآلام الكنيسة القبطية

٤٤: ٠١ م +02:00 EET

السبت ٢٩ ابريل ٢٠١٧

البابا تواضروس و البابا فرنسيس
البابا تواضروس و البابا فرنسيس

كتبت – أماني موسى
في اللقاء التاريخي الذي جمع بين رئيسي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية، تحدث البابا تواضروس الثاني مرحبًا بالزائر الكريم البابا فرنسيس.. ونورد بالسطور المقبلة أبرز النقاط التي تطرقت إليها كلمة بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

ترحيب ببابا الفاتيكان
بدأ البابا تواضروس كلمته مرحبًا بالبابا فرنسيس، قائلاً: "أخونا الحبيب صاحب القداسة البابا فرنسيس.. باسم أعضاء المجمع المقدس وكل الهيئات الكنسية نرحب بقداستكم فى بلدنا مصر، بلد التاريخ والحضارة، حيث يلتقى الغرب بالشرق منذ فجر التاريخ، حيث يجري نهر النيل الخالد فى وسط أرضنا الطيبة ليشرب كل المصريين منه الوسطية والاعتدال، أرحب بكم فى مصر شرقًا وغربًا مباركة الأرض والشعب، أرحب أيضًا بقداستكم فى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية مهد الحياة الرهبانية، أم الشهداء ملهمة مدرسة الإسكندرية، منارة اللاهوت فى التاريخ.



زيارة البابا فرنسيس خطوة جديدة على طريق المحبة
إن زيارتكم اليوم هى خطوة جديدة على طريق المحبة والتآخى بين الشعوب، فأنتم رمز من رموز السلام فى عالم صاخب بالصراعات والحروب، عالم يتوق لجهود مخلصة فى نشر السلام والمحبة ونبذ العنف والتطرف.

مصر تدفع ضريبة الدم لأجل أن تبقى أرض السلام للجميع
فأهلاً بكم فى أرض مصرنا الحبيبة، التي تدفع كل لحظة ضريبة الدم من زكي الدماء وزهرة الشباب لأجل أن تبقى أرض السلام للجميع، فمرحبًا بقداستكم بابا السلام فى أرض السلام.



سبب اختيار 10 مايو يوم المحبة بين الكنيستين
لم يكن اختيارنا للعاشر من مايو 2013 محض صدفة، وإنما حرصنا أن تكون هذه الزيارة فى نفس اليوم الذى زار فيه مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث سلفكم الحبر الرومانى بولس السادس فى 1973، وهو ما كان تأسيسًا لتقليد سنوى، هو "يوم المحبة الأخوية" إذ نقيمه ونحييه بالتبادل بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية، حيث نصلى سويًا، ونتبادل الرؤى ونتشارك طعام المحبة.



زيارة البابا فرنسيس ودلالتها الروحية على وحدة الكنائس
كما أن لتاريخ زيارتكم اليوم دلالة روحية، فإن قدومكم فى أيام الفصح المقدسة وحوارنا اليوم يستدعى إلى الأذهان قصة تلميذى عمواس، حيث يقول الكتاب "وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ، اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا." (لو15:24) إن حوار الكنائس الشرقية مع الكنيسة الكاثوليكية يحتفل هذه السنة بعامه الخامس عشر يسوده ويجمع كل أعضائه قناعة واحدة هى وصية الرب الإله عندما قال: "بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ". (يو35:13).

وحدة الكنائس أهم وأوضح شهادة للمسيح أمام العالم
وتابع البابا تواضروس: من هنا أقول، إن الوحدة فى عالم اليوم تجئ أهم وأوضح شهادة للمسيح يمكن أن نقدمها للعالم، ولذلك يا قداسة البابا فإننا نصبو إلى ذلك اليوم الذى نكسر فيه الخبز سويًا على المذبح المقدس وذلك اليوم الذى تدق فيه كل أجراس كنائس المسكونة سويًا احتفالاً بميلاد المخلص أو بقيامته.


البابا يشيد بدور إرساليات الكنيسة الكاثوليكية ودورها في خدمة المجتمع
ولعلها مناسبة مباركة لنبعث بالشكر إلى الكنيسة الكاثوليكية إثر ما قدمته لعموم المصريين فى مجالات الفكر فلا ينكر أحد الأيادى البيضاء للآباء اللاساليين، والآباء اليسوعيين أو راهبات القلب المقدس على إسهاماتهم فى النهضة التعليمية فى مصر، ولا يجوز كذلك إغفال دور الآباء الدومينيكان فى البحث العلمى والحوار بين الشرق والغرب من خلال معهدهم وديرهم العامر بالقاهرة، وغيرهم من الرهبانيات الكاثوليكية التى تواجدت فى مصر وقدمت تجارب عصرية المنهج وأصيلة المضمون، تسهم فى خدمة كل أبناء المجتمع بصرف النظر عن دينهم أو عرفهم.

شكر للكنيسة الكاثوليكية بالمهجر لاستقبال أبناء الكنيسة القبطية
شكر آخر نقدمه لكنيستكم وبالنيابة عن كثيرين من المصريين الأقباط فى الخارج الذين صلوا واحتفلوا بفرح تام بالأعياد على مذابح كاثوليكية، حيث لم يتوان الكرادلة والأساقفة حول العالم عن فتح كنائسهم لهؤلاء من أبنائنا لممارسة صلواتهم وطقوسهم فى محبة مسيحية وشركة صادقة.



تواضروس لفرنسيس: كنتم جرس تذكير للعالم كله بالله الذى جبل الإنسان على غير فساد
نود أيضًا أن نعبر عن تقديرنا لشخصكم الحبيب، ودوركم على الساحة العالمية، والذى بات جليًا من بداية حبريتكم، فاختياركم لاسم القديس فرانسيس الاسيزى يحمل الدلالات التى ترسخت مع صدور نصوص مثل:

ايفانجيلى جاوديوم Evangelii Gaudium و لاودانو سى Laudato Si ومع كل مقال تفوهتم به أو خطاب، كنتم جرس تذكير للعالم كله بالله الذى جبل الإنسان على غير فساد، فكان إن خلقنا على صورة ومثال منه.

هكذا سرتم يا قداسة البابا على خطى شفيعكم فرانسيس الاسيزى ودربه المقدس الذى عرج - أيضًا - على مصر منذ ما يقرب من ألف عام، وأقام مع السلطان الكامل واحدة من أهم تجارب حوار الحضارات فى التاريخ، لتتجدد اليوم بقدومكم، ولتأكدون على أن الحوار هو الطريق والجسر الممدود بين الشعوب وبعضها البعض وهو الأمل الباقى للإنسانية على مدى الدهور.

شعب مصر كالفضة التي تنقيها النار
لعل استجابتكم لدعوات عدة تلقيتموها وعلى رأسها دعوة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، والتى مثلت دعوة عمود المصريين جميعًا، هى أبلغ رسالة للعالم كله، لكى يعى يرى مصر كنموذج رائد فى فهم الآخر واحترامه.



لقد عشنا فى هذا البلد جنبًا إلى جنب منذ ما يقرب من خمسة عشر قرنًا، نعم شهدنا بعض الفترات العصيبة، وبعض الاضطرابات، ولكنها كانت كالنار التى تنقي الفضة من الشوائب، وفى كل مرة كان الشعب يثبت أن طاقة المحبة والتسامح أمضى من البغضاء والانتقام، وأن الأمل أعظم بنوره من ظلمات اليأس.

الكنيسة القبطية شهدت تجارب أليمة ولكننا في حفظ يد الله القديرة
لا يخفى على قداستكم أن كنيستنا ووطننا شهدوا تجارب أليمة، فى الأشهر القلائل الأخيرة، حين امتدت يد الإرهاب الآثمة لتقتل أبرياء يصلون فى غير خوف فى معية مخلصهم، فيطالهم ما دبر بليل وخسة، ليترك وطننا بأسره كليم جرحه، وليتشح بحداد الحزن بلد بأكمله، ولأننا فى حفظ الله فإن يده الحانية تمتد دائمًا، لتمسح على فجيعتنا، ولتربت على قلوبنا، لتمنح أرواحنا سكينة بمشاهد معزية، وصادقة، ففى هذه الأوقات العصيبة، يتجلى المعدن الحقيقى للمصريين، المتحدين فى الفرح والألم معلنين للعالم كله بأن فجيعتنا أنما هى فجيعة وطن مترابط لن يفلح المغرضون أن يشتتوا قلوبهم ما يضرب القدوة والمثل للأجيال كلها.



مصر واحة السلام يأتي إليها الخائفون والمتخوفون

هكذا تكون مصر كما يعرفها التاريخ منذ القدم واحة سلام ومهبط الرسالات يجد فيها الخائفون والمتخوفون بلد سلم وأمن وواحة تتلاقى فيها الحضارات معلنة أن سماء مصر تسع الجميع تحتها فى سلام على نهاية الزمن.

مرة أخرى أشكركم على تلك الزيارة آملين فى تكرارها مستقبلًا وأخيرًا وليس آخرًا أؤكد لقداستكم أنكم لم ولن تغيبوا أبدًا عن صلاتنا الخاصة كل يوم فأنتم محفوظون فى قلوبنا بالصلاة والمحبة قداسة بابا السلام أهلًا وسهلًا بكم فى أرض السلام.