لأننا رائحة المسيح الذكية
سامية عياد
السبت ٢٩ ابريل ٢٠١٧
عرض/ سامية عياد
كل من يلبس المسيح ويتحول الى صورته يصير بالنسبة لله الآب رائحة المسيح الذكية ، فقد كانت ذبيحة المسيح على الصليب رائحة رضا وسرور تنسمها الله الآب...
هكذا حدثنا نيافة الأنبا يوسف أسقف تكساس فى مقاله "عوض الطيب عفونة" مؤكدا أن الإنسان يستطيع أن يكتسب رائحة المسيح الذكية المرضية لله الآب من خلال الأعمال الصالحة ، فكل عمل نسك وإماتة للذات وكل عمل رحمة ، وكل فكر بر وقداسة وكل كلام مصلح بنعمة ، وكل أحشاء رأفة من نحو الآخر ، رائحة ذكية عطرة تتصاعد سريعا وتنتشر كما على الأرض كذلك فى السماء كقول الرسول بولس "لأننا رائحة المسيح الذكية لله" ، عندما بنى نوح مذبحا للرب بعد خروجه من الفلك وأصعد عليه محرقات "تنسم الرب رائحة الرضا" ، وعندما تقدم يعقوب لإسحق أبيه ليأخذ البركة "تقدم وقبله ، فشم رائحة ثيابه وباركه وقال : انظر رائحة ابنى كرائحة حقل قد باركه الرب" ، وفى سفر الأناشيد يمتدح العريس عروسه قائلا "كم من رائحة أدهانك أطيب من كل الأطياب! .. ورائحة ثيابك كرائحة لبنان" ، كما أن الرائحة الذكية العطرة تفوح من أجساد الكثير من القديسين وتصاحب ظهوراتهم.
وهناك من يتخاذل ويتكاسل فى عبادته وجهاده الروحى وأعماله الصالحة فتخرج منه رائحة عفونة كقول أشعاء النبى : "فيكون عوض الطيب عفونة" والمقصود هنا عفونة الخطية والتهاون والكسل ، لكن الله يريد توبة الخطاة ويريد خلاص النفوس الضالة ، لذا جعل رائحة ابنه الذكى أقوى بكثير من رائحة نتانة الخطية ، ابنه الذى تجسد وصلب من أجل خلاص البشرية أنه يدخل قبورنا ليقيمنا ويخلصنا من نتانة الخطية لتفوح منها رائحته الفائقة حلاوة .
فلنكن رائحة المسيح الذكية ، بالصلاة والتوبة والأعمال المرضية الصالحة لله والجهاد الروحى المستمر ..