الأقباط متحدون - الكيان لا يَرَي النور .. إن لَمْ ينزاح حِزبْ النور
  • ١٨:٣٢
  • الخميس , ٢٧ ابريل ٢٠١٧
English version

الكيان لا يَرَي النور .. إن لَمْ ينزاح حِزبْ النور

نبيل المقدس

مساحة رأي

٠٢: ١٢ م +02:00 EET

الخميس ٢٧ ابريل ٢٠١٧

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

نبيل المقدس
        كتبت من قبل في هذا الموقع "الأقباط المتحدون" مقالات كثيرة وعديدة حول إقامة كيان قبطي مسيحي .. تجنبا عدم مواجهة  المؤسسات الكنسية بمؤسسات الدولة التي لها صلة مباشرة بشئون رعاياها .. لم أقصد من كلامي هذا أن نوقف عمل الكنيسة عامة في جميع شئون الشعب القبطي .. بل فقط يكون عمل هذا الكيان هو حلقة الإتصال بين الشعب القبطي والمؤسسات الحكومية في حل الكثير من المشاكل التي يواجهها .. وإستبعاد المؤسسة الكهنوتية في المشاكل المدنية , وتتفرغ المؤسسات الكنسية في تنمية وتقوية الإيمان الروحي لشعبها الذي بدا البعض منهم يفقد الكثير من معرفة عقيدتهم المعطاءة حتي البذل , و بدا الحماس والتطرف عند البعض وهم لا يعلمون شيئا عن مسيحيتهم. 

      وبما نحن كأقباط نؤمن بل ونسعي في منع تحويل الدولة تدريجيا  إلي دولة دينية  رغم انف الدستور الذي يعلن فقط للعالم انه دستور مدني لكن يحمل في بنوده الكثير من المطبات التي تعلن صراحة ان الدولة ما هي إلاّ دولة دينية بحتة .. فعلينا إذا أن ننفصل نحن اولا عن المؤسسة الكنسية في الشون الديناوية  ونتوجه إلي  هذا الكيان الذي يتكون من خيرة رجال مصر الأقباط يتصفون بالوطنية ولا يتدخلون في الشئون السياسية , بل يقبلون فقط المشاكل التي يواجهها الشعب القبطي من إستفزازات من الجماعات السلفية , أو من الأخرين التي لهم ميول تطرف , فيبدأ هذا الكيان التحرك ومعه اصدقاء وإخوة من الأخرين  لفض هذه الإشتباكات .

     أعني بالكيان  بانه الشخصية  القبطية المسيحية , يتكون من  افراد  لهم مواصفات خاصة .. اول خاصية هي الحفاظ علي الأمن القومي للبلاد , وحث الأقباط  دائما علي  تنمية روح المحبة والتعاون مع الأخر .. وتحفيز الأقباط ان يتفاعلوا ويذوبوا مع الأخرين في الدفاع عن المصريين عموما من الإرهاب المتوحش . كذلك حثهم علي مساندة النظام ويكونوا قدوة حسنة في المواطنة .  لكن هناك مهمة أخري وهي من أخطر المشاكل التي سوف يواجهها , هو التصادم مع الإستفزازات التي يقوم بها الجماعات السلفية وغيرها من المجموعات المتطرفة ضد الأقباط المسيحيين , ونقل ما يحدث بالتدقيق في أي حدث للمسئولين إما عن طريق مجلس النواب أو بالتواصل المباشر مع منْ لديهم خيوط الحل.

    .فكرة تكوين كيان قبطي مسيحي ــ تبدأ بجعل الشباب القبطي المسيحي أن يكون لديهم نشاط وعمل خير في مجتمعاتهم المشحونة بالفتن والتعصب الأعمي , ويعملون بضم شباب من إخوتهم المسلمين علي بذل الجهد من أجل تطوير شعب هذا المجتمع الموبوء  فكريا بحيث يواكب ويتماشي مع عجلة التقدم والتطور اللذان مسا مجتمعنا المصري في جميع أوجه الحياة , ولا يكون ذلك إلا من خلال إسهامات مُجدية وجهود مضنية لإلحاق مناطق تجمعات الفتن بعجلة التنمية الاجتماعية والتقدم والإزدهار بحيث ينعكس ذلك علي المجتمع التي يكثر فيه التعصب . وهذا هو دور الكيان المسيحي الأصلي نحو أبنائه الذيم يعيشون في بؤر الفتن والفساد الديني الذي بدأ يزداد يوما عن يوم .. حتي أصبح شيئا عاديا أن نسمع عن قرية في الصعيد , قام المسلمون المتطرفون بها بحرق كنائسها و خطف بناتها القبطيات القصر ومنع الطلبة الأقباط الذهاب إلي المدارس والمعاهد , وغلق محلات يمتلكها  اقباط  لإزلالهم كما يجبر هؤلاء الأوغاد في تهجير الأقباط وترك بيوتهم واراضيهم وأعمالهم ...!! 

     المشكلة ان كل هذه الإستفزازات ضد الأقباط المسيحيين تتم تحت بصر المحافظ والأمن .. فيسرع الأقباط يشتكون رجال كهنوت كنائسهم .. إلي ان تصل هذه الشكاوي إلي البابا .. وهنا نجد ان المؤسسة الدينية  تعجز تماما في حل هذه المشكلات لأسباب سياسية بحتة .. فالمؤسسة لا تستطيع ان تنحرف عن الخط العام للسياسة العامة .. وهنا نجد ان من فوائد وجود الكيان المسيحي هو انه يراعي بجدية حل هذه المشاكل , ولا يرتبط بالشئون السياسية طالما يحافظ علي سلامة الأمن القومي للمصر .. بالعكس فانا اري ان عمل هذا الكيان في حل المشاكل التي تحدث بإستمرار هو التركيز أكثر علي حماية الأمن القومي.

      الكيان المسيحي القبطي أمر مشروع , طالما تكوينه واقامته يتماشي مع قوانين البلد .. ونحن لدينا الكثير من الرجال والشباب لهم القدرة علي إقامة مثل هذا الكيان .. ربما يتخذ شكل حزب .. فالكثير منهم لهم صلات قوية مع افراد الشعب والمؤسسات الحكومية .. وهذا الكيان هو عمل تطوعي وطني .. فالمشاركة في اعماله يجب ان يكون محبا للوطن اولا ومحبا لجميع  الشعب بمختلف طوائفه .

     لكن وبصراحة اقولها أنني لا أجد ان هذا الكيان  يستطيع  أن يقوم .. حتي ولو قام  سوف يفشل .. ولنا في ذلك مثال عظيم يتركز في محلس النواب .. فهذا المجلس بجلالة قدره وإمتلاكه للأدوات التي تمكنه من أخذ قرارات للتوصل إلي وقف هذه الإستفزازات من السلفيين علي الأقباط المسيحيين قد فشلت مرارا ولم يستطع أن يحتوي هذه الأزمات ... كما انا اري ان موقف الأمن والمحافظين ليسا بالدرجة والمسئولية في التدخل السريع والعادل لحل مثل هذه الأزمات .. فكم بالحري هذا الكيان الذي لا يملك إلا إيمانه بربه وبوطنه !؟
 أكيد هذا الكيان سوف لا يري النور .. إن لم ينزاح حزب النور. !!!