الأقباط متحدون - فوتو فوبيا
  • ٢٣:٤٦
  • الخميس , ٢٧ ابريل ٢٠١٧
English version

فوتو فوبيا

د. رأفت فهيم جندي

مساحة رأي

٢٤: ٠٩ ص +02:00 EET

الخميس ٢٧ ابريل ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

د. رأفت فهيم جندي   
كلمة "فوبيا" تعنى الخوف المبالغ فيه، فالخوف الزائد من الماء يسمى "هايدرو فوبيا" والخوف من الأماكن المرتفعة يسمى "هايت فوبيا" ومن الأماكن المغلقة "كلستر فوبيا" ومن الأماكن المفتوحة "اجرو فوبيا" والخوف من الظلمة "نوكتى فوبيا" وهذا يصيب معظم البشر. ولكن الخوف من النور (فوتو فوبيا) لا يصيب غير المرضى وعشاق الظلام.  

في القديم قيل إن الظلمة هي غياب النور، ثم صحح علم الفيزياء هذا وقال إن كل الأشياء مظلمة من الأساس أما النور فينبع من حركة الالكترونات المظلمة او ينعكس من الجسم المعتم أيضا.

وفى المعنى الروحي فكلا التعبيران صحيحان فالطبيعة البشرية مظلمة ان غاب نور الرب الإله عنها، وايضا مظلمة ان لم نعكس ونولد النور فينا بأعمالنا الصالحة. 

النور أتى للعالم في شخص السيد المسيح ولكن في العالم هناك من يحب الظلمة أكثر من النور ويدافع عنها حتى الموت! والكثيرون ممن ولدوا في الظلمة يدافعون عن موروثاتهم ويرتعبون من مواجهة النور ومملكتهم مصابة بمرض "فوتو فوبيا" وتمنع التبشير أو حتى التكلم في العلن عن المسيحية، وترتعب من مجرد منظر الصليب.

والظلمة التي تخرج من تعاليمها الوطاويط لكي تفجر وتدمر وتقتل في فرنسا والمانيا ومصر وامريكا وهولندا... ألخ، فالخوف منها لا يكون "فوبيا" بل أن الذي لا يخاف هذا او يعتبره فهو مصاب بانعدام الرؤية الواقعية الحقيقية التي يحاول بعض المنتفعين السياسيين أن يرغموا المجتمع كله على الإصابة بها.
عندما أسلم السيد المسيح الروح البشرية على الصليب كانت ظلمة على الأرض بالتوقيت العبراني من الساعة السادسة للساعة التاسعة. وسمح الرب بهذه الظلمة لكى يكون بعدها نور الفرح وأيضا سمح الرب للفرس الأخضر - فى سفر الرؤيا اصحاح 6- بان ينتشر بحد السيف ويكون له سلطان على ربع الأرض لكى يقارن البعض بين الهاوية التابعة للذي ينتشر بالسيف ووحوش الأرض وبين تعاليم مملكة النور.

والنور الذي يخرج كل عام من القبر المقدس الذي دفن فيه السيد المسيح بعد صلبه فهو دليل القيامة للذين مثل التلميذ توما لابد لهم ان يروا لكي يؤمنوا.
وعندما سألني البعض هل هناك خدعة يقوم بها بطريرك كنيسة القيامة لكي يخرج النور كل عام؟ قلت لهم دعنا نقول ان البوليس الإسرائيلي الذي يفتش البطريرك قبل دخوله القبر هو أيضا متآمر وبديهي أن هذا مستحيل، ولكن هل أيضا الخدعة تجعل كل الشموع المحمولة في أيدي الجموع التي في الكنيسة توقد من هذا النور في التو واللحظة من خروج النور من القبر؟ وهل الخدعة ايضا تجعل هذا النور لا يحرق الوجوه والشعر والملابس لمدة 33 دقيقة هي عمر يسوع على الأرض ثم تتحول بعدها لنار حارقة؟ وأن كان السيد المسيح قد بارك بالأكثر الذين يؤمنون بدون ان يرون، فما هي درجة الذي يرى ولا يؤمن؟!

وعمل ابليس هو انكار للاهوت السيد المسيح وانكار لصلبه ولقيامته أيضا لكي ما تستمر مملكة الظلمة. والخوف من ايمان واعمال مملكة الظلمة مثل التفجير والتدمير والقتل الخارج منها وبتعاليمها فهو ليس فوبيا لأنه ليس خوف مبالغ فيه ولكنها الحقيقة.
سلام لجميع شهداء مملكة النور، والحزن كل الحزن على المصابين بمرض الـ "فوتو فوبيا"