الأقباط متحدون - تكشف لحظات وسيرة بعض شهداء كاتدرائية مارجرجس بطنطا
  • ١١:٠٥
  • الاربعاء , ٢٦ ابريل ٢٠١٧
English version

تكشف لحظات وسيرة بعض شهداء كاتدرائية مارجرجس بطنطا

نادر شكري

أقباط مصر

٥٤: ٠٩ م +02:00 EET

الاربعاء ٢٦ ابريل ٢٠١٧

شهداء كاتدرائية مارجرجس بطنطا
شهداء كاتدرائية مارجرجس بطنطا

القمص دانيال يروى اصعب لحظات حمل ابنه ميتا
مينا نعيم جاء من الكويت لزيارة والده فحمل تذكرة السماء
رجائى لطفى كتبت شهادة وفاته فى يوم عيد ميلاده

فادى رمسيس كان يستعد لحفل زفافه الشهر المقبل ولكن ذهب للسماء
عادل سليمان لم يكتب حضور حفل زفافة فى يوليو المقبل

نادر شكرى

كان لحن افلوجيمينوس لحن الفرح الذى ختم به شهداء كنيسة مارجرجس بطنطا حياتهم عندما ، فجر الانتحارى حزامه الناسف ، ليوقف الالحان داخل الكنيسة لتفتح لهم الحان السماء تستقبل ارواحهم ، مع زعف النخيل الملطخ بدماء شهداء الكنيسة .

نعرض سيرة لبعض شهداء الكنيسة ونوثق بعض اللحظات من حياتهم لتظل تذكارا لهذا اليوم الذى سيظل التاريخ يذكره باحد " سعف الدم " .

·        الشهيد المهندس سليمان شاكر
يعد الشهيد المهندس سليمان شاكر "  52 عاما " من كبار الشمامسة بكنيسة مارجرجس ابوالنجا بطنطا وهو أمين الخدمة ومعلم الخورس ولديه ابن وفتاه وهو عضو مجلس نقابة المهندسين بالغربية

يقول شقيقه التؤام المهندس مجدى شاكر " كنت اقف بجوار شقيقى اثناء القداس وكان قائد الخورس  وقبل الانفجار  كان لحن افلوجيمينوس وتحدث معى على من الذى لحن هذا اللحن العظيم وبعدها وقع الانفجار وشهدت شقيقى غارق فى دمائه وحملته بيدي الى المستشفى ولكنه فارق الحياه الى مكان افضل بالسماء

والمهندس سليمان يعيد من الشخصيات المحبوبة ومعلم اجيال بكاتدرائية مارجرجس بطنطا لمدة تزيد عن 38 عاما كان خادم للجميع وكان سكرتير مجلس كنيسة مارجرجس

يشوي نادي، أحد ضحايا التفجير الأرهابي بكنيسة مارجرس بأبو النجا بطنطا،  شاب في العشرينات، بملامح طيبة،  كان يحدث أصحابه عن خطبته بعد أعياد القيامة ، ولكن الأرهاب لم يمهله الوقت لتحقيق أحلامه،  فقدم له الموت في ليلة عيد السعف المقدسة لدى مسيحي مصر،  وتحول العيد إلى ليلة يغطيها الدماء

·        الشهيد فخرى لطيف مرقص
يعمل محامي ويبلغ من العمر 52 عاما، وكان يقف فى خورس الشمامسة توفى عقب الانفجار مباشرة  والشهيد قريب الفنان عماد الراهب الذى قال تلقيت خبر استشهاد ابن عمتى بصدمة عندما علمت وفاته فور الانفجار ولم اتوقع ان يحدث فى يوم مثل احد السعف يحتفل به الجميع وسط فرحة كبيرة تحولت لحزن شديد.

واختتم الراهب: "ربنا معانا ويقوينا ويعقلنا ويزرع الحكمة في عقول المصريين الجدعان عشان يعرفوا عدوهم وهما بيحاربوا مين، ناس بتبقى متوترة، ربنا بيحبنا وهيبعت لنا الأراوح الطيبة والملايكة تحارب الشياطين اللي بتدمر لنا حياتنا".

·        الشهيد فادي رمسيس
فادى رمسيس  22 عاما " توفى متأثر باصباته من الانفجار عقب نقله لمعهد ناصر بالقاهرة وهو  طالب مقيد بالفرقة الرابعة قسم الكيمياء، في كلية علوم جامعة طنطا واقيمت صلواته يوم الاثنين بكنيسة القديس أبانوب  بطنطا

وقال مجدي رمسيس، قريب الشهيد إن ابن عمه غادر الكنيسة قبل التفجير بدقائق لزيارة أحد أصدقائه في إحدى المستشفيات، مضيفًا أنه "عاد بعد دقائق من خروجه ليؤدي الصلاة، فخرج جثة هامدة

وتابع رمسيس لدى عودة فادي استوقفه أصحابه في مدخل الكنيسة وطلبوا منه أن يذهب معهم في حاجة تخصهم لكنه أصر على تركهم لأداء الصلاة، لتشهد قاعة الصلاة الانفجار فور دخوله وليكون ضمن شهداء الفرح التى زفتهم السماء فى هذا اليوم مشيرا أن فادى كان يجهز لحفل زفافه الشهر المقبل، مؤكدًا أن عائلته تعيش حالة من الحسرة والصدمة  بعد استشهاده

·        الشهيد ميشيل عبد الملك
من شهداء كنيسه مارجرجس أبو النجا طنطا وكان من شمامسة الكنيسة كتب الشهيد قبل رحيله تدوينه على حسابه قال فيها

"  اجعلنى يارب مستحقا ان انظر رحمتك فى نفسى قبل رحيلى من هذا العالم لادرك فى تلك الساعه رافتك مع اولئك الذين خرجوا من هذا العالم فى رجاء صالح... افتح قلبى ياالهى بنعمتك.. وطهرنى من اى تعامل مع الخطيه.. مهد طريق التوبه فى قلبى ياالهى وربى .. رجائى وفخرى.. ملجأى القوى.. فبك يارب تستنير عيناى واتفهم الحق..اجعلنى اهلا يارب ان اتذوق الفرح بعطية التوبه امين.

·        الشهيد مينا نعيم
الشهيد مينا نعيم يعمل بدولة الكويت ، اضطر المجىء لمصر لرؤية والده نظرا لمرضه ، وحضر فى هذا اليوم وابنه قداس أحد الشعانين ليحجز تذكرة للسماء بدلا من العودة للكويت ، وكان الشهيد مينا كتب تدوينه عقب تفجير الكنيسة البطرسية قائلا " هو دا اخركم تفجرونا واحنا بنصلى اهلا بيكم " وكانه يشعر انه سيكون له طريق اخر " اهلا  بيكم " ينم على قلب شجاع لا يخشى شىء فهو لا يخاف الموت

ويرقد كيرلس ابنه بالمستشفى مصابا من احداث التفجيرات وتصلى والدته وشقيقته لكى يرفع الله عنه ويشفيه ليكون عائلهم بعد رحيل والده
قال صديقه ابراهيم نجيب ان مينا كان خادم امين يقدم المحبة ويخدم المرحلة الاعدادية والثانوية فى مدارس الاحد ويساعد الكثير فى الكويت
ويقول صديقه تامر غالى بالكويت ان الشهيد مينا " خادم في كنسيتنا بالكويت نزل مصر اجازة  قبل التفجير بيوم لزيارة والدة التعبان مينا يعتبر اول شهيد اعرفه شخصيا بسمع كتير اد ايه ربنا بيختار الناس الشهداء بس انا اشهد لمينا ان لما الكنيسة كانت بترشح ناس للكهنوت اول واحد فكرت فيه كان هو لانه شخص وديع ومحب للمسيح الي أبعد حد وكلمته بضحك كده قالي انا منفعش بس المسيح كان عايز يدله رتبه اعلي من الكهنوت مينا اخد رتبه شهيد.
 
·        الشهيد بيشوى نادى شنوده
الشهيد بيشوى نادى  24 عاما يعمل بمتحف الحضارة التابع لوزاره الاثار قال وليد سميرصديق بيشوي نادي أحد ضحايا تفجير كنيسة مارجرجس  ونعى اصدقائه مسمين واقباط اسشتهاده فبيشوي  يقطن بحى أبو النجا بطنطا  وكان محبوب من الجميع ويتمتع بروح اجتماعية كبيرة

·        الشهيد رؤوف صليب
الشهيد رؤوف صليب 38 عاما لديه طفل فى الصف الثانى الابتدائى وطفله بالصف السادس الابتدائى  وهو يعمل مدرس بالمدرسة الفنية الزراعية بطنطا
 
قالت زوجته أن زوجها هو احد شمامسة الكنيسة ، ومنزلهم قريب من الكنيسة ذهب مبكرا للقداس ، وطالب منها ان تلحق به بعد ان يستيقظ ابنائه ، وقبل الانفجار بنصف ساعه اتصل بها لسرعة الحضور قبل قراءة الانجيل ، وان يرتدى طفله ملابس الشمامسة للوقوف بجواره .
تقول تاسونى نادية شقيقة زوجة الشهيد " ان تاخر الزوج انقذ الطفل من الموت لانه اعتاد ان يقف بجوار والده فى خورس الشمامسة ، وكان الشهيد يقف فى الصفوف لاولى للشمامسة وهو محبوب ولديه العديد من الاصدقاء واشارت ان اطفاله فى حالة نفسية صعبة لانهما كانا مرتبطان بوالدهم الشهيد دائما .
 
·        القمص دانيال يروى لحظات استشهاد ابنه
 يجلس القمص دانيال فى منزله وحوله صور ابنه الشهيد بيشوى الطالب بالسنه الخامسة بكلية الطب ، ليتحدث عن اصعب لحظات يعيشها اب عندما يحمل ابنه ميتا غارقا فى دمائه

القمص دانيال قال " كان احد الشعانين يوم فرح لنا ولكن هذا الفرح لم يكمل بالكنيسة ولكن يكمله ابنى بيشوى فى السماء ، فقد سبقت ابنائى بيشوى وكيرلس للكنيسة مبكرا ثم لحقوا بى وارتدوا لبس الشمامسة وكانا يقفا معا وقبل الحادث بدقيقه مريت امامهم بدورة البخور ، وعند دخولى الهيكل حدث الانفجار ، فسقطت على الارض وارتطمت برخام المذبح ، ولكن قمت اسرع ابحث عن اولادى فسمعت صوت كيرلس يصرخ امسكت به ووجدت بيشوى على الارض اسرعت امسكته وكان اصيب فى راسه نتيجة ارتطام كرسى الاسقف من شدة الانفجار ادى لنزيف بالمخ .

ويتابع القمص " اسرعت بملابس الصلوات البيضاء احمله الى المستشفى وكان شقيقى ووالدته الطبيبه معى ولكنه لفظ انفاسه الاخيرة ، فسقطت على الارض اصرخ وظللت معه حتى دفنه مساء الاحد ومازالت ملابسى كما هى تحمل دماء ابنى .

واستكمل " بيشوى كان انسان متعلق بكنيسته وخدمته طوال الوقت ويتمتع بهدوء " واخذنا والده الى غرفته ليشرح لنا حياته وكيف كان متعلق بربنا وكتبه وصور القديسين ويقول الاب تحول الفرح الى حزن ولكن لا نقول شىء سوى اردة الله ونحن لا نجد تفسير لما يحدث ولكن نرفع اعيننا  نحو السماء .

وتتدخل والدته الطبيبه التى قالت انه فى الاحد وقبل دخولها شهدت حشد امنى وحواجز كثيرة ولم اكن اتوقع ان يدخل انتحارى من خلال هذا الحشد الكبير وعندما وقع الانفجار لم اتوقع ان يكون داخل الكنيسة لوجود هذا الامن الكبير الذى كان عبارة عن حشد شكلى دون اى تفتيش فنحن كنا ندخل دون اى سؤال او تفتيش

وتابعت عندما سقطت والدة القس بنيامن فى حالة اغماء وتم نقلها لغرفة المعمودية بجوار الهيكل وقع الانفجار مباشر ، فصرخت وظللت اردد اسم زوجى ابونا دانيال فوجدته ووجدت كيرلس وصرخ " اين بيشوى " ووجدناه ملقاه على الارض اسرعنا به للمستشفى وكان الوضع هناك صعب من كثرة الجثث والمصابين وعدم وجود الامكانيات فكان الوضع صعب ، ودخلت وجدت ابنى فى حالة صعبة ومسك بيدى شقيقه كيرلس وقال لى " ماما لو حصل شىء لبيشوى فهو هيكون فى مكان افضل " وبعدها فارق الحياة فكانت صدمتى الكبيرة لان بيشوى شخصية ملائكية فهو لم يكن لديه شىء سوى الكنيسة وكأن الله اختاره وكأنه ليس مكانه الارض وظلت الام تحتضن صورة ابنها وهى تشرح وتروى قصص عن حياته واثناء ذلك جاء زملائة بالكلية ما يقرب من 40 شخص مسلمين واقباط يحملون صندوق وضع بالكلية يمتلىء بالاورق دون فيه زملاء الشهيد كلمات الرثاء لرحيله .
·        الشهيد كمال لبيب
شادى كمال لبيب بكالوريس كلية العلوم متزوج من طبيبه وله طفله صغيرة لم يمر عام فى عمرها وكان يخدم فى اجتماعى الشباب والخرجين بكاتدرائية مارجرجس  وله داله مع اخواته الشباب لتقارب سنه وكان يعمل مندوب دعاية احدى شركات الادوية والتوفيق بين عمله وخدمته بالكاتدرائية

·         مايكل نبيل راغب
 مايكل نبيل راغب صيدلى ويعمل مندوب فى احدى شركات الادوية ويتميز بتفوقه الرائع فى الدراسات الكنسية حتى جاء ترتيبه الاول فى دفعه خريجى الكلية الاكليركية من بضعه سنوات ووالدته أمينة خدمة المرحلة الاعدادية بالكنيسة وكان من صغره مع شقيقه كيرلس يواظبان على حضور الكنيسة وخدة التسبيح والالحان  وهو متزوج وله طفله صغيرة ثلاثة سنوات.
·         
·        عادل سليمان عبد السيد 28 عاما
·        وكان عادل سليمان خريج كلية التجارة و يعمل مدير مبيعات احدى شركات الاجهزة الكهربائية وكان ارتبط بخطوبة مع مريم رمسيس  وهى شقيقة الشهيد فادى رمسيس وكان فقد والده من عامين وكن بصدد اتمام حفل زفافه  فى الصيف المقبل وقام بحجز كنيسته ولكن لم تشاء الاقدار ان يقيم فرحه بالكنيسة ولكن احتفلت السماء بفرحه فهو من الشمامسة المتميزين ومتربط بكنيسته .

·        رجائى لطفى صادق
كتب على الشهيد رجائى لطفى سابق ان يكون عيد ميلاده هو عيد نياحته فهو من مواليد 9 ابريل 1957 ، وهو يوم استشهاده ، وهو اب لولد وبنتين وكان يعمل فى وظيفة اخصائى اجتماعى وهو خادم بخدمة الرعاية وهى من اصعب الخدمات التى يقوم به فى رعاية الحالات الخاصة .
 
·        ميشيل لبيب ميخائيل
 
وقفت فيكتوريا ابنة الشهيد ميشيل ميخائيل امام كاتدرائية مارجرجس وهى ترتدى لثياب الابيض وتتذكر لحظات الانفجار واستشهاد ولدها ، وهى تقول فقدت ولدتى منذ فترة قليلة بعد مرض مع السرطان ليكون لى اربعة شهداء بالسماء بعد ان فقد ايضا شقيقين بنفس المرض.
وتتابع والدى كان يتمنى السماء منذ احداث كنيسة القديسين وهو يقول " يا بخت الشهداء هو احنا نطول " ، وتستكمل عندما وقع الانفجار داخل الكنيسة لم اشاهد شىء لكثرة الدخان وخرجت مسرعة لكى اتنفس وعودت للبحث عن والدى ولكنى وجدته فارق الحياة بعد اصابة فى الرأس من شظايا الانفجار .