د\ماريان جرجس
وكأن السنون لم تمرق على هذا الشعب صاحب الطراز الخاص..ذلك الشعب قوى العظام .فمنذ ثوره البشمورين فى نفس المكان ,الدلتا ودمياط ورشيد والتى كانت اخر ثورات الاقباط ضد الاحتلال العباسى و ظلوا يقاموا حتى اخر نفس ولم يستسلموا او يهٌزموا الا بعد ان استعان الوالى وقتها بالانبا يوساب للقضاء عليهم وسبى نساءهم واطفالهم ..
وتمر القرون الكثيره من القرن السادس وحتى يومنا هذا ليتكرر المشهد بعد حادث طنطا الاليم والذى راح ضحيته الكثير والذى رأينا منه ابشع الصور انتهاكا للانسانية..
وفى حديث مع المتضررين اثر الحادث ومرورا بين غرفهم فى مستشفيات المعادى العسكرى والمنيره العام لم ار دمعة واحدة فى عيونهم ولكن العزيمة والانتصار على الاصابة
ونقلا عن لسان البعض منهم :بيشوى شاب فى العشرينات فقد عينه اليمنى بانفجار المقلى والذى استقبلنى بكل حفاوه واستجاب بفرح عندما علم ان هناك عمليات تجميليه لاصلاح شكل العين المصابة ...
وايضا الاستاذ منير والاستاذ ايوب بقسم الحروق واللذان اثناء حديثى معهم علمت بأن المتفجرات وضعت بيد الارهابى الخسيس الذى استغل فتره العيد ماقبل أحد السعف وبقى أمام الكنيسة 3 ايام يبيع الخوص امام الكنيسة ويقيم علاقات واحاديث مع العساكر التى كانت امام الكنيسة ليكى يزرع نفسه وسطهم!!
وفى يوم أحد السعف صباحا دخل ليفجر نفسه بالقرب من كرسى المطران العملاق المصنوع من الرخام ليصيب الخورس بل ويفتت عظامهم من شده التفجير ..
كمال قال لى الاستاذ منير ذلك الرجل العظيم الذى يتقبل الحرق بايديه وانه لا يستحق كل تلك المحبه من الزوار منا و ان الموقف كان بمثابة تحول من الفرح الشديد الى الموت والعويل وان لولا تصريح ابونا بيشوى يومها بان كل من لديه طفل يتوجه الى كنيسه الاطفال
لكان الموقف اكثر كارثية وكادت الفعله الأثمة تحصد ارواح اطفال الكنيسة كلها
البشمورين دافعوا وقاموا عن ايمانهم بالثورة واحفاد البشمورين الان يقاومون ايضا ولكن لا بالثوره ولكن بالتحدى والبسمة وتقبل المصائب والاصرار على البقاء لانها كلها مظاهر الثورة لا الاستسلام ...الثوره على البقاء