في ذكرى رحيل صلاح جاهين.. الاكتئاب يقتل شاعر مفعم بالحياة (تقرير)
نعيم يوسف
الجمعة ٢١ ابريل ٢٠١٧
أصيب باكتئاب شديد بعد النكسة.. وارتبط بعلاقة قوية مع سعاد حسني
كتب - نعيم يوسف
تمر اليوم الجمعة، ذكرى رحيل صاحب الرباعيات، الشاعر ورسام الكاريكاتير والممثل "صلاح جاهين"، الذي توفى في 21 أبريل عام 1986.
فنان وشاعرة وممثل
ولد صلاح جاهين في ٢٥ ديسمبر ١٩٣٠ بمنطقة شبرا، ووالده هو المستشار بهجت حلمي يعمل في السلك القضائي، وحصل على دراسات حرة في الفنون الجميلة، وتخرج في كلية الحقوق وعمل في عدد من المجلات والصحف، رساما للكاريكاتير مثل روزاليوسف وصباح الخير ثم انتقل إلى جريدة الأهرام، وكتب الكثير من الأشعار أشهرها الرباعيات، وكتب سيناريو عدة أفلام وهي "خلى بالك من زوزو" و"أميرة حبى أنا"، و"شفيقة ومتولى والمتوحشة".
زواجه الأول والثاني
تزوج جاهين مرتين، الأولى من السيدة "سوسن محمد زكي" الرسامة بمؤسسة الهلال عام 1955 وأنجب منها أمينة وأبنه الشاعر بهاء، ثم تزوج من الفنانة "منى جان قطان" عام 1967 وأنجب منها ابنته سامية عضو فرقة إسكندريلا الموسيقية.
صراع الحياة والاكتئاب
إذا سمعت أغنية "الدنيا ربيع والجو بديع، قفلي على كل المواضيع" لن يأتي بخاطرك أن كاتب هذه الأغنية المفعمة بالحياة هو نفسه الذي أصيب بحالة اكتئاب شديدة، جعلته يكتب في رباعياته قائلًا: "أنا شاب لكن عمري ألف عام.. وحيد لكن بين ضلوعي زحام.. خايف و لكن خوفي مني أنا.. أخرس و لكن قلبي مليان كلام".
النكسة ووفاة عبدالناصر
أصيب صلاح جاهين بحالة اكتئاب عقب نكسة الخامس من يونيو عام 1967م، ثم كانت وفاة الرئيس الرحل جمال عبد الناصر والتي كانت سببًا رئيسيا لحالة حزنه واكتئابه التي أصابته وكذلك أم كلثوم حيث لازمهما شعور بالانكسار، ولكن "جاهين" لم يستعيد بعدها تألقه وتوهجه الفني الشامل، مرة أخرى.
المرض الذي أصاب "جاهين" شخصه الأطباء بأنه "اضطراب وجداني ثنائي القطب"، وفي هذا النوع يصاب الشخص بنوبة الاكتئاب الكبرى مع نوبة من الابتهاج تعتبر أقل حدة من الابتهاج غير الطبيعي وتبلغ نسبة المصابين بهذا المرض 0.5% مع اختلافات طفيفة في النسبة بين المجاميع البشرية المختلفة.
جاهين والسندريلا
عندما نُقل "جاهين" إلى المستشفى، لازمته الفنان سعاد حسني، التي كانت مقربة بشدة له، وظلت إلى جواره خمسة كانت تقرأ له القرآن وتدعوا له بالشفاء إلى أن فارق الحياة في 21 إبريل عام 1986.
عقب وفاته قالت السندريلا: "الآن مات والدي ورفيق مشواري الفني وصديقي الغالي"، وأصيبت باكتئاب لعدة شهور ورفضت الخروج من منزلها، مما أدى إلى تدهور حالتها الصحية وأجبرها الأطباء على تناول بعض الأدوية والعقاقير المضادة للاكتئاب، نظرا للعلاقة القوية التي جمعتهما، حيث التقيا أول مرة عام 1972، وقدما سويا عددا من الأفلام والأغاني، وقد اعتبرته سعاد بمثابة الأب الروحي لها والمستشار الفني لجميع أعمالها التي وضعتها في تلك المكانة المرموقة.