مجداً لمن تجلى على الجلجثة
أوليفر
الخميس ١٣ ابريل ٢٠١٧
الجمعة العظيمة
Oliver كتبها
مسيحنا القدوس تجلى علي جبل تابور و أيضاً تجلي علي جبل الجلجثة.هو نفسه الإله إبن الإله أمساً و اليوم و إلى الأبد.ضع عينيك على الجبلين فإن تشككت أنه إله فأنظر كيف تغيرت هيئته على جبل تابور و إن تشككت أنه أيضاً إنسان فأنظر كيف تغيرت هيئته على جبل الجلجثة .بين الجبلين يكمن كل إيماننا.فتعالوا ليطوف بنا الروح و نفهم.
قبل التجلى كان الصليب حديثه مع تلاميذه مت16: 21 و قبل الجلجثة كان الصليب أيضاً حديثه قدام تلاميذه مت 26: 1.فالصليب مقدمة للمجد في الجبلين.
المسيح مخلصناأخذ ثلاثة ليشهدوا تجليه فوق تابور و عند الجلجثة كان ثلاثة من تلاميذه أيضاً ثلاثة يشهدون مجده عند كل جبل.واحد تبعه واقفاً مع المريمات و آخر خرج خارجاً يبكي بمرارة و ثالث راح يائساً ليشنق نفسه .
فيما هو صاعدتابور ليتجلي ساد الصمت مت17: 1و فيما هو صاعد الجلجثة ليتخلى ساد نفس الصمت .
تثقل تلاميذه بالنوم عند جبل تابور لو9 هكذا غلبهم النوم فى بستان الجلجثة مت 26 : 40 و تمجد المسيح وحده في الجبلين.
فوق تابور تغيرت هيئة المسيح صار كساؤهنور.ثيابه ألمع من الشمس.ما جدوى الشمس هنا.كان البياض معجزياً لم يستطع التلاميذ أن ينظروا إليه .فوق الجلجثة أيضاً تغيرت هيئته. و أيضا غابت الشمس خجلاً مما صنعه البشر في إلههم.الأبرع جمالاً صار لا جمال له و لا منظر فننظر إليه إش53. و لم يستطع أحد أن ينظر إليه إلا من بعيد .صار كساؤه الدم.أحمر قانى صار كل جسد مخلصنا و عذراء النشيد تلوح من بعيد هاتفة حبيبي أبيض و أحمر.إنه فوق الجبلين معاً ينير بدمه كل الوجود.
على تابور سقط التلاميذ على وجوههم من الخوف لما دخلوا في السحابة إذ ظنوا أنهم سيموتون لو9: 34 .و على الجلجثة إذ بدأت الزلزلة خاف قائد المئة و جنوده مت 27: 54 .خاف القائد و مجد الله لو 23: 47.و رجع الناس قارعين صدورهم معترفين أنه إبن الله.تمجيد الله يبدأ بالمخافة في الجبلين.
عند الجبلين أرواح تحلق.فوق تابور كان موسى بروحه يذكرنا بالفصح العظيم.و إيليا بجسده شاهداً أن للأجساد مجد كالأرواح و جسد مخلصنا المتحد بلاهوته له نفس مجد لاهوته .و على صليب الجلجثة سمعنا إسم إيليا حين ظن الناس أنه ينادى إيليا لما قال إبن الإنسان إلهي إلهي لماذا تركتني و وقفوا متسمرين ينتظرون هل يأتي إيليا و يخلص المسيح؟؟؟ كان إيليا في رأيهم مخلصاً و كان المسيح في رأيهم مستحق الموت وإستدلوا بناموس موسى ليصلبوا إله موسي؟ .كان موسى حاضرا بناموسه الذى إستخدمه القتلة لموت المسيح.لهذا نعرف أن الحديث فوق الجبلين كان واحداً هو أمر خلاصنا للذى تمجد و خلصنا.
على جبل تابور تجلى إلهنا بين شاهدين موسي و إيليا و عند الجلجثة تمجد بين لصين يو19: 18.علي تابور مارس سلطانه فأطلق روح موسى من الجحيم و أنزل إيليا من سماءه وأيضاً عند الجلجلة مارس سلطانه مخاطباً بيلاطس ليفهم أن ليس له أو لغيره سلطان على المسيح وأنه بسلطانه سوف يضع نفسه في يد الآب وقتما يشاء هو.لأنه المسيح صاحب السلطان الذى مات بإرادته.يو19: 11 لنؤمن أنه الأعظم فكان مجده مجد الذى له سلطان على الجميع.مات بسلطانه بين لصينكلنا صرنا لصوص الملكوت و شهدنا مجده.
كما خاطبه الآب و هو متجلي علي جبل تابور قائلاً هذا هو إبني الحبيب الذى به سررت له إسمعوا مت17: 7 خاطبه الآب ثانية قبل الصلب بستة ايام قدام الجمع قائلاً - مجدت و أمجد أيضاً يو12: 28 .لكى نؤمن أن المجد الذى على جبل التجلى هو المجد ذاته على جبل الجمجمة.
حين إستفاق التلاميذ على جبل تابور شهدوا المسيح و موسى و إيليا و أذهلتهم الرؤية فتكلموا من غير تدقيق و سأل بطرس أن يصنعوا ثلاث مظال للمسيح واحدة و لموسى واحدة و لإيليا واحدة و ما كانوا يعلمون ماذا يقولون.و على الجلجثة غفر المسيح للهاتفين اصلبه لأنهم لا يعلمون ماذا يقولون أيضاً و لا ماذا يفعلون لو 23 : 34 .هوذا مسيحنا في مجده يرفق بضعفنا.
فيما التلاميذ يتكلمون على تابور جائت سحابة و ظللتهم وأطلق الرب موسى و إيليا فعادا.موسي عاد مؤقتاً إلى الجحيم و إيليا عاد مؤقتاً إلى الفردوس بقى المسيح وحده و عند الجلجثة حرر المسيح لصين باراباس و اللص التائب فعادا.باراباس عاش مؤقتاً في الأرض و اللص التائب راح إلى الفردوس كذلك. و بقي المجد كله للمسيح وحده.مجد الناس على الأرض مؤقت و مجد المسيح على الأرض و في السماء دائم.
و أيضاً تجليت بالمجد عند الصليب
وضعوا إكليل شوك على رأسك يا تاج الملوك فلم تتراجع عن خلاصنا.سمروا يديك لم تكف عن محبتنا.سمروا قدميك لم يتوقف حنانك علينا.عيرك اللصان فإحتملت و بحبك ربحت واحداً للخلاص المبهر الذى صنعت.تجليت حين غفرت لمن يقتلونك و إلتمست عذراً لجهلهم كنت جباراً و أنت تغفر. سمروا فيك كل شيء و أنت تلتفت يميناً و يساراً فتلتقط عيناك عيني بطرس و تجذبه ما هذه العظمة.تصوب بصرك للتلميذ المحبوب و لأمك و توصيهما بالعناية ببعضهما البعض ما هذا الحنان في وقت الموت ظلماً؟ ما هذه القوة التى لا تخمد أو تتراجع.ما هذا التحدى و الإهانة للموت و أنت من غير سيف.واجهت إمبراطورية بأيد عارية فكم أنت قوي.تحديت فساد الهيكل و قسمته شطرين و أنت على عود الصليب لأنك الإله.أغمضت عيون النجوم و الشمس فإظلمت الأرض و بقيت أنت نورنا.أكملت مهمتك بغير هفوة رغم كل من قاوموك لكنك غلبت يا غالب أعداءك.في الوقت الذى أردته صرخت بصوت عظيم لأن ما تصنعه عظيم. سلمت للآب روحك ولم يكن لأحد عليك سلطان و لا للموت أيها القادر.إن لم يكن هذا مجد فماذا يكون؟
عند الصليب إجتمع كل القتلة.إبليس و جنوده فى يأسهم يصارعون.و المسيح بجبروته غلبهم جميعاً.كان حول الجمجمة أشلاء كثيرة و بقايا جنود الظلمة تحترق قدام مسيح العالم كله و قاهر أجناد الشر بقوة محبته لنا و بصليبه .من له عينان فيبصر المملكة التي تهاوت و الرئاسة التي زالت, من له عينان تنكشف قدامها هزيمة إبليس و كل مملكته و ضياع رئاسته.لقد ظن الناس أن رب المجد جاء لأجل أن يغلب لهم خصومهم الرومان لكنه غلب خصمه الشيطان لأن هذا هو سبب هلاكنا و الرب خرج إليه ليغلب و قد غلب الخروف ذئباً ظن نفسه اسدا.فالمجد للخروف المذبوح الذى إشترانا بدمه.
ديان الأرض كلها على الصليب و قد حكم أن الذى يسلمه هو إبن الهلاك.و قد راح لهلاكه كما أمر الديان.الذى على الصليب كلمته نافذة.نظراته نافذة .تلقي الطعنة في جنبه فأخرج نبعاً باقياً كل أجيال الأرض كافياً لخلاصها.الدم سال بإرادته لكي يدفع ثمناً يكفي لتبريرنا.سخى فى جروحه فمن ذا لا يمجده.لنخرج إليه منتشين بإنتصاره العظيم عنا هاتفين لك القوة و المجد و البركة و العزة يا من صارت آلامه عزاء و جروحه دواء و كلامه شفاء و موته رجاء .