لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار
سامية عياد
الثلاثاء ١١ ابريل ٢٠١٧
11/4/2017
عرض/ سامية عياد
تشجيع صغار النفوس كانت طريقة الرب مع كل الذين قابلهم من الخطاة والعشارون ، لذلك قال عبارته المملوءة حبا وتشجيعا "ما جئت لأدين العالم ، بل لأخلص العالم"..
المتنيح الأنبا شنودة الثالث فى مقاله "شجعوا صغار النفوس" حدثنا عن طريقة الرب فى تشجيع النفوس المسكينة هو يريد أن يبنى لا أن يحطم ، نجده يشجع زكا رئيس العشارين بعبارة حب هى "ينبغى اليوم أن أكون فى بيتك" بل يقول له "اليوم حدث خلاص لأهل هذا البيت" ، نجده يعد اللص اليمين بالملكوت "اليوم تكون معى فى الفردوس" ، نجده يشجع المرأة السامرية على الرغم من سيرتها الخاطئة ، موقفه من بطرس الرسول بعد أن أنكره ثلاث مرات ظهر له بعد القيامة ولم يقل له كلمة توبيخ واحدة ، إنما قال له فى تشجيع "ارع غنمى ارع خرافى" ، أيضا لم يوبخ توما حينما شك فى القيامة ظهر له وقال له "لا تكن بعد غير مؤمن ، بل مؤمنا" .
ولكن من هم صغار النفوس الذى نشجعهم ؟ إنهم الساقطون واليائسون والفاشلون والأطفال والخطاة والخائفون ومن تنهار نفوسهم وتضعف ويفقدون الثقة فى القدرة على القيام ، هؤلاء لا ندينهم ولا نشعر بهم ولا نستهزىء بهم أو نتهكم عليهم ، ولا نعاملهم بقسوة ، وإنما نسند ضعفهم بتشجيعنا ، كان موسى النبى ثقيل الفم واللسان وقد اعتذر عن إرسال الرب له لهذا السبب لكن الرب شجعه ، وأعطاه هارون أخاه لكى يكون فما له وصار موسى يلقب كليم الله ، ويشوع بن نون الذى صغرت نفسه بعد وفاة موسى النبى ووجد نفسه أصغر من المسئولية شجعه الرب بقوله "تشدد وتشجع..لا أهملك ولا أتركك .. لا ترهب ولا ترتعب ، لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب" أنها كلمات الرب المشجعة وكثيرا ما يشجع الرب بوعوده ، أو بالمعونة التى يرسلها الى الإنسان فيقويه .
ليتنا نسلك طريقة الرب يسوع ، نكون مثله يدا منقذة للضعيف ، وكلمة رجاء لليائس ، نفتح مثله طاقة من نور أمام من أضلتهم الظلمة ، لا نكون قساة القلب ولا ندين ولا نوبخ أحدا على سقطته ، بل نساعده على القيام منها ...