الأقباط متحدون - حفيد حسن البنا: «متشدد» طردته فرنسا وترفضه نسويات أوروبا لمعاداته للمثلية
  • ١٨:٠٥
  • الثلاثاء , ١١ ابريل ٢٠١٧
English version

حفيد حسن البنا: «متشدد» طردته فرنسا وترفضه نسويات أوروبا لمعاداته للمثلية

أخبار عالمية | المصرى اليوم لايت

٥٦: ٠٩ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١١ ابريل ٢٠١٧

حفيد حسن البنا
حفيد حسن البنا

 بنظارة طبية، ولحية قصيرة يتخللها الشعر الأبيض، مرتدياً بذلة سوداء، شبيهاً بالدعاة الجًدد الذين تخلوا عن الجلباب السلفي، ظهر في مقطع فيديو على إحدى القنوات الفضائية عام 2015، يُهاجم جماعة الإخوان المسلمين، متهماً قياداتها بالإصابة بـ«هوس السلطة»، موضحاً أن الإسلاميين لم يكن لديهم رؤية عميقة وواضحة وقابلة للتطبيق حينما وصلوا للسلطة بعد ثورات الربيع العربي.

تلك الانتقادات مقبولة من سياسي يساري أو ليبرالي، قد يتعامل معها الجمهور دون التوقف عندها كثيراً، لكن حينما تأتي من هاني رمضان، حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، حسن البنا، يجب أن نتوقف، ونراجع أفكار الرجل الذي وُلد لأب كان أبرز قيادات الجماعة في الخمسينيات، وأم أسس والدها تنظيم لا يزال موجوداً حتى الآن، وامتد تأثيره للعالم العربي.

وُلد «رمضان» في جنيف عام 1959، وحصل على الجنسية السويسرية، وتلقى تعليمه في مدارس كانتون، ثم حصل على ليسانس الآداب من جامعة جنيف، أكتوبر 1981، وعلى درجة الفلسفة بعدها بعامين. تلك الشهادات تشير إلى أننا أمام شخص يرغب في تدريس الفلسفة والآداب، شخص سيتحدث في المستقبل عن أهمية الفلسفة، ومنبع الأخلاق، وجدلية الخير والشر، ويُناقش أفكار الفلسفة اليونانية والألمانية، وسيكون أبعد ما يكون عن النشاط الديني. هذا لم يحدث، وبات «رمضان» واحداً من أشهر المفكرين الإسلاميين في العالم، بعد حصوله على ليسانس الترخيص في اللغة العربية و الدراسات الإسلامية عام 1984، وصار له محبين بين المسلمين في الغرب.

ألقى «رمضان» محاضرات عن الإسلام، وكانت تلك المحاضرات تُبث على شرائط فيديو في سويسرا، انتقلت بعدها إلى فرنسا، وألف كتباً منها «المرأة في الإسلام»، و«الإسلام والصحوة العربية».

قبل الألفية الثالثة كانت آراء الرجل مقبولة بشكل كبير في أوروبا، إذ كان مديراً للمركز الإسلامي في جنيف، وأستاذا للغة الفرنسية، يدعو للتسامح بين البشرية، قبل أن تأتي الصدمه لدى مُحبيه في العالم الغربي عام 2002.

في 9 سبتمبر 2002، نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية مقالاً بعنوان «الشريعة المُساء فهمُها»، لهاني رمضان، يتحدث فيه عن الزنى، والشذوذ الجنسي، ووجوب توقيع العقوبة على الزانية طالما أنها تعيش في مجتمع يضمن احترام المعايير والقيم الإسلامية، ويوفرّ لها سبل العيش بكرامة، وأعلن عدائه للمثليين.

المقال أثار ضجة واسعة في العالم الغربي، خاصة في وسائل الإعلام الفرنسية والسويسرية: «هل يريد المفكر الإسلامي أن ينقل أوروبا إلى عصر محاكم التفتيش وسلطة الكنيسة؟»، وبات عدوًا للجمعيات النسوية في أوروبا، خاصة في دولة فرنسا. وفصلته وزارة التربية والتعليم السويسرية بدعوى أن «التحدث في الزنى والشذوذ الجنسي لدى مصابي مرض الإيدز في بلد علماني، يتناقض مع علمانية مهمة التدريس في سويسرا».

وقال المتحدث باسم المركز الإسلامي الذي كان يرأسه «رمضان»، إن المقال نُشر في ظروف صعبة يعيشها العالم الإسلامي بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وفق ما نقلته صحيفة «الشرق الأوسط». وألغى القضاء السويسري قرار الإقالة، لكن لم يعد لوظيفته، وحصل على تعوض قدره 6 مليون دولار.

ذاع صيته في العالم بسبب تلك المقالة، في الوقت نفسه تراجعت شعبيته، خاصة في سويسرا، الأمر الذي دفعه إلى القبول بوظيفة أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة نوتردام بولاية إنديانا الأميركية. وبينما كان المفكر الإسلامي يستعد للسفر إلى واشنطن، بعد أن استأجر منزلاً، وسجل أطفاله في إحدى المدارس هناك، أُلغيت تأشيرته.

لم يعرّف «رمضان» أو غيره السبب، إلا بعد أسابيع من إلغاء السفر، يقول في مقابلة مع صحيفة الجارديان البريطانية: «السبب هو دعمي لمؤسسة خيرية اعتبرتها إدارة جورج بوش أنها تجمع تبرعات لحركة حماس الفلسطينية، رفم أن التبرعات جُمعت قبل إدراج الحركة على القائمة السوداء. أي قبل أن تعرف الحكومة الأمريكية ذاتها؟!». لكنه تراجع خطوة للوراء، وألمح أن موقفه الرافض لغزو العراق هو السبب.

التحق حفيد حسن البنا، بعد ذلك بكلية سانت أنتوني بجامعة أكسفورد البريطانية، وظل بها حتى الآن. كان سعيدا، حسبما يقول لـ«الجارديان»: «سعيد أنَّهم منعوني من الذهاب إلى الولايات المتحدة. أنا أفضل حالاً كثيراً هنا. لا أعتقد أن هناك (أمريكا) مناخاً سياسياً يمكن أن تتحدث فيه بحرية.

تصنيف «رمضان» كعضو إخواني بارز في أوروبا، اعتبرها بمثابة تهمة تلاحقه. يقول في مقابلة مع «الجارديان»: «أنا حفيد حسن البنا، لكني لست إخوانياً دائما ما أنتقدها، وانتقدتها أيضا في كتابي (الإسلام والصحوة العربية). لكني ضد تصنيف الجماعة إرهابية، لابد من مواجهتهم بالديمقراطية».

كتب « Islam: The Essentials»، لم تصدر ترجمته العربية حتى الآن، يقدم فيه خلاصة أفكاره عن الإسلام. في الكتاب الجديد يظهر «رمضان» بصورة بعيدة عن التي رُسمت له في التسعينيات، في أوروبا يروه أنه بات أقرب إلى التشدد، ينادي باللباس المُحتمش للرجال والنساء، لأنه واجب وضروي، وينادي بعقاب المثليين جنسياً، موضحا أن الشريعة ليست مجرد قوانين، بل مرشدًا للأخلاق.

في عام 2017، جرى التضييق على «رمضان» في بعض الدول الأوروبية، خاصة فرنسا، إذ جرى إلغاء مؤتمر مارس الماضي، في مسجد بمدينة روبيه شمال البلاد، بسبب مشاركة المفكر الإسلامي.

وقال كزافييه برتران، المسؤول اليميني عن المنطقة، إنه طلب من السلطات منع عقد المؤتمر، لأن هاني رمضان «معروف بميوله السلفية، وسبق وأن أدلى بأقوال تتعارض مع القيم الجمهورية، خصوصا فيما يتعلق بالمساواة بين الرجل والمرأة والعلمانية».

وطردته فرنسا، مساء أمس، أثناء حضوره مؤتمر في كولمار، شمال البلاد، وقالت وزارة الداخلية: «رمضان معروف بتبنيه في الماضي سلوكاً وإدلائه بتصريحات تشكل تهديداً خطيراً للنظام العام على الأراضي الفرنسية».

وأوضحت أن أمراً إدارياً بمنعه من دخول الأراضي الفرنسية صدر بحقه منذ الجمعة. ونقل البيان عن وزير الداخلية ماتياس فيكل، قوله إن «وزارة الداخلية وقوات الأمن مستنفرة بالكامل وستواصل الكفاح بلا هوادة ضد التطرف والتشدد».

وتعد الجمعية النسوية في ليون، أكثر الجهات الرافضة لدخول «رمضان» البلاد، لأنها تعتبر آراءه «شرعنة للعنف ضد المرأة ونشر العداْء للمثلية».

تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.