الأقباط متحدون - 4- تأملات في رحلة الأسبوع الأخير
  • ١٣:٥٦
  • الاثنين , ١٠ ابريل ٢٠١٧
English version

4- تأملات في رحلة الأسبوع الأخير

أوليفر

مساحة رأي

٤٣: ٠٢ م +02:00 EET

الاثنين ١٠ ابريل ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
ليلة ثلاثاء البصخة  باب الملكوت الضيق

Oliver كتبها
يعلمنا السيد أن لا ننشغل سوى بخلاصنا.فلتكن كل أفكارنا و صلواتنا و جهادنا الروحى  متجهة إليه.لأن المسيح هو خلاصنا.
 
سأله واحد: يا رب أقليل هم الذين يخلصون؟ و ما كان سؤاله مهماً لخلاصه.فعدد الذين يخلصون لا يمثل أهمية إلا إذا كنت من بينهم.إذن فلنجنهد لندخل من الباب الضيق.حتى نحسب بين المفديين.لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله و عرف كل الأعداد و خسر خلاصه؟هذا باطل.فلينتبه كل واحد من اسئلته و أفكاره لئلا يكون منشغلاً بما لا يعنيه.
 
المسيح له المجد يقدم نفسه كأنه نوح الحقيقي و ملكوته الفوقانى هو الفلك الحقيقي.حين إنتهى نوح من البناء و أدخل جميع المخلوقات و أغلق الباب و بدأ الطوفان ما كان ممكناً أن يفتح الباب مرة أخرى.لذلك سيأتي المتأخرون جداً في فهم محبة المسيح و صليبه و يقرعون الباب فإذا هو مغلق,لا يمكن أن ينفتح بعد.حين يبدأ الطوفان يجتاح من رفضوا دخول الباب الضيق الذى للنجاة.تركوا أنفسهم مستباحين قدام الطوفان فأخذهم إلى البكاء و صرير الأسنان.لو 13: 23-30
إقبلوا الباب الضيق كالمسيح لو 13: 31 -35
 
جاء الفريسيون المخادعون يطلبون منه أن يخرج من أورشليم لأن هيرودس يريد أن يقتله؟ إنه صوت الشيطان يدعو المسيح للهرب من الصليب.للهرب من أورشليم.للهرب من الباب الضيق.لكن من أورشليم ينفتح الملكوت فكيف يقبل المسيح نصيحة المخادعين.
يعلمنا المعلم الأعظم أن الباب الضيق هو أن لا تبحث عن الراحة المؤقتة.أو النجاة المؤقتة بل عن الراحة  ألأبدية و النجاة الأبدية.لهذا قال لهم إذهبوا قولوا لهذا الثعلب إني لن أخرج بل سأبقي و أعمل حتي النهاية و أقهر إبليس.لعله يقصد إبليس حين قال هذا الثعلب.لأن النصيحة كانت  مكر و خديعة من إبليس لا من الفريسيين و التهديد كان من إبليس لا من هيرودس.و الموت كان الباب الضيق الذى صمم المسيح على الدخول منه لنخلص نحن.فأقتلى يا أورشليم لأن الملكوت صار أورشليم سمائية غير زائفة ليس فيها موت.أما الأرضية فتُترك خراباً و هكذا كل من يسعى للنجاة الأرضية و الراحة الأرضية مهملاً خلاصه تأخذه الأرضيات إلي الخراب و الفناء.
 
إستعدوا للباب الضيق لو 21: 34-38
تخففوا من أثقال لا نحتاجها في السماء.أتركوا الهموم عند قدمي الفادى.لا تتفرغوا لشهوة البطن و شهوة العيون و تعظم المعيشة فهذه كلهاتفنى.لأن يوم الرب يأتي كالفخ لذلك لا ينجو منه سوي المتجردين من الأثقال.الزاهدين من الأحمال الزائدة.لهذا فلنتب يومياً كي لا تتراكم آثامنا و تعرقلنا.و لنطرح همومنا يومياً كي لا تجد فينا مسكناً.الصلاة مفتاح الدخول من الباب الضيق.المحبة لغة التفاهم مع المسيح.الزهد جناح للرشاقة الروحية فتصعد أفكارنا محلقة في الملكوت حتي قبل أن نوجد هناك.و سكان الهيكل يخلصون بالمذبح.
 
ويلات المخالفين,فلنخف لأجل خلاصنا لو 11:37-52
صنع الفريسي وليمة و ظن أن السيد يحابي بالوجوه.قدم له الأكل و سبق الأكل دينونته للمسيح الديان فأدانه المسيح كي لا يتجرأ علي سرقة سلطان الله.ما أعجب الفريسى إذ أدان المسيح  لأنه لم يغتسل قبل الأكل .الفريسى قدم وعاء الطعام الخارجى بينما وعاء القلب الداخلى كان مدنساً بالإدانة. فكان عبرة لمن يحب باللسان لا بالقلب.و كان الدرس الهام أن تعط القلب صدقة فيتطهر الجسد كله و أن محبة القلب الخالصة أفضل من كل العطايا المادية .فالمحبة لا تسقط أبداً بينما العطايا المادية فهي تشبه عطايا النعنع و البقول عمرها قصير.
 
الباب الضيق هو المتكئات الأخيرة.و الهرب بمعرفة من كثرة المدح.الباب الضيق يوصل للملكوت و كثرة النفاق باب الموت.
 
الباب الضيق أن تحمل عن الناس أثقالهم لأن هذه هىالمحبة الباذلة و أن لا تُحمِل الناس شيئاً أى لا تدينهم. الباب الضيق ينقذنا من قتل الروح وأما التهاون في الوصايا فيجعلنا قتلة لأنفسنا و لغيرنا..جميع الأنبياء و الشهداء دخلوا من الباب الضيق فلماذا لا نمشى على آثار الغنم. هناك الراعى و هناك تعرف الخراف صوته و تتبعه حتى إلى الملكوت.
 
لا تسألوا عن الأزمنة التي في سلطان الله مر 13:32-14 :2
إن معرفة المسيح أهم من معرفة الأوقات.و الإستعداد أهم من التنبؤات.لأن معرفة المسيح تحميك مما لا تعرف.و الإستعداد للأبدية يجعلك متلذذ به.كل الذين أرادوا معرفة الأزمنة فشلوا و عثروا و لم يعرفوا سوى الفخر الكاذب أما الذين إنشغلوا بعشرة المسيح فقد فاض عليهم بسلام و فرح لا ينقطعان حتى وقت الآلام.لذلك تجد هؤلاء يسهرون بغير كلل.ينتبهون لصوت المسيح من وسط كل الأحداث.يعرفون رب البيت و يخدمونه حباً في شخصه لا شهوة في مكسب.الذين يحبون الله لا يخافون من مكر الأعداء لأنهم إستودعوا أنفسهم في يديه.فلنقف قدام الله كجهلاء فيعطنا حكمة.أما الذى يدعي المعرفة فله خزى الوجوه.معرفة المسيح و عشرته هي الأبدية ذاتها.هي الملكوت منذ الآن.هي مذاقة الخلاص السماوى.فلندخل الملكوت من باب محبة المسيح لأنه مفتوح للكل.