3- تأملات في رحلة الأسبوع الأخير
أوليفر
٣٦:
٠٢
م +02:00 EET
الاثنين ١٠ ابريل ٢٠١٧
يوم ثلاثاء البصخة:الواحد مع الآب سيأخذنا في مجده
Oliver كتبها
المسيح له المجد هو طريق الأبرار و فيه يسيرون و يكون لهم طريق البر.أما الأشرار فالظلمة طريقهم ثم موطنهم الأبدى .
من يتبع المسيح يرفعه كما إرتفع.من ينكر المسيح يبقي في الأسفل ثم ينزل إلى أسفل الأسافل.هيا نتبع المسيح فلا نموت في خطايانا لأنه يجدد و يغفر و يبرر حتي الفاجر.فلنعتبر ماذا صار للرافضين الخلاص كاليهود إذ بقيوا في خطاياهم و لم يجتنوا من الكرمة الحقيقية و لا حتي حبة عنب واحدة.بل داسوه في المعصرة و لما إجتازها خلصنا نحن الذين قبلوه مؤمنين أنه إبن الله الحى و نلنا دمه مغفرة لخطايانا. ها قدامنا اليهود مثلاً ,حين صلبوه قالوا حقاً كان إبن الله و ظلوا له رافضون فالإيمان باللسان لا يخلص أحداً بل بالمحبة و الفعل.يو8: 21-29 .
أورشليم مت 23: 27 ,24: 2
يا أورشليم يا أورشليم تخرب فيك كل شيء حين قتلت الأنبياء و المرسلين ثم ختمت بجوهرة الآب الذى ظهر في الجسد.فماذا بقي لك اليوم؟ ليس إلا طريق الآلام شاهد عليك.و الجلجلة تدينك كل يوم.و القبر الفارغ يكذب إيمانك الناكر لإبن الله المتجسد.لذلك لا يضمك المسيح تحت جناحيه فيما بعد.لقد إتسع جناحيه ليضم العالم بأسره كي لا تفتخرين بشيء سوي بالموت و الأطلال.لقد لفظك من تحت جناحيه فمن يحميك إذن؟ و أنتم يا ناكرى المسيح من يحميكم إذا لفظكم أنتم أيضاً.ما قيل لأورشليم يقال لكم.بيتكم يترك لكم خراباً.فما الدواء إذن؟أليس أن تقولوا مبارك الآتى بإسم الرب.تؤمنوا به مبارك فوق الكل.مانح الكل كل بركة من السماويات.أورشليم لم تمت بل صارت سمائية.تأتينا منها البركات أبدية لا تضمحل.فأخرجوا من عدم الإيمان و إقبلوا الإبن لئلا يتقد غضب الآب.إقبلوا الإبن فتحيوا فليس بغيره حياة.هو وحده الحجر الأزلي و غيره تسقط جميع الأحجار و لا يبق منها واحداً لا ينقض.إبنوا أنفسكم على حجر الزاوية فلا تتزعزوا يوم الدينونة.
نور العالم نور الحياة يو8: 12-20
يريدون أن يعرفوا أين أبوك و هم لا يعرفونك؟ يريدون أن يروا الآب و هم لا يسيرون في نور العالم؟يريدون حياة الآب و هم يرفضون نور الحياة ربنا يسوع؟ فكيف يعرفون أبيك؟كاذبون لو قالوا نعبده لأنهم لم يعرفونه.كاذبون لو قالوا نؤمن بإله غير الآب و الإبن و الروح القدس فليس غيره إله واحد.و من لا يعرف الإبن لا يعرف الآب.من لا يعرف الآب يكذب لو قال أعرف الله.من لا يعرف الإبن لا يعرف الملكوت.لأنه لا يعلم من أين جاء و إلي أين عاد الإبن.من لا يعرف الإبن يقع تحت دينونة الإبن و الآب.و من يؤمن بالإبن ينجو من الدينونة.قال هذا يسوع و هو في الخزانة.كأنما يودع لنا الأمانة و الكنز لننهل منه كلما إفتقر إيماننا فيه.نؤمن بك أيها الرب يسوع كنزنا و خزانة الحياة لكل البشرية.و من لا يقبلك يبق فقيراً حتي العدم.
الجالس على جبل الزيتون مت 24: 2- 35
كان المسيح جالس على جبل الزيتون.يعد بركات القيامة و الصعود لمن يؤمن به فهناك ستكون مقابلة التلاميذ بعد القيامة و هناك ستكون بركات الصعود أيضاً بعد أربعين يوما من قيامته.كان منفرداً وقتها يصنع عملاً هاماً لخلاصنا كلما إنفرد بالآب.
جاء تلاميذه يسألون عن علامات النهاية فقال لهم ليس عن النهاية بل عن البداية للنهاية.فللبداية علامات هى الأهم للإستعداد لمجئ الرب و إستقبال المحبوب.أما النهاية فهي للدينونة حيث لا فرصة بعد لأحد ليستعد.هكذا عودنا رب المجد أن يجيبنا عما يفيدنا و ينقذنا من الهلاك .أما بداية الإستعداد فهي ثقتنا في شخص المسيح حتي لا يدعى آخرون أنهم المسيح و نصدقهم.يجب أن نعرف راعينا و نميز صوته عن أولئك الذئاب الخاطفة المرتدية ثوب الرعاة.فإن ميزنا مسيحنا في كل الأوقات لا يخيفنا حروب أو أخبار حروب حينئذ.لا نضطرب حتى.و لو قامت ممالك على ممالك و هاجت حتى الأرض بزلازلها و شح فيها الطعام و زادت أوبئتها فالخلاص متاح لمن يصبر حتى المنتهى.لأن هذا كله ليس المنتهى بعد.بل يكون الوقت مناسباً لشهود المسيح الأوفياء بأن يبدأوا كرازة النهاية التي سماها المسيح بشارة الملكوت لأن الملكوت صار قريباً جداً في المكان و الزمان.و تكون هذه الكرازة شهادة قدام العالم لكي لا يتحجج أحد بجهله أو رفضه للمسيح.الفرصة متاحة حتى الرمق الأخير فلنتب يا أخوتى ما دام في الجسد نفس نتنفسه.
ليفهم القارئ مت 25 :14- 30
إهربوا إلى الجبال.أنظروا إلى الكواكب الروحية و إتبعوها.تمثلوا بالقديسين فهم جبال الرب الثابتة في الإيمان.إهربوا بالتلمذة الروحية و التمثل بإيمان الشفعاء.أتركوا مسطحات اليهودية فالأبدية أعمق من أن ينالها الإيمان الضحل و المحبة السطحية و الأفعال الشكلية.إهربوا للمرتفعات فهي ليست بعيدة عن اليهودية فقط لو تقصدونها تجدونها و الرب يرفعكم كلما أردتم.
الذى إرتفع في المحبة و الإيمان لا ينزل من السطح إلى أسفل.لا تضطرب مثل إضطراب العالم و تفقد ثقتك في الحياة مع المسيح.إبق على السطح و لا تنزل البيت لتأخذ شيئاً من اسفل لأن المسيح ليس في السفل بل في الأعالى. أما الذى في الحقل أى في الخدمة و أماكن الرعاية فلا يتراجع و يبحث عن ثوبه كمن يطلب لنفسه شيئاً بينما النهاية قريبة.إبق في الحقل.فليس في الحقل خوف من الزلازل و المجاعات و الأوبئة.كن منشغلاً بالعطاء فتحصد من الأخذ السماوى.إبق راعياً لا تطلب لنفسك و لو ثوباً هو لك لأن ثوبك سيأتيك في الوليمة ثوب العرس.
إحترسوا يا حاملي الخطايا في قلوبهم كالحبالى.إنتبهوا يا أيها المتمسكين بضعفاتهم مثل المرضعات يمسكن ثقلاً في إيديهم.تنقوا من الداخل و الخارج فالوقت قريب.و داوموا على الصلاة كى لا يكون هروبكم من الهلاك عسيراً كمن يهرب في دروب أورشليم حين يغطيها الشتاء بثلوجه و أوحاله.و لا تركنوا إلى الراحة وقتاً يجب أن تجتهدوا فيه أكثر كي تنالوا نعمة المسيح.فلا تعيشوا كمن يقضى السبت الفريسي.بل إنتبهوا كمن ينتظر الأحد العظيم.و إطمئنوا فالأيام قصيرة كي لا تعثروا.فقط تأكدوا أنكم وراء الراعى الصالح و لم تشكوا في شخصه المبارك.ليس هو في البرية و لا هو في ولائم النخبة و مخادهم.بل هو في قلوبكم و في الإنجيل وعلى مذبحه المقدس جسداً و دماً.هناك تجتمع النسور التي تمثلت بالنسر العظيم الذى بسط جناحيه لشفاء الخطايا.و بعد تلك الأيام تبدأ النهاية و يطمئنكم إبن الإنسان بعلامته من السماء و تبصرونه في مجد عظيم و لا يؤثر فيكم بقية الأحداث لأنه سيجمعكم على السحاب فتكونون مع الآتى على السحاب.
و يظهر عرش إبن الله مت 25 :31-26: 2
حين يتم الخلاص فلا تنازل عن المجد.لا المسيح يتنازل عن مجده و لا أولاده أيضاً يتركون مجدهم.لأن مجدنا في المسيح مجد حى.و الرب يسوع حين يتكلم عن عرش مجده يتكلم في الوقت ذاته عن نفس عرش أولاده لأنهم سيجلسون معه في عرشه:رؤ3: 21
حين يقوم سيقيم معه خرافه.فالقيامة أصلاً وضعت لنا لأنه لا يحتاجها لنفسه إذ هو قائم يشفع فينا قدام الآب لا ينفصل أو ينقطع عنه.يدعو أحباءه مباركين فإبتهجوا يا أحباء المسيح إذ قد صارت بركته بركتكم.كل ما للمسيح صار لكم.لأنكم لما أطعمتم الجوعى كان الطعام يصل إلي فمه فيتقبله أحلي من بخور المذبح.و حين أسقيتم العطاشي كان يرتوي من محبتكم و هو نبع الإرتواء.و حين آويتم الغرباء أسكنتموه في قلوبكم فطوباكم.كل ما فعلتم بالأصاغر كان للمسيح نفسه لأنه تصاغر جداً لأجلنا حتي حسب الأصاغر مثله.لذلك كل من لا يصنع رحمة يرفض المسيح.من يهمل المحتاج ينكر المسيح.من يتغاض عن لحمه يذبح المسيح لهذا قال عن هؤلاء إذهبوا أيها الملاعين إلى النار الأبدية.فلندقق يا أخوتي لئلا نكون قد أكلنا لقمة المحتاجين على مائدة النهم و التلذذ فنحسب ضمن المرذولين و نندم بغير نفع.فلندقق في نصيب الغرباء و العطاشي و المرضي لأن بهذه المحبة يلتئم جسد المسيح الواحد.لذلك من يفصل أعضاء المسيح عنه يفصله المسيح عن نفسه يوم الدينونة و يخيب عن العرش العظيم.
كانت الرحمة ختام أقوال ملك المجد.فلم تنفصل عن العرش.لأنه طوبي للرحماء في ذلك اليوم.لأن ربنا يسوع لأجل رحمته بنا مات عنا و أنبأ تلاميذه أن إبن الإنسان يسلم في الفصح بعد يومين.فلنبدأ فصح الرحمة لكي ننال فصح العرش.