الأقباط متحدون - العدالة الغائبة وتفجير كنيستى مارجرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية
  • ٠٧:٢٣
  • الاثنين , ١٠ ابريل ٢٠١٧
English version

العدالة الغائبة وتفجير كنيستى مارجرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية

د. ماجد عزت اسرائيل

مساحة رأي

٠١: ١٠ ص +02:00 EET

الاثنين ١٠ ابريل ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 د.ماجد عزت إسرائيل

   شهدت مصر فى يوم الأحد الموافق  9 إبريل 2017م، أكبر تفجيرات فى تاريخ الكنيسة القبطية حيث حيث تم تقجير كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا بمحافظة الغربية،وكنيسة القديس مرقس مقر بطريرك مدينة الإسكندرية البابا تواضروس الثانى (2012م- أطال الله عمره سنين عدة) وبلغ عدد الضحايا 47 شهيد من أقاط مصر،وأثنان من بعض أفراد قوات الشرطة،ونحو 126 مصاباً،  فى يوم يعد لدى أقباط مصر ومسيحيوا العالم من أعظم  أيام السنه ،هو يوم أحد الشعانين أو حد الزعف،فى هذا اليوم يتذكر العالم مشهد دخول السيد المسيح مدينة أورشليم أو مدبنة السلام ،كما أن هذا اليوم بعد صلاة قداس الشعانين يختتم بصفة تعرف بـ "التجنيز العام " وطبقاً لطقس الكنيسة القبطية من يتنيح (يتوفى) لا تقام له صلاة جناز،بعدها يبدأ أسبوع الآلام  تذكار لذكرى محاكمة السيد المسيح  بعد ان قدمه رؤساء اليهود للحاكم الرومانى بيلاطس البنطى والحكم عليه بصلبه ظلماً ؛ وفى فجر الأحد  يقوم الرب يسوع من بين الأموات قاهراً الموت ، ولهذا العيد قدسيه كبير لدى مسيحيوا العالم ،ويعقب عيد قيامية السيد المسيح  هذا اليوم ع  أى يوم الأثنين عيد يعرف بـ "شم النسيم "وهو عيد فرعونى يحتفل به المصريين جمعياً .
 
هنا نذكر للتاريخ ، كان يوماً دموياً للأقباط حيث تابع كل مسيحيوا العالم وخاصةاأقباطمصر،المشاهد الدموية عبر الفضائياتالأحداث لحظة بلحظة،شاهدوا الزعف الأبيض النقى ملطخ بدماء الشهداء فى كنيسة وخاصةكنيسة القديس مارجرجس بمدينة طنطا،التى تعرضت للتفجير علىيد دواعش الإسلام، فى صباح يوم الأحد 9 إبريل 2017م، وهناك تضارب فى الأقول ما بينوضع عبوة ناسفة عن طريق أحد الدواعش أسفل الكراسى التى يجل عليها الشمامسة،وما بينشخص انتحارى دخل للكنيسة متسلسل منتصفهمسرعاً نحو مذبح الكنيسة ،أى كانت الطريقة عليناأنتظار تحقيقات النيابة،ولكن كل ما نؤكده أن زعف النخيل أصبح ملطخ بالدماء لاستقبالالرب يسوع المسيح.،وكان الهدف من هذه العملية الانتقام من الأقباط لتايدهم للرئيسعبد الفتاح السيسى،وربما انتقام بعض الدول رعاية الإرهاب من السلطة الحاكمة، أماالمؤكد لنا بتفجيرات كنيسة القديس مارمرقس فتمت عن طريق شخص انتحارى وهذا ما ظهر كاميراالكنيسة ،وأدى إلى استشهاد الرائد عماد الركيبى وسيادة العميدة نجوى النجار،وكانالهدف من هذه العملية الانتحارية قداسة البابا "تواضروس الثانى" لانهكان يترأس الصلاة بذات الكنيسة .
 
وهنا يجب أن نشير إلى العدالة الغائبة،عندما يضيع الحق فلا أساس للملك،لأنالعدل هو الأساس، عندما حدثت كنيسة القديسين بطرس وبولس (البطرسية)،فى دسمبر 2016موهةى التى وصل تعداد الأقباط الضحايا نحو 29 شهيداً، فى اليوم أعلن رئيس الدولة أنالكنيسة تم تفجيرها بحزام نأسف،وتم القبض علىالجناة وباقى تتبع بعض الهاربين، ولكن بعد مضىأربع شهور لايزالوا فى المحاكمة وعلى قيد الحياة وشهداء الأقباط فى القبور دماءهمتصرخ من العدالة الناجزة، واليوم 47 شهيداً ونبدا البحث عن مرتكبى حادثى التفجيروحتى لو توصلت لهم أجهزة الدول سوف يكونوا مثل مرتكبى أبوقرقاقصوالكشح الأولى والثانية 1999-2001مومذبحة نجع حمادة ،ومذبحة القديسين فى عام 2011م، وماسبيرو 9 أكتوبر  2011 م،وحادثةالأعتداء على الكاتدرئية إبريل 2013م، وحوداث فض اعتصامى رابعة والنهضة فى أغسطس 2013 م وتدمير نحو 104م كنيسة ومدرسة ومؤسسات خدمية، هذا بالإضافة إلى خطف الفتياتالقبطيات نحو أكثر من 20 حالة منذ يناير حتىكتابة هذه السطور،بالإضافة لذبحالأقباط المستمر فى القاهرة والإسكدرية والشرقيةوغيرها من مدن مصر،بصدق وأمانة مع النفس من تم محاكمته الكمونى لقتله عسكرى فردأمن مسلم،السؤال الذى يطرح نفسه هنا لماذا لا يتم تحويل هذه القضايا للمحاكمالعسكرية،وإعلان أن الأديرة والكنائس مثل المؤسسات العسكرية ،واسناد حراستها لرجالالقوات المسلحة وليس للشرطة؟ ربما اعتقدت أن الدولةالمصرية لو فعلت ذلك لحديث تغير كبير فى هذاالملف الذى يجمل بين سطوره لب هموم الأقباط  .
 
نؤكد هنا أن هناك بعض شيوخ الدواعش فى مصر وخارجها ،غيروا ثقافة شبابناووصل بهم الأمر تقديم الفرد نفسه للعمل الانتحارى ،لماذا لم يتم محاسبة هؤلاءلمسؤليتهم عن تدمير أجيال وشباب فى عمر الزهور،هل لغياب دور الدولة؟ هل لعدم تجديدالخطاب الدينى؟ هل مناهج دراسية؟ هل كتب ذات أفكار تدعو لهذه الثقافة؟ هل دولتساند وتشجع هؤلاء للانتقام من السلطة الحاكمة؟.
 
أخيراً،كل العزاء لأسر شهداء أحد الشعانين،ولشهداء الشرطة المخلصين وخاصة فى تفجير كنيسة مامرقس بالإسكندرية الذين ضحوا من أجلسلامة شعب الكنيسة ، كما أدوا وأجبهم فى العمل بشرف وأمانة فيستحقوا التقديرولأسرهم خالص العزاء، واتمنى من الكنيسة القبطية أن تصدر بيان بإلغاء الاحتفالاتبعيد القيامة هذا العام، وأيضًا جمع كل شهدائها فى لوحة تذكارية،والآن علينا إلانبكى على اللبن المسكوب بل يجبفىإعادةالتفكير فى الأحداث التى مرت بهاالكنيسة خلال الترة الماضية. ونتمنى من الله أن يحمى الله مصر وشعبها من والدواعشومعاونه!