الأقباط متحدون - من داخل كنيسة ''مار جرجس''.. روايات من قداس الأموات
  • ٢٠:٣٣
  • الأحد , ٩ ابريل ٢٠١٧
English version

من داخل كنيسة ''مار جرجس''.. روايات من قداس الأموات

أخبار مصرية | مصراوى

٥٤: ٠٧ م +02:00 EET

الأحد ٩ ابريل ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 كانت حشود الأمن تغلق محيط كنيسة مارجرجس بطنطا. التجهم يغطي الوجوه، فيما يتحرك أهالي المنطقة بصمت، تقطعه سيدة ترتدي الأسود، خرجت لتوها من موقع الانفجار الذي راح ضحيته ٤٣ قتيلا، تصرخ قائلة "هنيجي وهنصلي حتى لو موتونا كلنا".

 
في الصفوف الأخيرة جلست السيدة الخمسينية، بدأ القداس لتوه ثم حدث الانفجار "لقيت ناس بتقع عليا"، لا تعلم كيف خرجت من القاعة "أيادي الشباب شدتنا لبرة في الساحة".
 
منذ أعوام عديدة اعتادت ابنة المنطقة زيارة الكنيسة، تعتبر جميع الخادمين أبناءها، تلتقط أنفاسها ثم تبكي، تخرج من حقيبتها ملابس أحد الشماسين "دة هدوم الشماس سليمان.. فيها دمه وريحته.. كان شاب عمره ٣٥ سنة.. يموت ليه وانا أعيش؟".
 
لم تستكمل السيدة الخمسينية روايتها، أخذت تردد أسماء الراحلين "أنا رايحة الصبح وطالباها إني اموت"، تصف ما تذكره عقب الحادث "الكنيسة متدششة.. دخان كتير والدم واصل للسقف".
 
" يوأنس جرجس" شاب ثلاثيني كان على وشك الذهاب إلى الكنيسة، أنقذه اتصال هاتفي "القداس عندنا بيفضل مستمر للساعة اتنين، فلسه بلبس هدومي وهنزل اتصلوا بيا يقولوا فيه تفجير في الكنيسة ما تجيش".
 
نزل الخبر على جرجس كوقع صاعقة، لم يشعر بنفسه إلا وهو يسرع الخطى إلى الكنيسة وضربات قلبه تتسارع، خوفا على أخته التي كانت تؤدي القداس وقت الانفجار “فلقيتها الحمد لله سليمة".
 
يستطرد جرجس أنفاسه قبل أن يقول "عندنا حاجة اسمها الكرسي بتاع سيدنا عبارة عن مبنى صغير وهي دي اللي كان تحتها القنبلة، المبنى دا بعد الانفجار اتفتت إلى قطع صغيرة،علشان كدا دا كان أكتر مكان الناس اتصابت فيه".
 
يحكي الشاب الثلاثيني عن ما استطاعت عيناه أن تلتقطه من المشهد داخل الكنيسة، فيقول بنبرة يعتريها الحزن "الدنيا جوا عبارة عن أشلاء ملطخة بالدم، وقطع حجارة متناثرة في كل مكان".
 
لم تستطع الأكمنة الأمنية الموجودة منذ الأمس حماية الكنيسة "من الساعة عشرة بالليل امبارح وهم قافلين الشارع ما حدش بيدخل ولا بيخرج، ازاي دا داخل جوا، وازاي أمن الكنيسة ما قدرش يكشف دا، أمال إيه لازمة البوابات الأمنية" قالها جرجس متعجبا.
 
داخل محل يبعد عن مكان الحادث بحوالي ١٠٠ متر جلست مارينا مجدي تناظر خروج زوجها من الكنيسة "جيت لما عرفت ان أمي جوة"، وصلت الشابة مبكرا، دخلت القاعة، تقول إن الانفجار وقع في الجانب الأيسر من المقاعد، حيث يتراص الرجال.
 
منذ عام انتقلت مجدي إلى المنطقة المحيطة بالكنيسة "بنروح كل أحد وجمعة"، لم تلاحظ الفتاة أي تقصير من قبل الأمن "بنتفتش والدخول من بوابة صغيرة"، لكن منذ أسبوع طرق الشك قلبها.
 
"لقوا قنبلة هنا في المنطقة بس فككوها"، تروي مجدي أنها أعدت نفسها لأي غدر "بس متوقعين إنه يكون قريب كدة"، ما تزال رائحة الأشلاء تزكم أنف الشابة، تدمع عيناها وتتسائل "إيه اللي ممكن يحصل أسوأ من كدة؟"، تتمنى لو تشعر بالأمان فقط والتضحية لأجل المصلين "سمعت إن في انفجار اسكندرية الضابط حضن اللي بيفجر نفسه عشان يحمي الناس".
 
‎من بين المتواجدين بالقداس وقت الحادثة كانت ميرفت جرجس، تحكي عن اللحظات الأولى التي أعقبت الانفجار "الناس حوليا كانت بتقع، كنت بنادي عليهم وبصرخ ما حدش كان بيرد، وأنا اوقفة مذهولة مش عارفة أعمل حاجة".
 
‎وتضيف المرأة الخمسينية بصوت متهدج وهي شبه باكية "بقينا مش عارفين بعض،الناس كانت متبهدلة والعربيات يتيجي وتشيل، واللي نجاني إني كنت قاعدة ورا شوية، معظم الناس اللي اتصابت كانوا رجالة وشمامسة".
 
‎تكمل "ميرفت" حديثها قائلة "لقيت نفسي مرة واحدة، في حوش الكنيسة، ما كنتش عارفة إيه اللي جرى لي، بعدين لقيت كل صحابي المسلمين بيتصلوا بياع لشان يطمنوا عليا".
 
‎حسب ما ترى "ميرفت" فإن الأمن يقوم بتفتيش الداخل والخارج من الكنيسة إلا أن ذلك كله لم يمنع حامل القنبلة من التسلل بها إلى داخل الكنيسة، ووضعها أسفل كرسي البابا "الأمن بيفتشنا واحنا داخلين، وبيشوف شنطنا، وأنا مش عارفة دا دخل بها جوا الكنيسة ازاي".
 
‎"دي مذبحة" هكذا وصفت "ميرفت" الحادثة، مشيرة إن السبب في وقوعها هو غياب الحماية الأمنية الكافية "لو كان عندنا امن مظبوط ما كنش دا حصل".
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.