الأقباط متحدون - الملك و المملكة الجديدة
  • ١٣:٣٩
  • السبت , ٨ ابريل ٢٠١٧
English version

الملك و المملكة الجديدة

أوليفر

مساحة رأي

٢١: ٠٦ م +02:00 EET

السبت ٨ ابريل ٢٠١٧

الملك و المملكة الجديدة
الملك و المملكة الجديدة

Oliver كتبها

أحد الشعانين .
جاء في صمت ليعلم الملوك كيف يصمتون و تتكلم أفعالهم. لما إقترب الملك. دخل أورشليم ليسمر على عرشه.كان هتاف يتصاعد في الأرجاء و عند زوايا الهيكل تترتب المؤامرات .هذه التي واجهها الرب يسوع بجبروت المخلص.عند أشجار التين قرب بيت العناء أرسل إثنين من تلاميذهإلى بيت الشقاء ليخرجا من هناك بأتان و جحش.كان الرب محتاج إليهما.

كل الكلام عن أورشليم
لما إقترب من أورشليم بدأ مهامه الختامية.إرتجت أورشليم في دخوله كما إرتجت بيت لحم في تجسده. ركب الآتان و هو طفل هارباً من القاتل هيرودس الكبير و الآن يركب الآتان و هو كامل السن قادماً ليواجه القاتل الأول إبليس.

لما إقترب من أورشليم بكي عليها كما كان أيضاً عند مولده بكاء و عويل بسبب هيرودس الذى قتل أطفال بيت لحم .ناحت راحيل من قبرها و لم يستطع أحد أن يعزيها حتي اليوم.الآن يقترب المخلص ليعزيها فهوذا ينوي أن يموت و يقيم أطفال بيت لحم و يراهم الكثيرون حين يقومون أو حين يموت المخلص. لأن  لحظة موته هى لحظة قيامة المنتظرين على رجاء.

فى أورشليم يستبدل الهيكل بهيكل جسده.في أورشليم يشفى المرضى داخل الهيكل لأول و آخر مرة لأن الهيكل سيزول و يبقي المسيح الذى هو ابدى و فيه تنفتح أعين القلب و تستقيم أرجل المبشرين بالسلام .ليس سلام لأورشليم لأنها لم تعد مدينة سلام .سلامها الزائف ضاع و صار عوضاً عنه سلام المسيح الذى لا يزول.

كان في هيكل أورشليم مرحضة ليغسل فيها الكاهن أوانى الهيكل و يغتسل فيها مقدمو الذبائح أما يسوع مخلصنا الصالح فهوذا يصنع مرحضة روحية يغسل أرجل تلاميذه ليس من أجل وسخ الجسد لكن من أجل إنكسار الروح.لذلك صاروا أنقياء بعد غسلهم.كان اليهود يغتسلون خمس مرات كل يوم و لم ينالوا نقاوة طوال حياتهم.أما المسيح فلما غسل أرجل تلاميذه فقد غسل معها أفكار العظمة فصارت لإتضاع . غسل الشجار الذى حصل بين تلاميذه فصار غسلهم سبب وداعة.لذلك جلسوا يأكلون المن السماوى دون تشكك.

 في هيكل أورشليم و على مذبحها قسط المن الذى تذمر عليه بنو اسرائيل.لذلك في أورشليم صنع المسيح المن السماوي الذى دعاه سر الشكر إذ ليس هناك تذمر على المن السماوى.

في مولده كانت الحيوانات حول المهد.و الآن يطلب أتاناً و جحشاً ليكونا  برفقته في الطريق إلى صلبه. نؤمن بك إلهنا أن المشهد قدامك كان مكتملاً منذ البدء.كنت تعد لصلبك منذ طفولتك؟لأنك من أجل فداءنا خرجت من عند الآب و تجسدت.

قولا أن الرب محتاج إليهما
سيأتي من يسألكما يا تلميذى المسيا .كونوا مستعدين لمجاوبته.سيقول لماذا تحلان الجحش.فقولا إن الرب محتاج إليهما.لولا أننا نعلمك يا مخلصنا تتكلم بالرموز لكنا إندهشنا.لإننا ما رأيناك محتاجاً لشيء. لم تذكر مرة أنك تحتاج شيئاً من أحد.طعامك و أنت جائع كان خلاص الناس.عطشك لم يروه أحد بل قدمت للسامرية  ماءاً و أنت عطشان.رداءاً لم يهبك أحد بل ألقوا عليه قرعة عند صلبك.لم تحمل درهمين للجزية  بل أمرت فإصطاد بطرس سمكة و فتحها فإذا درهمين دفعهما عنه و عنك.و لا كان لك أين تسند رأسك.و في كل هذا لم تقل لأحد أنا محتاج.المرة الوحيدة الذى قلت فيها أنك محتاج كانت من أجل جحش و أتان؟ أهذا كل إحتياجك؟ و هل حقاً إحتجت هذين الحيوانين.لا لم يحتاج المسيح لهما لكونهما حيوانين بل لكونهما رمزين.لا تتعجبوا أنه أختار أجهل الحيوانات لترمزللبشرية لأننا كنا في جهالة لا توصف من غير المسيح.

الرجل صاحب الآتان و الجحش–اليهود و الأمم-
من هذا الرجل؟و لماذا إحتفظ بالآتان مربوطاً و راقب الجحش حتي لا يركبه أحد.إنه يعرف المعلم و المعلم يعرفه.هل صار بينهما إتفاق حتي لا يركب أحد الجحش؟هل قال له أن ما تستطيع أن تعطني ليس إلا أتاناً و جحش.هل كان بينهما كلمة سر إذ يكفه أن يسمع أن الرب محتاج إليهما؟ منذ متى تعرف المسيح رباً يا صاحب؟ و لماذا لم تذهب بنفسك لتقدم له الأتان و الجحش كما إتفقتما معاً؟ هل كنت مكلفاً بمهام أخرى؟ هل كنت تؤدى دوراً من بعيد؟ على أية حال طوباك يا رجل فإننا نعلم  إن للمسيح أسرار و أشخاص لن ندركهم على الأرض لكنهم سيكونون أحد المفاجأت السمائية المبهجة.

في بيت الشقاء بيت عنيا ستجدان  اليهود و الأمم .الرمزان أتاناً و جحش.الأتان مربوطة بكل قيود الناموس.بتعاليم الناس مربوطة. الأتان المروضة المقيدة هى بيت إسرائيل. الجحش يبدو كالحر لكنه ليس حراً بل شارد بغير راع. هو مقيد أيضاً ببقاءه تابعاً لشعب الله لكنه لا ير الله وسطهم. فعاش منفصلاً عن الناموس كالميت.

لذلك لن يسألكما صاحب الحيوانين إلا لما تحلان الجحش.هذه اللحظة مثيرة.فلو حللتما الأتان سيظن الناس أنكما تحتاجان إليه أنتم.لأنه دواب للركوب. لأن اليهود كان شعب الله فلم يكن غريباً أن تطلبهم الأنبياء. لكن لو حللتما الجحش فسيعرف الرجل أن الرب هو الذى يحتاج إليه فهذا الجحش مخصص له.إن هذا الجحش لم يركبه أحد من قبل .لم يسأل عنه أحد البتة.جحش لم يتعلم شيئاً.إستبقاه الرجل لأمر لا يعرفه سوى إثنان.المسيح و هذا الرجل المجهول.هنا إذا سألكما الرجل تقولان له إنه الرب و هو يعرف الرب. بينهما رمز وحدهما يعرفانه

. المخلص الذى سيدخل أورشليم راكباً جحش لم يركبه أحد من قبل.لم يروضه أحد و لم يعلمه أحد ألا يكون هذا رمزاً للأمم. إحتياج المسيححل الأتان و الجحش من قيودهما..نعم محبة المسيح جعلته محتاج لخلاصنا مع أننا نحن المحتاجون إليه و ها هو قد رضى أن يصير محتاجاً لأجلنا ليحرر اليهود و الأمم.

اليهود و الأمم تشاركا في الإحتفاء بمولده .مريم العذراء و خطيبها يهوديان و الرعاة أيضاً يهود.كذلك شارك الأمم بالمجوس و بالمصريين عند هروبه.هكذا صار عند موته.شيوخ الكهنة و رؤساءهم يهود .الفريسيون و الكتبة يهود.  بيلاطس روماني أممي  و هيرودس نصفه يهودى و نصفه روماني و الجميع إشتركوا في قتله و الجميع مات من أجلهم المسيح لأنه من فرط محبته محتاج إليهما.هو محتاج للسامريين و اليهود و إلى أقصى الأرض.ليس إحتياج ينقصه لكنه إحتياج ينقصنا و هو يعبر عنا بلسانه.

فليقل كل واحد اليوم أن المسيح يحتاجني.أنا مهم عنده.إنه يستصحبني لأكون قدامه في صلبه سواء هتفت أوصنا أو هتفت أصلبه فهو محتاج للإثنين.اليوم إحسبوا الآتان رمزاً للمؤمنين بالمسيح  و الجحش رمزاً لغير المؤمنين و ستسمعون نفس العبارة أن الرب محتاج إليهما.  لقد أخذ الجميع في جسده و الآن يأخذهما في موكبه ليخلص الجميع لأنه هكذا أحب الله العالم.

كانوا يفرشون ثيابهم في  الطريق
هذا المشهد قديم قديم.البعض يضع ثيابه تحت المسيح ليجلس عليها عند ركوبه الجحش.و البعض يضع ثيابه في الطريق عند دخوله الملكى إلى أورشليم.إن أدم و حواء قدمها ثيابهما التي من أوراق التين قبل أن يلبسا الأقمصة التي من الذبيحة.و الناس يفعلون هذا من غير إدراك برمزية التصرف.لا يهم فاليوم يوم الرموز.إنهم يقفون الآن عرايا قدام المسيح .تماما كما وقف أبوانا بعد الخطية.لكنهم لن يختبئوا إلا خلف شجرة الصليب حيث ستنكسب دماءا ثمينة تنسج للجميع ثوب العُرس.

عند منحدر جبل الزيتون بدأ التلاميذ يفرحون
من عند المنحدر سينزل المسيح حتى إلى الجحيم.و إلى هذا المنحدر سيدعوا تلاميذه ليباركهم قبل صعوده.لذلك فللزيتون و جبله قصة راسخة في أذهان تلاميذه,هتف التلاميذو لم يدركواوقتها ما يفعلونه  كما هو مكتوب (وهذهالامورلميفهمهاتلاميذهاولا .ولكنلماتمجديسوعحينئذتذكرواانهذهكانتمكتوبةعنهوانهمصنعواهذهله) يو12 .لأنه بمجرد أن لاح جبل الزيتون و صار بيت عنيا بشقاوته خلفهم إبتدئوا يهتفون مبارك الملك الآتي بإسم الرب.الآن نعرف سبب البهجة التي ملأتهم.و التسبيح الذى بدأ من جمهور التلاميذ.الهيكل قد لاح.و يتصور البعض أن المسيح سيأتى إلى رئيس الكهنة طالباً مسحته مثلما مسح صموئيل النبي داود .

ألعل هذا جال بخاطرهم فقالوا أنه الملك الآتي بإسم الرب .لقد قرأوا في عاموس النبي 9 أنه سيقيم مظلة داود الساقطة.و سيعيد ترميم كل ما فيها و يبنيها مثل أيام القدم.فهل جاء أول أيام القدم بدخوله اليوم أورشليم .فلنهتف أنه الملك الآتى بإسم الرب.لأنه سيعيد مجدنا.كما قرأنا عنه أنه إبن داود يعيد لأبيه مملكته الساقطة و مجده الضائع.كان هتافاً بكلمات لم يقصدوا معانيها.بأفعال لم يدركوا رموزها.كان دخول المسيح أورشليم هكذا يزيد الأمر غموضاً عند إبليس الذى يراقب هذا التناقض بين دخول مهيب لملك راكبا على جحش.إبليس سيكون أول الفرحين لو ثبت أنه سيملك مثل داود .إن إبليس لا يخشى الممالك بل يخش صليب المسيح لذلك إستشرى الهتاف بين الجموع حتى صاروا يقطعون اغصان أشجار الزيتون مصدر رزقهم  دون وعى و يلوحون للملك الآتى بإسم الرب,

 كان رؤساء الكهنة مجتمعون ينتظرون قدوم المسيح ليس ليمسحونه ملكاً بل ليصلبونه ملكاً.هنا العرش و هنا السر الذى لم يدركه حتى إبليس لسبب إتضاع المسيح الشديد في دخوله أورشليم  تماماً كما لم يدركه عند مولده في مزود.
يوم تأت ملكاً
دع الحجارة تصرخ.و علمنا صراخ الحجارة.لأن القساوة تجتاح القلوب.و الهاتفون أوصنا لا يقصدون الخلاص.و الصارخون مبارك أنت لا يباركونك.و المدعين أنك الملك الآت بإسم الرب سيقتلونك سريعاً فعلمنا صراخ الحجارة.لعله أصدق من قلوب كثيرة.لعله ألين من قساوة تبلدت بها الحواس و ماتت. ضع في قلوبنا رجاء لنظل نخدم حتى الناس التي تبدو كالحجارة  لأننا نؤمن أنه سيأتى يوما و سوف تصرخ بإسمك فادياً و مخلصاً فلا نفقد الرجاء في أحد .

يا إبن داود نرنم لك معه أنك قوتنا و تسبحتنا و خلاصنا ليس سواك.نريد أورشليم السمائية و ليس خيمة ساقطة لداود .

الذين لا يعرفون الرموز بك و منك  يتعلمون.نعرف اليوم أنك لا تريد أن نخلع قدامك ثيابنا بل أن نخلع عنا العتيق.نعرف أنك أعددت مائدة لنا لنشبع بك و نتنعم في غناك فأنت ملك و نحن بنات و بنين الملك لا نجوع أو نعطش.

يوم تأت ملكاً سيكون الصامتون هالكين و الهاتفون أمين تعال أيها الرب يسوع هم وحدهم المستحقون.فلنلحق و نناديك اليوم قبل الغد و نرحب بقدومك ملكاً لك كل التبجيل و السجود و العظمة و الربوبية.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع