فى مثل هذا اليوم.. توقيع الاتفاق الودي بين فرنسا وبريطانيا بخصوص تقسيم نفوذهما في الوطن العربي
سامح جميل
السبت ٨ ابريل ٢٠١٧
فى مثل هذا اليوم 8 ابريل 1904..
الاتفاق الودي Entente cordiale، هو سلسلة من الاتفاقيات وقعت في 8 أبريل 1904 بين المملكة المتحدة والجمهورية الفرنسية. بالرغم مما ينطوي عليه الاتفاق من مخاوف حول التوسعات الاستعمارية، فإنه يعتبر نهاية للصراع المتقطع الذي شهده القرن العشرين بين الدولتين، وبداية لمرحلة تعايش سلمي استمرت حتى الآن. فيما بعد أصبح الاتفاق الودي والاتفاق الإنجليزي الروسي والتحالف الفرنسي الروسي، جزءا من الاتفاق الثلاثي بين المملكة المتحدة، فرنسا، وروسيا.وأحدثت الاتفاقية تغيرات لكلا البلدين. ..
تألفت الاتفاقية من ثلاث وثائق:
الوثيقة الأولى والأكثر أهمية إعلان إحترام مصر والمغرب. في مقابل وعد فرنسا بعدم “عرقلة” التحركات البريطانية في مصر، ووعدت بريطانيا بالسماح “بالحفاظ على النظام … وتقديم المساعدة” في المغرب. وضمان العبور المجاني في قناة السويس، وفي النهاية وضع اتفاقية القسطنطينية في حيز التنفيذ، واقامة التحصينات على جزء من السواحل المغربية. وتضمنت الاتفاقية مرفق سري للتعامل مع "الظروف المتغيرة" المتحملة في ادارة كلا البلدين.
تناولت الوثيقة الثانية نيوفاوندلاند وأجزاء من غرب ووسط أفريقيا. تخلى الفرنسيون عن حقوقهم (النابعة من معاهدة اوترخت) على الساحل الغربي لنيوفاوندلاند، بالرغم من احتفاظهم بحق الصيد أمام ذلك الساحل. ومقابل ذلك، أعطى البريطانيون الفرنسيين بلدة ياربوتندا (بالقرب من الحدود الحالية بين السنغال وگامبيا) وجزر لوس (جزء من غينيا الحديثة). وثمة بند آخر يتعامل مع الحدود بين الأملاك الفرنسية والبريطانية شرق نهر النيجر (حالياً النيجر و نيجريا).
والوثيقة الثالثة ناقشت موضوعات سيام (تايلاند)، مدغشقر ونيو هبريد (ڤانواتو). في سيام، اعترفت بريطانيا بالنفوذ الفرنسي على الضفة الشرقية لحوض مينام؛ وبدورها، اعترفت فرنسا بالنفوذ البريطاني على أراضي غرب حوض مينام. ونفى الطرفان أي فكرة حول ضم أراضي سيام. وسحب البريطانيون اعتراضهم على فرض فرنسا لـتعريفة جمركية في مدغشقر. واتفق الطرفان على التوصل لاتفاقية سوف “تضع حداً للصعوبات الناشئة من فقدان سيادة أيٍ منهما على أهالي نيو هبريدز”.
من الغريب أن الساسة المصريين عندما تم توقيع الإتفاق الودي هاجوا وماجوا وأرغوا وأزبدوا وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها وعلي رأسهم مصطفي كامل الذي كان يعقد الآمال الطوال علي مساندة فرنسية. وقد جاء ذلك الغضب وذلك لعلمهم أن إتفاق القوتين الكبيرتين في ذلك الزمان لن تكون نتيجته في صالح القوي الصغيرة مثل مصر. بل أن جيلنا في دروس التاريخ قد تعلم أن الإتفاق الودي كان إتفاقا علي مصر!!
بطاقة بريدية فرنسية من سنة 1904 تُظهر بريتانيا و ماريان ترقصان معاً، لترمزا إلى التعاون الوليد بين البلدين.