الأقباط متحدون - 2- لماذا لا تدعوا لكم سيدا
  • ٢٠:٢٨
  • الاربعاء , ٥ ابريل ٢٠١٧
English version

2- لماذا لا تدعوا لكم سيدا

أوليفر

مساحة رأي

٥٠: ١١ م +02:00 EET

الثلاثاء ٤ ابريل ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أوليفر
قال السيد الأعظم يسوع المسيح لتلاميذه: واما انتم فلا تدعوا سيدي لان معلمكم واحد المسيح وانتم جميعا اخوة  مت23: 8. في مقالة سابقة بعنوان(ما أحلاك يا أبى السماوى)  تناولت عبارة لا تدعوا لكم أباً.و اليوم : لا تدعوا أحد سيدى.فلنتفق أولاً أن المسيح له المجد يفسر كلامه بنفسه.فالإنجيل يفسر بالإنجيل.الآيات تفسر بآيات و لا تجتزأ بفكر الله نفهم كلمة الله.بالروح نتعلم كلام الروح القدس.لو سار منطق الكلام حسب ما يفسره البعض بإتخاذ هذه الآية أو جزء من آية لتكون مبرراً لرفض السيادة في الأرض لكان المسيح يقول لا تدعوا سيدى لأن ( سيدكم ) واحد لكنه يقول لا تدعوا سيدى لأن (معلمكم) واحد و هذا يقودنا للمعني التاريخي للآية قبل أن نتعمق في المعني الروحى.

المعنى التاريخى للآية
كانت هناك نخبة تتسيد و تتسلط على المجتمع اليهودي هم (معلمين- كتبة – فريسيين) و لكل فئة من هؤلاء عمل مستقل كانوا يعتبرون مصادر التعليم و المراجع الموثوق فيها عند اليهود و كانوا جميعهم منحرفون .إنتقد المسيح تعاليمهم لأنهم نسبوها زوراً لله مستغلين جهل الناس أولاً و ثقتهم في هؤلاء ثانياً و قال عن تعاليمهم ( تعاليم هى وصايا الناس مت 15: 9) .كان اللقب السائد لهؤلاء هو سيدى سيدى.و كان هؤلاء يستمتعون بالمرور بزهو في الأسواق لكي يناديهم الناس سيدى سيدي مت23: 6 .بعد هذه المقدمة المقصودة من المسيح قال وصيته لتلاميذه :أما أنتم فلا تدعوا سيدى لأن معلمكم واحد المسيح.هنا يفصل المسيح بين تعليم الناس و تعليم المسيح .يوصى تلاميذه أن لا يدعون هؤلاء سيدي و لا يأخذوا منهم تعليماً بل يأخذون تعليم العهد الجديد من مصدره الوحيد ربنا يسوع.هنا بدأ المسيح يصب ويلات على فئة الكتبة و الفريسيين لكى يقضى على سيادتهم لأن من ضمن رسالة المسيح و خلاصه هو تقديم وصاياه الحقيقية و كشف السيادة الزائفة لوصايا الناس.الحديث إذن عن  رفض المسيح لسيادة (المعلمين و الكتبة و الفريسيين) على التلاميذ وعلى مؤمنى العهد الجديد كله فالتعليم الذى يسودنا هو وصايا المسيح و ليست تعاليم الناس .

هل رفض الله في العهد القديم أن يأخذ إنسان لقب السيد
الله هو أول من خوطب بلقب السيد من أبينا إبراهيم تك 15: 2 و أبونا إبراهيم أول من خوطب بلقب سيدي و كانت سارة تناديه (سيدى) تك18: 2 كذلك خاطب بنو حث أبينا إبراهيم بلقب (سيدى) حين طلب منهم قبراً لزوجته سارة.تك23: 6 كذلك كان عبد إبراهيم يخاطب أب الآباء إبراهيم بلقب (سيدى ) تك24: 12 رفقة أيضاُ خاطبت إسحق (سيدى) تك24: 65 و حين بارك إسحق إبنه يعقوب قال له (كن سيداً لأخوتك) تك27: 29 و لننتبه إلى اللقب هنا فإنه سيد لأخوته مع أنه ليس له أخ سوى عيسو.فلهذا كانت النبوة عن أنه سيكون سيداً  لأجيال و ليس فقط لأخيه الوحيد عيسو.بل حين عاد عيسو مكتشفاً خديعة أخيه الذى نال البركة قال له إسحق (إنى قد جعلته سيداً لك) تك27: 37 حتى راحيل خاطبت أبيها لابان بلقب (سيدى) تك31: 35 و يعقوب خاطب أخيه عيسو (سيدى) مع أنه نال في البركة ما يقول كن سيدأً لإخوتك تك32: 18.تك33: 13 و15. و قيل عن يوسف البار أنه كان في بيت (سيده) المصرى تك39: 2 و3.و قيل عن ملك مصر أنه (سيد) تك40: 1و 7 و لما جاء أخوة يوسف إلى مصر و كان يوسف ذو شأن رفيع خاطبه أخوته (سيدى) تك42: 10 نادوه بهذا اللقب 22 مرة و قال يوسف  البار عن نفسه أن الله جعله سيداً لكل مصر تك45 : 9 .ثانى إنسان خاطب الله سيداً كان موسى النبى خر4: 10 و أخذ من الله الشريعة التي لم تمنع أن يخاطب العبيد مالك البيت بلقب سيدى خر21: 4 .يشوع بن نون خاطب موسى النبى بلقب (سيدى)  و كلاهما نبيان عد11: 28 و هكذا خاطب بنى الأسباط موسى بلقب (سيدى) تك32: 25 .نلاحظ أن كل من دعا الرب سيدي جعله الرب سيداً وسط شعبه .و لو تتبعنا العهد القديم يعوزنا الوقت فالأمثلة بالمئات تؤكد أن الله لم يعترض أن يندى الناس أحداً بلقب السيد و مشتقاته في العهد القديم  لأنه إله يفرح بتكريم أولاده و نلاحظ أن معظم من نالوا لقب السيد كانوا رجالاً أتقياء أبرار بشهادة الوحى المقدس.

هل رفض الله في العهد الجديد أن يأخذ إنسان لقب السيد
معظم المخاطبات التي إستخدم فيها لقب سيد بمشتقاته كانت تخص السيد المسيح إبتداءاً بسمعان الشيخ هو أول من خاطب الآب بلقب (سيد) لو 2  و هو يحمل الإبن في الختان  ثم الأبرص هو أول من خاطب المسيح بلقب (يا سيد) مت8: 2. ثم خاطبه التلاميذ في وسط هياج الأمواج و الريح (يا سيد) نجنا مت8:8. و هكذا خاطبه الأعميان مت9: 28.و قال الرب يسوع عن مثل العبد و السيد مت18. المؤسف أن آخر من خاطب المسيح (سيدى) كان يهوذا مت26: 49 . لكن هل إستخدم لقب سيدى بين البشر و هل وافق الله عليه؟ خاطب الجنود هيرودس الملك بلقب (سيد) مت27: 63. و حافظ السجن خاطب بولس و سيلا المسجونين عنده بلقب (سيدىً) أع6: 30 و لم يقل له بولس الرسول أو سيلا أن المسيح يرفض أن يناديه (يا سيد) .و يخاطب بولس الرسول ذوى النفوذ قائلاً (أيها السادة قدموا للعبيد العدل و المساواة كو 4 : 1 .بل بطرس أحد الذين سمعوا المسيح يرفض أن ينادوا أحداً سيداً بالوحي المقدس لما أراد تذكير النساء بالخضوع لأزواجهن ذكر مثلاً هو سارة لأنها لتي كانت تدعو زوجها سيدى1 بط 3: 6.بمعني الإحترام االمتبادل بين الزوجين.و يوحنا الحبيب أجاب سؤال أحد السمائيين في رؤياه قائلاً : يا سيد أنت تعلم رؤ 7: 14.هذا لا يمنع أن الكتاب تكلم عن السادة بلسان التلاميذ بطرس الرسول 1 بط2 :18. كلمة سيد أي من له سلطان و قد كرر الروح القدس هذا اللقب مرات عديدة بعضها وصف الشياطين بالسلاطين أف 6 : 12, كو2: 15.و سمى الرؤساء بالسلاطين و طالبنا أن نخضع لها رو13: 1.و عن الملائكة قال أن رتبهم (سيادات ,رياسات,سلاطين) فأخذت الملائكة أيضاً لقب (سيد – رئيس- سلطان ) .كو1: 16.

الله هو السيد و هو رئيس الإيمان و هو الذى له سلطان على الجميع
.و قد أعطي سلطانا لتلاميذه كما سبق و أعطي آدم و حواء سلطان ليفلحوا الأرض و يتسلطون على ما فيها.فالرب يعط سلطانا لخدامه يستخدمونه لمجد الرب وحده.و سيادة على الشعب كما يسود الراعى على الخراف.ليست سيادة لإثبات الذات لكنها سيادة لإنجاز الخدمة. هذه ألف باء الإدارة. أن المسئولية تقابلها سلطة.فالعيب ليس أن يكون الأسقف أو البطريرك سيداً لكن العيب فقط إذا تم إستخدام السلطان في غير ما خصص لأجله و هو هنا خلاص النفوس فقط.و السيادة و السلطان أخذهما المؤمنون أيضاً و بهما يدوسوا الحيات و العقارب.لو10: 19. فقولوا لمن تشاءوا سيدنا شرط أن تعرفوا أن سيادته ليست مطلقة و أن حياتنا في سلطان المسيح و سيادته لم يعطها للناس.بل فقط وهب البعض كهنوتاً ليقوموا بالرعاية و السلطان ليس من أجل الرعاة بل من أجل الرعية.خلاصة المقال أن مخاطبة الأساقفة و الأب البطريرك بلقب سيدنا ليست متعارضة مع الإنجيل و هو غير ما قصده المسيح حين منع تلاميذه أن يدعوا أحداً من(الكتبة و الفريسين) سيدي.فليس أساقفتنا كتبة أو فريسيين.فإن لم يعجبك لقب سيدنا خاطبه بلقب حضرة أو نيافة الأسقف.و لا تشغل بالك كثيراً إذا لم يريحك اللقب لكن إشغل بالك بماذا قصد المسيح بكلامه في هذا الأمر.

أما للمعترضين على سجدة التكريم (ميطانيا) للأسقف فأقول
: نقرأ أحياناً أنه قوبل أنبياء الله بسجدات تكريم(ميطانيات)  لكننا لا نجده يتكرر في كل المواقف و لم يكن تقليداً في مخاطبة الأنبياء و لم نقرأ عن أمر إلهي أو فكر كنسي أصيل أو عقيدة أرثوذكسية أو تعليم آبائى قديم يربط هذا السجدة  بالكهنوت.فهذا سلوك إجتماعى لا يتعارض مع الأبوة  و التقدير لكنه ليس شرطاً في التعامل مع الأساقفة و البطريرك.إنه عُرف إجتماعي و ليس تقليد كنسي..و هو حديث العهد لا سيما تقبيل الأيادي.فلا مهانة إن فعلتها و لا إستهانة إن لم تفعلها.الأمر مرتبط بتقاليد بيئية و أفكار شخصية و ليس هو عقيدة نختلف عليها و لا جزءاً من إيمان الكنيسة. و هو عرف لا يوجد في كنائس أرثوذكسية كثيرة تشاركنا وحدة الإيمان.و التفسير المتداول أن الكاهن يحمل جسد المسيح لذلك نقبل يده تفسيرا غير صحيح. لأننا جميعاً نتحد بالكمال بجسد المسيح و لا نحمله بين ايادينا .الأمر مرتبط بتقدير أبوة الكاهن و ليس بسبب أنه يحمل المقدسات. فلا يؤخذ هذا تعليماً أو إجباراً للشعب كأن هذه مرجعية لتقبيل أيادي الكهنة.دعوا الأمر حسبما يرتاح كل شخص دون أن يشعر أنه مقصر أو متجاوز إذا لم يقبل يد الكاهن أو الأسقف.لقد عاش الأساقفة قرون طويلة غير متفرغين و كانوا يمارسون وظائفهم في حقولهم و مراعيهم ثم يجتمع الشعب ليلا ليمارس الأسقف سلطة أسقفيته فكان شخصاً لا يختلف عن الناس و لم يكن له حتى زياً مستقلاً خصوصاً في القرون التي سيطر فيها الإسلام على مصر منذ سنة 850 حتي 1800 .حين بدا يُفرض علي الأقباط زياً خاصاً و لما زالت هذه الشروط إحتفظ الأساقفة بالزي ذاته و صارت التواني السوداء مع العمامة هي الزي المعروف.إن الميطانيا الحقيقية هي أن لا تتشامخ على أحد و أن تتضع لكل الناس.هذه التي إن لم تفعلها تخطئ بالحقيقة.
أما الذين يأخذون دعوة المسيح (أن لا ينادى التلاميذ أحدا أبا أو سيدا أو معلماً ) مبرراً لإنكار الكهنوت فهم مدلسون يلوون الآية لتخدم أفكارهم الخاصة و يتجاهلون بقية الكتاب المقدس الذي كما قلنا يفسر نفسه بنفسه. و إلى اللقاء في تفسير لا تدعوا لكم معلماً.
 
 
 

حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد