الأقباط متحدون - الكنيسة بين الإنتقاد و الإفتقاد
  • ١٦:٠٢
  • الأحد , ٢ ابريل ٢٠١٧
English version

الكنيسة بين الإنتقاد و الإفتقاد

أوليفر

مساحة رأي

١٧: ٠٦ م +02:00 EET

الأحد ٢ ابريل ٢٠١٧

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

Oliver كتبها
الحديث عن كنيسة بحجم عظمة و تاريخ كنيستنا القبطية يجب أن يكون بميزان.من لا يعرف التدقيق فليصمت.من ينتقد فلينتبه لئلا يزرع فى الكرمة أشواكا.ًهذا المقال لأجل أن نقف قليلاً و نلتقط انفاسنا و لا سيما و نحن مقدمون على أسبوع من أعظم تذكارات الحياة المسيحية و علينا أن نتهيأ له لنتفرغ فيه لكل ما هو محبة و فضيلة.

ما أسهل الكلام.ما عليك سوى أن تترك للسانك العنان فينطلق كغزال في صحراء الحروف.و فيما يمرق اللسان أو الغزال بزهو لا يبالى بالتراب الذى تذريه حوافره لكي يخفى نفسه أثناء القفز من هنا و هناك.لا يوقفه سوى بعض المتربصين الأسرع منه و الأقوى منه  يصدمونه و يكسرونه ثم يفترسونه و هكذا لا يجدى التراب نفعاً و لا الكلام المنساب بغير حساب يبنى أحداً.

هناك بعض المحاذير لمن يود أن ينتقد فلا أحد فوق النقد مهما علا شأنه على الأرض.فقط لنتعلم كيف نخاطب كل إنسان كما يليق.

الخلط بين الموضوع و الشخص: إنها آفة الكثيرين.إذا أرادوا أن ينتقدوا لا ينتقدوا التصرف أو التصريح بل يتجاوزا لإنتقاد المسئول فى شخصه فيتحول النقد إلى إهانة و تجريح و نقع و نوقع الآخرين معنا في إدانة لأن البعض يأخذ ما يقرأه دون تشكك فيعثر و يتحمل المتجاوزون عثرات هؤلاء .هذه التي قال الرب أن عقوبتها (الويل) لمن تأتي بسببه العثرات.نقد الموضوع يعط فرصة لتصحيحه أو حتي لتوضيحه أما الإستهانة بشخص فلا يصحح شيئاً بل يقسم الكنيسة إلى شاتمين و مشتومين.كما أن النقد الموضوعى يسمح أن يتحول إلى مدح موضوعى متى تم تصحيح السباب التي دفعت للإنتقاد.و هكذا تبقي المحبة.

الخلط فى اللغة المناسبة:  ليس الكلام عن شخص عادى كالكلام عن كاهن ثم عن أسقف ثم عن البطريرك فلكل رتبة ما يليق بها من لغة.و لو كانت المحبة هي محور لغتنا فلن نحتار في اللغة اللائقة حين ننتقد أي إنسان.لكن لننتبه و نحن نخاطب أو نتكلم عن أو مع كل واحد .نريد أن ننتقد بما يليق له من محبة و إحترام وقتها سيكون للكلام صدى.و نساعده أن يقبل النقد لأنه ير فيه حباً.

الذين يصطادون الكلمات : فى كل الطوائف اشخاص معثرة من مواقف سابقة .يوجد من ذاق مرارات كثيرة من رتب كهنوتية.لكن هذا لا يعني أن نتحين أي مقال ينتقد بمحبة لنحول الكلام إلى دفة العثرات بتعليقات خارجة عن سياق الموضوع و الموضوعية.كما لا يجب أن يستغل غير المعترفين بالكهنوت و لا بالأرثوذكسية مثل تلك المقالات الهادفة للتصحيح ليتباروا في إحتقار الكهنوت بكل رتبه ظناً أن هذا هو هدف المقال.و هنا فلنتعلم جميعاً أن النقد شيء و التجريح شيء آخر.الكلام للبنيان شيء و الكلام للهدم شيء آخر.الذى ينتقد من غيرته شيء و الذى ينتقص بغيظه من الكنيسة الأرثوذكسية شيء آخر.علينا أن نحب الجميع و نحترم الجميع أليس هذا هو الإنجيل الذى يجمعنا و المسيح الواحد الذى يضمنا فكيف نستسهل التقليل من شأن أعظم كنيسة فى الشرق لمجرد أن مقالاً يتعرض لأخطاء أحدهم و هذا يمكن أن يحدث من اي طائفة فهل ستتحول المقالات إلى مشاجرات أم نظل حتي في خلافاتنا نحتفظ بالمحبة.لذا لا تصطادوا الكلمات فهذا عيب في القلب .و لا تسقط عثراتك على جميع القراء فهذا عيب في الضمير.

الذين ينسون المسيح و يتذكرون ذواتهم: يوجد من يكتب لغرض في نفسه.هو لا يريد تصحيح بل تقبيح .يكتب لكي ينفث عن غل كامن في صدره.بينما يجب أن نثور على الخطأ فقط لو تأكدنا أنه خطأ و لا نثور على الخاطئ بل نحتمله و نحبه كما يفعل معنا المسيح.و الذين يكتبون كلامأً كذباً و ينشرون إتهامات كاذبة لن يفلتوا من قرار إلهي بأن نعط حساباً عن كل كلمة بطالة.فلا يحسب هؤلاء أنهم أفلتوا لو تجنوا على أى إسم أو كنيسة أو طائفة.فكل الكذب شر حتى لو كذبنا على إبليس.لا مبرر للتدليس أو التنفيس  بحجة النقد .النقد علم من العلوم له اصول يجب أن تتوفر.عليك أن تكون عارفاً بالأمر و أن تقدم حلولاً بديلة و أن يكون الإنجيل منهجك و المسيح يصاحبك و الروح يسندك و إلا ضاعت أبديتك من أجل إختلاق لا ينطلى
على روح الله الفاحص كل القلوب.فهل تريد أن تهلك لأجل مقال زائف؟

الذين يخلطون بين الكنيسة و الأشخاص:الكنيسة هى جميعنا. نحن الذين على الأرض مع بقيتنا التي سبقت إلى الفردوس.ليست الكنيسة شخصاً بشرياً بعينه لكنها جسد المسيح أليس هذا إيماننا جميعاً بحسب المكتوب.فلماذا إذا إنتقدنا يختلط الأمر بين الكنيسة و الأشخاص. دعونا لا نقلل من الكنيسة مهما صدرت من أخطاء لأشخاص فيها فالأشخاص مؤقتون و الكنيسة راسخة على مر العصور لأنها أعضاء المسيح لحمه و عظامه.فلا تتجاوز نقد أى إنسان إلى نقد الجميع فهذا باطل. الكنيسة هى تاريخ و عقيدة و كيان و قديسين و تعاليم و طقوس و أسرار و أديرة و خدمات هذه  الكنيسة  بهذا المعنى لا تخطئ لكن الأشخاص يخطئون و يصيبون لأنهم خدام تحت الضعف . لا أحد معصوم .أما الكنيسة فهى  صرح هائل لا يمكن إختزاله فى شخص مهما كان عظيماً و لا ننتقص من الكنيسة بسبب تصرف شخص مهما حصل فالكنيسة أعظم من الجميع و المسيح هو رأسها و ليس إنسان .أما الكهنة فهم رعاة فى يد المسيح فإذا نعس الرعاة إنتقدوهم ليستفيقوا لكن دون خلط بين الشخص و الكنيسة.أيضاً دون تجاوز لئلا نقف مدانين قدام العرش.إنتقاد الأشخاص في الكنيسة هو نوع من إفتقادهم.لكن إنتقاد الكنيسة ذاتها هو تمرد عليها.لنهدأ و نعرض أفكارنا بصورة بناءة فالكنيسة ليست هذا الكيان الصغير أو حديث العهد بل هى شامخة مثقلة بكثير من المجد قامت بنا و علمتنا الإيمان و كل ما نقوله و نعيشه  أخذناه منها مجانا كالمسيح.هى ربتنا في طريق الحق و ستظل تنمو حتى ننمو فيها و معها.فأحبوا الكنيسة الجامعة الرسولية و إبتعدوا عن كل ما يفرق و يفصلنا عن محبة المسيح.كونوا كما يريدنا الله كنيسة حب و حق تمتد إلى ما هو قدام.
 

حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد