عزمي بشارة يقارن بين الثورة التونسية والمصرية: "الجيش المصري لديه طموح سياسي بخلاف التونسي"
٠٢:
١٠
م +02:00 EET
السبت ١ ابريل ٢٠١٧
كتب :محرر الاقباط متحدون
قال المفكر والباحث الدكتور عزمي بشارة إن أهم اسباب نجاح الثورة التونسية هي أنها كانت احتجاجات اجتماعية، وتحولت لثورة سياسية.
وأضاف "بشارة" في حوار مع برنامج "وفي رواية أخرى" على التلفزيون العربي أن الثورات العربية في 2011 كانت في البداية احتجاجاً اجتماعياً عفوياً، والناس خرجت بسبب الوضع الاقتصادي وعددٍ من المطالب الاجتماعية، وأتفه ما يقال عنها "إنها مؤامرة"، ولكنها احتجاجات اجتماعية تحولت لثورة سياسية لإسقاط النظام.
وأشار "بشارة" إلى أن من بين أسباب نجاح الثورة التونسية وجود نسبة عالية من المتعلمين وهامشِ عملٍ سياسي لتدريب الناس وكذلك الحريات، فدولة تونس ليست هشة بل قوية، وفيها مؤسسات دولة تسيطر على البلاد، والناس مع مؤسسات الدولة وليسوا ضدها.
وتابع قائلا: "الدولة في مصر أيضا قديمة وعتيقة، ولكن هنا تدخل عوامل أخرى من بينها أن الجيش في مصر لديه طموحات سياسية، فالجيش التونسي ليس له طموح سياسي ولم يحكم يوماً، وعلى الجانب الآخر الجيش المصري كبير ولديه مشاريع اقتصادية ولديه طموحات سياسية".
وأكد "بشارة" أن الشباب المصري والتونسي عادوا لمنازلهم بعد رحيل رأس النظام، ولكن الفرق بين مصر وتونس، أنه في مصر جاءت نخبة هي في الواقع جزء من النظام القديم، وبدأوا الادعاء بأنهم حلوا محل الشباب واستقطبوا علمانيين وإسلاميين ولم يتوصلوا لقيم ديمقراطية للتعايش المشترك، والجيش استغل حالة الخلاف تلك واستثمر فيها أحيانا حتى وصل للحكم. أما في تونس فقد كاد أن يحدث ذلك، ولكن ثبت أن نخبة تونس قادرة على التوافق والتوصل لحلول وسط، وهذا ناتج عن طبيعة النخبة التونسية وتثقيفها وممارستها السياسة.
ورداً على قول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المتكرر بأن على المصريين أن "ينظروا لسوريا والعراق"، قال بشارة لماذا لا ينظرون إلى تونس وما حدث بها.
وأضاف "بشارة" أن مقولة "الشعوب العربية غير جاهزة للديمقراطية" ليست صحيحة، فكل الشعوب هي غير جاهزة للديمقراطية حتى تخوض غمار التجربة التي تتعلم من خلالها ثقافة المواطنة والتعايش المشترك والوعي بالحقوق والواجبات والالتزامات المتبادلة.
وتابع قائلا: "إن التيارات الرئيسية في تونس أثبتت أنها قادرة على التعايش، وإن هناك إمكانية للتوافق ونزع فتيل الأزمات في مراحل الاحتقان الخطيرة، وهي إمكانيات لا غنى عنها لتمر المرحلة الانتقالية بسلام".
وأكد "بشارة" أن تراجع حركة النهضة وقبولها بالتخلي عن الحكم، والقبول بانتخابات جديدة أنقذ التجربة التونسية، ولو خضعت لرأي المتطرفين دينياً لأوْدَتْ بالتجربة إلى مسار يشبه ما حدث في مصر، ولتحولت لحرب أهلية.