بقلم: مدحت عيسى
احجزوا لى مكاناً فى ميدان التحرير أو قبراً لو ادى الأمر عجباً ما نشاهده على الساحة السياسية فى الآونة الاخيرة. ثورة بيضاء أعقبتها بيانات نظن آنها بيضاء ايضاً إلا أنها اظهرت ما بداخلها من مكيدة. لقد تعرضنا جميعاً للخديعة . مصر بأثرها تعرضت للخديعة و صعود البعض على جثث شهداء الثورة واعناق الشباب الكادح الذى ضحى بحياته من اجل مبدأ هو التغير والاطاحة بالفساد.
و مكمن المكيدة التى هوينا جميعاً بها ما اعربت عنه القيادة العسكرية فى مستهل بياناتها حيث قررت الحفاظ على مدنية الدولة .و اذ اننا نفاجأ بالتشكيل التى اعربت عنه فيما يتعلق باللجنة التى سيخول لها تعديل او تغير الدستور يرأسها شخص عرف عنه بعدم حيدته و ميوله الاسلامية البحته هو المستشار طارق البشرى ليس هذا فحسب بل عضو اخر يعد من قيادات الاخوان المسلمين وهو المحامى صبحى صالح موس. كلا الشخصان لهما فكرا اسلامياً متعصباً فلا قبولا للاخر لديهم و ما يحكمهما هو فكر \"نحن الاعلون\" و المبدأ الشرعى القائل \" لا يولى امر المسلم لغير المسلم\" فمن اين اذن تاتى حيدتهما تجاه كتابة نص دستورى يخاطب الكافه .
وكلنا نعلم ان القاعدة القانونية من خصائصها العمومية والتجريد و فى اعتقادى ان فكر هؤلاء لن يتبنى فكرة العمومية و التجريد حيال صياغة النص الدستورى. و دعونى اذكركم بما قاله المستشار طارق البشرى تعقيباً على المادة الثانية من الدستور التى يرغب شباب الخامس و العشرين من يناير فى الغاؤها قبل ان يرغب الاقباط و البهائيين فقد ورد فى احدى مقالاته \"في تصوري ان المادة ‏2‏ من الدستور الحالي لازم بصيغتها الحاضرة لتحقق الاسناد الشرعي الاسلامي لمبدأ المساواة التامة بين المسلمين والمسيحيين وهذا النص الوارد في صدر احكام الدستور‏,‏ يستفاد منه انه يشكل مرجعية اسلامية لكل المباديء الواردة بالدستور متعلقة بالمساواة وبحقوق المواطنين وغير ذلك‏.‏
وان مبدأ المواطنة يجد دعامته المستقاة من احكام الشرع الاسلامي بموجب المادة‏2‏ هذه‏\" سيدى المستشار الى من تردد هذه الاقوال ؟ تذكر انك تخاطب عقولا ذات فكر اقلهما يضاهيك علماً و فكرا ومقاماً الم تدرس تاريخك ؟ الم تقراً الوثيقة العمرية التى لا تزال تطبق فى مصر على اقباطها؟ الم تعى مبادئ الشريعة الاسلامية التى تحرم على من يخالف الاسلام ديناً فى الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية ؟ سيدى المستشار هلى تضمن سيادتكم اعلاء مبدأ حرية الاعتقاد ؟ ام ستعمل بمبدأ من بدل دينه فاقتلوه؟ هل ستضمن ان ارشح نفسى لرئاسة الجمهورية فى الانتخابات القادمه ؟ ام ستمنعنى لكونى مسيحى ؟ فأى مواطنه تتحدث عنها فى ظل مادة تفرق بين فردين فى الوطن؟ أى مساواه تتبناها فى ظل هذه المادة الغير مقبوله من الكافة عدا عددا قليلاً من اصحاب التيار الاسلامى؟
دعنى اقترح عليك اقتراحاً ان كنت بالقطع متمسكاً بالمادة الثانية سأوافقك عليها شريطة ان تعدل نص المادة السادسة والسبعون باضافة ما يفى باحقية المسيحى و البهائى فى الترشيح لمنصب رئاسة الجمهورية و تضيف ايضاً مادة تفى بحرية الاعتقاد و التنقل بحرية بين الاديان. ان فعلت هذا سأجلك و احترمك و اوافقك القول فيما يتعلق بالمادة الثانية ايها الساده وان كنا قد تغيرنا وانتزع الفساد منا بثورة الشباب فاحزروا حركات الالتفاف التى يتبناها اصحاب التيار الاسلامى الذى لا شريك له على ارضه . و لا قبول له لاى شخص يخالفه الدين بل الفكر . فلا وجود لاى فكر لبرالى فاللبرالية رجس من عمل الشيطان او ضلالة كل مقترفها فى النار . انى لمتخوف من ان يكون التيار الاسلامى قد تخلل الجيش ايضاً بعد ان تخلل وزارة الداخلية بل والقضاة والنقابات المهنية ايضاً. اتمنى ان يكون هذا كابوساً او حلما ثقيلاً لا حقيقه فالمواطنه و الحرية تذبح من جديد على يد هؤلاء. اذا سمحتم بذبح الحرية التى ولدت يوم الخامس و العشرين من يناير فلنذهب جميعا و نموت فى رحاب ميدان التحرير فلا عزة بلا كرامة و لا كرامة بلا حرية