صورة التقوى

عرض/ سامية عياد
"لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها" هكذا يشير القديس بولس الرسول الى أولئك الذين لهم صورة التقوى وهم ينكرون قوتها ، يدعون البر وهم لا يعرفونه و ليس له مكان حقيقى فى قلوبهم ولا فى إراداتهم .. 

المتنيح الأنبا شنودة الثالث فى مقاله "صورة التقوى" حدثنا عن صورة البر الذى هو بر مظهرى بالكلام وليس بالأفعال ، ففى العبادة نقول للرب "اغفر لنا خطايانا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا" بينما نحن لا نغفر ولكننا نأخذ لأنفسنا صورة التقوى وندعى أمام الله أننا نغفر لمن أذنب إلينا ، فى الصوم أيضا قد قد نأكل فيه أطعمة شهية متعددة ، لها صورة التقوى فى أنها نباتية ولكن ليست لها القوة التى فى ضبط النفس والزهد فيما تشتهيه ، وما أكثر استخدامنا لكلمة السلام فى تحياتنا وفى خطاباتنا بل نقول فى القداس الإلهى "اجعلنا مستحقين كلنا يا سيدنا أن نقبل بعضنا بعضا بقيلة مقدسة .." فهل لنا هذا السلام فى معاملاتنا ام هى صورة التقوى ، وفى الخدمة هل لنا خدمة قوية كما كانت لتلاميذ السيد المسيح وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد فامتلأ الجميع من الروح القدس أنها الخدمة القوية الملتهبة وأيضا الكلمة الحية التى كسيف ذى حدين خدمة لها قوتها وتأثيرها هل لنا تلك الخدمة القوية أم لنا صورة الخدمة المظهرية.

وفى الإيمان كلنا ندعى أننا مؤمنون ويبدو أنه إيمان له صورة التقوى فلنفحص ماذا يقول الكتاب عن الإبمان الحقيقى "الايمان بدون اعمال ميت" ، "وكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى فى النار" ، فما هو إيمانك ، أنت تؤمن أن الله موجود فى كل مكان أفما تستحى أن تفعل الخطية قدامه؟! وتقول فى المزمور "الشر قدامك صنعت" فلماذا إذا صنعته؟ ، وكل إيمان مهتز هو إيمان له صورة التقوى وينكر قوتها ، ففى المرض يخاف الإنسان أن يذهب الى السماء فى حين يقول أنه يؤمن بأفضلية السماء ، أيضا تقول أن الله قادر على كل شىء ، ثم تشك فى إنقاذه لك من ضيقتك ، تؤمن أنك ابن الله وتدعو الله أباك فى الصلاة الربانية فهل أنت تسلك كابن لله أو تعامل الله كأب يقول الكتاب "كل من ولد من الله لا يخطىء بل المولود من الله يحفظ نفسه والشرير لا يمسه" .

يقول القديس بولس الرسول "إن علمتم أنه بار هو ، فاعلموا أن كل من يفعل البر هو مولود منه" فاحترس أيها الإنسان من أن يكون إيمانك مجرد صورة للتقوى ..