الأقباط متحدون - أيه الجمال دا؟
أخر تحديث ٠٨:٠٨ | الاربعاء ١٦ فبراير ٢٠١١ | ٩ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٠٦ السنة السادسة
إغلاق تصغير

أيه الجمال دا؟

أنا مش عريس عادي، عشان كدا فرحك لازم يكون غير اعتيادي، تعالي يا حبيبتي ننقي الفستان، دا أنا مجهزه ليكِ من قبل تأسيس الأكوان. صدقيني ولا حصل زيه في كل الأزمان.. أنا فصلته ليكِ بإيدي، أنا خيطه ليكِ بدموع عيني، دا فستان مش مصنوع من قماش ولا حتى حرير، دا رداء اسمه رداء الحرية والتغيير، يستغرب من جماله الملك والأمير. تصدَّقي إنه ممكن يلبسه الصغير والفقير.. فستان كل اللي يشوفه عليكِ يقول دي معجزة، في حد يلبس كدا؟ فستان على مقاسك بالتمام، يخلب الألباب؛ أصله ولا في زيه حتى في الأحلام.
 
إيه الجمال دا؟ إيه الحرية دي؟ إيه الشباب دول؟ إيه المجد دا؟ إيه العز دا؟ إيه الدم دا؟ لكل من يسأل، هي دي حبيبتي، هي دي كاملتي، هي دي حلمي، هي دي أرضي، هو دا شعبي.. لما أحلم يا حبيبتي أقدر أحققه مهما كان الكل مش مصدقه، أنا صممت ألبسك الحرية رداء، أنا صمَّمت يكون أرضك شفاء، تحية حب من رب الكل لدماء الشهداء. حقيقي فعلا بالدم يكتب التاريخ: سطور المجد والكرامة تمحي قصة الذل والمهانة.. ارفعي راسك يا محبوبة، شبابك عدَّلوا الصورة اللي كانت مقلوبة، فساد وظلم واضطهاد، أذلك اللي كانوا شايفين نفسهم أسياد.
 
فجأة وبلا مقدِّمات، ثار شعبك وفاق، عمل معجزة تعجز عن وصفها الكلمات، انبهر العالم وخانته التعبيرات، الكل مستغربين أحنا صاحين ولا حالمين؟ هل في شعب كدا؟ في لحظة ينفض عنه ظلم السنين، وبعد كدا ينظَّف الزبالة اللي ملت الشوارع والميادين؟.. الإجابة في حبي ليكي، أصل أنا قرَّرت إني أنزل أشفيكِ، استخدمت أولادك الشرفاء عصا لضرب المتكبرين ولرفعة الأذلاء، أولادك بهروا العالمين، لبسوا رداء الحرية، وبالتغيير متزينين، علمك صار علامة افتخار، من حمله صارت حياته انتصار، علمك أصبح مخيف لكل حرامي أو مكَّار، وبيقول للكل رسالة: احترس من غضب الأطهار.. علمك أنهض من النوم كل جبار، نداكِ نفض تراب العار، لما الحبيبة تنادي الكل يلبي نداكِ، أنا بروحي أيقظت النائمين، جه الوقت اكتمل كأس الظالمين.
 
سنين وسنين والحرية بتنادي، لا كان في حد سامع ولا حد راضي، اليأس اتملك القلوب، الظلم ساد والفساد نهب الجيوب، اللي مات مات واللي عايش من الذل كأنه من سنين مات.. سنين طويلة سامع آهاتك يا حبيبتي، ساعات طويلة شايف دموعك يا حبيبتي، كتير أسمعك تقولي: أنت فين؟ طب لو أنت مش جاي أروح لمين؟ أنا كنت صابر لحين اكتمال كأس كل غادر، لكن حقك جوه قلبي حفظته، ولما جه الوقت على الملأ أظهرته.. قصة حبي ليكي قصة عجيبة يا أغلي وأجمل حبيبة، كل تفاصيلها فريدة، ومن بدايتها سعيدة، وآسف لأن ما ليها نهاية، ودي حاجة أكيدة. السيناريو كتبته بيدي القديرة، ولا مشهد خرج عن سيطرتي مهما كانت تفاصيله صغيرة، كل المشاهد تحت سيطرتي، أصل دي محبتي ودي قصتي.
 
هل كنتي تحلمي أن دا يحصل؟ هل كنتي تتوقعي إن صوتك يوصل؟ أنا نزلت غضبان، غضبي ظهر في غض أولادك الشجعان، الفاسدين قالوا: دول شوية عيال، ونسوا إني أقدر أصنع المُحال، لو عيال يبقوا في إيدي رجالة، من خلالهم أغيَّر الوضع وأبدِّل الحالة.. كانت صرخة غضب قوية على أد ما كانت قبضة الذل عنيفة وعتية، صرخة هزَّت الجبال، لا وقف قدامها لا رصاص ولا طوب ولا خيول ولا جمال، صرخة إصرار هرب من قدامها الأباطرة والكبار، صرخة صمود نكتب بقوتها المواثيق والعهود.. أنا حكمت بالنهاية عشان أكتب من جديد البداية، تعالي نبدأ من أول السطر، تعالي أمحي من شوارعك الجوع والفقر، تعالي نحرت الأرض وننقيها، تعالي نشتغل ونتعب فيها، خلاص عادت الملكية، كل اللي ها يتعب ها يتعب في أرضه البهية، ما عاد ذل، ما خلاص هربوا الحرامية..
 
"مصر" هي شعبي، "مصر" حبها بيجري في دمي من آلاف السنين، غالية على قلبي عبر العصور، مشتهى نفسي، في الليالي حلمي وفي النهار عملي، عند حر النهار أظللها، وفي ظلام الليل أكفلها.. "مصر" جنة غرستها، النيل وهبتها، شعب خالد اسكنتها، بالتجارب مرَّرتها، وبذراع القدرة خلصتها، وبالحب ظهرت لها، والحنان أظهرت لها، العدو أحنيه أمامها، الخير أجزل لها، الشر أبعده عنها، بالفرح أسقي أرضها، وبالسلام أبريء جرحها.. "مصر" أنا وهبتك نعمتي الغنية، عيشي دومًا في مجد وحرية، أنا ليكي أب وإله مجيد، معي ترثي المجد العتيد، يا مصر ليكي في قلبي أمجاد وبركات، أجزل ليكي العطايا والهبات، محروسة في عيوني، أجري في أرضك كلمتي، وبايمانك تشوفي معجزات.
 
مهما طال الزمان، مهما طال ليل التجارب والآلام، مهما غطى السماء السحاب، واتمنع عنك مطر السلام والإخاء، ثقي إني عنك ما أتخلى، ثقي إن زمن الذل راح وولَّى.. يا حبيبتي، أنتِ علي أبواب عهد جديد، يا حبيبتي، طال ليلك بس فجرك أكيد، وجعك أشفيه، ظمأك أرويه، أشبعك خير على طول، فخر وراس مرفوع على طول، عيشي في حضني تلاقي الكرامة، عيشي تحت ظلي تلاقي الكرامة، أنا وحدي عزك ورفعة مقامك، فيَّ وحدي خلاصك وأمنك وأمانك.. ثقي أنا معك وفيكي على الدوام، لا يرهبك عدو، أنا في نجدتك آجي قوام، أنا بنفخة أحيي فيكي العظام، في أي وقت اطلبيني، في أي مكان تلاقيني، مبروك عليكِ رداء الحرية، التغيير والعتق والبنوية..

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter