فقراير بدم الشهداء زاعق وطاير
فاروق عطية
الثلاثاء ٢١ مارس ٢٠١٧
فاروق عطية
شهر فبراير هو أصغر شهور السنة الميلادية فى عدد الأيام، لكنه أكثرها أحداثا مؤسفة. سمى على اسم فيبروس "Februus", إله النقاء الروماني. كان الرومان يعتبرون الشتاء فترة بلا أشهر، وحتي يصبح التقويم مساويا للسنة القمرية قام رومولوس خليفة الملك نوما بومبيليوس بإضافة شهرى يناير وفبراير عام 700 ق.م. كان شهر فبراير حسب ما إقترحه نوما يحتوى على 29 يوم (30 يوم في السنة الكبيسة), ولكن أغسطس قيصر قام بحذف يوم من شهر فبراير ووضعه في شهر أغسطس تمجيدا لإسمه، وبحيث يتساوي مع شهر يوليوس قيصر "يوليو".
الموظفون فى الأرض العاملون بالوظائف الحكومية يُجلّون ويحترمون شهر فبراير لأنهم يتقاضون مرتباتهم عن هذا الشهر القصير تماما كما يتقاضونها عن الأشهر الطوال ويتمنون أن تكون كل أشهر العام في قصر فبراير، لكن العاملون فى الوظائف الإنتاجية (الصناعة) فموقفهم من هذا الشهر مختلف تماما، لآن دخلهم يرتبط بالإنتاج على أساس أن هناك حوافز إنتاجية قد تصل إلى 140 أو160 % من المرتب. وأثناء عملى بمصانع الأسمدة كانت الخطط الإنتاجية توضع بحيث يُعمل فيها ألف حساب لشهر فبراير، كتجنيب إنتاج يوم من شهر يناير إذا كان إنتاجه وفيرا حتى يعوض به النقص المتوقع لشهر فبراير، ولكن كانت هناك بعض الظروف التى تحول دون تحقيق ذلك كتوقف مفاجئ لإحدى وحدات الإنتاج أوإنقطاع الطاقة الكهربية لبعض الوقت مما لا يمكّن من تحقيق المستهدف الانتاجى خلال هذا الشهر وبالتالى يحرم العاملون من الحوافز أومن بعضها، لذلك درجنا على التندر بتسميته بشهر فقراير.
سِجِلّ فقراير مليئ بحوادث القطارات الدامية وهى كالآتى: فبراير 1992 شهدت منطقة البدرشين بمحافظة الجيزة (جنوب القاهرة) تصادم قطاري ركاب، مما أسفر عن مصرع 43 شخصا وإصابة 8 آخرين. فبراير1997 تسبب خلل في الإشارات في تصادم قطارين شمال أسوان أدى لمصرع 11 شخصاً وإصابة العشرات. فبراير 2002: كارثة قطار الصعيد (832) حيث شب الحريق بقطار الركاب قبيل عيدالأضحي وهو يتحرك قرب قرية كفر عمّار بمركز العياط قادما من القاهرة متجها إلى أسيوط نتيجة إستخدام إسطوانات الغاز داخل القطار من قبل بعض البائعين، مما أدى إلى إشتعال النيران في سبع عربات منه وراح ضحيتها أكثر من 350 شخص، وقد تمكن السائق من فصل سبع عربات أخرى وصل بها إلى أسيوط. فبراير 2006: تصادم قطارين بأبي حمص بمحافظة البحيرة أسفر عن إصابة 20 شخص. وآخرها انقلاب قطار فى الساعات الأولى من صباح يوم 11 فبراير 2016 بمزلقان الشناوية بمركز ناصر محافظة بنى سويف، كان القطار يسير على خط التخزين للسماح للقطار 2201 (أسيوط – القاهرة) بالمرور إلا أنه ارتطم بالحاجز الخرسانى بعدما تخطى السيمافور. وأصيب 71 شخصًا ولم تحدث وفيات والحمد لله.
كما بانت كرامات فقراير بكارثة العبارة السلام 98 في يوم 3 فبراير2006, حيث اختفت العبارة علي بعد 57 ميلا من مدينة الغردقة، بعد أن اشتعلت النيران في غرفة المحركات والمخزن، وتمت المكافحة باستخدام مضخات تقوم بسحب مياه البحر عبر الخراطيم إلى داخل السفينة، في حين كانت مضخات سحب المياه من داخل السفينة إلى خارجها لاتعمل، مما أدى إلى إختلال توازن السفينة بسبب تجمع مياه المكافحة على جنب واحد مؤديا لإنقلابها ومن ثم غرقها وراح ضحيتها 1415 شخصا. قال العديد من الركاب المنقوذين أن القبطان كان أول من غادر العبارة وأنهم شاهدوه يهرب تاركا العبارة والركاب مستخدما بمفرده قاربا يسع ثلاثين شخصا.
من كوارث فقراير إنهيار مدرج بملعب حلمي زامورا (الزمالك) 17 فقراير 1974 وتحديدًا فى الساعة الثالثة من بعد الظهر، وقبل دقائق من بداية المباراة الودية بين فريقي الزمالك ودوكلا براغ التشيكي، احتشد 80 الفًا من حمَلة التذاكر ضاقت بهم مدرجات الملعب الذى لا يتسع لأكثر من 45 ألف مُتفرج، فتكدسوا وراء السور الحديدى المحيط بأرض الملعب يدفعون بعضهم بعضًا، ويضغطون على السور الحديدى حتى انهار أحد المدرجات وجزء من السور مُؤديا لمصرع 80 مُشجع وإصابة العشرات.
ومن كوارثه أيضا أحداث الأمن المركزى في 25 فقراير 1986م التي كانت مصحوبة بأعمال عنف بين الشرطة والجيش، حيث خرج أكثر من 29 ألف جندى من جنود الأمن المركزى من معسكر الجيزة إلى الشوارع، احتجاجًا على سوء أوضاعهم وتسرّب شائعة بوجود قرار سرّى بمد سنوات الخدمة إلى 5 سنوات بدلا من 3. ونتج عن هذا الصدام مقتل ما يقرب من سبعة آلاف جندى، الكثير منهم لم يتوصل ذويهم إلى جثثهم حتى اليوم، كثير منهم مات في أسيوط نتيجة فتح القناطر عليهم من قبل المحافظ اللواء زكي بدر، ونتيجة لقصف المعسكرات بالمروحيات، كما حوكم 1236 آخرون.
وكان لفقراير السبق فى ظهور وباء انفلونزا الطيور فى أكثر من 15 محافظة. ولقد ظهرت أول حالة إصابة بالمرض بين الطيور فى 17 فبراير 2006م، انتشر فى عدد كبير من المحافظات المصرية وقضى على جزء كبير من الثروة الداجنة، وبلغ اجمالى حالات الإصابة بمرض أنفلونزا الطيور بين البشر فى مصر 14 حالة، منها 6 حالات وفاة و8 حالات شفاء تام.
موقعة الجمل "2 فقراير 2011" حيث هاجم عدد من البلطجية الممتطين ظهور الجمال ميدان التحرير، قيل أنهم من أنصار المخلوع ولكن ثبت أخيرا أنهم من عصابة الإخوان الخونة بغرض إحداث فتنة وركوب الثورة، قاموا بالهجوم على المتظاهرين بالحجارة والعصي والسكاكين وقنابل الملوتوف، فسقط 11 شهيد و 2000 مصاب.
مجزرة بورسعيد "أول فقراير 2012" بدأ أوّل إنذار بنزول الجماهير أرضية ملعب المباراة أثناء قيام لاعبي الأهلي بعمليات الإحماء قبل اللقاء، ثمّ تلاه اقتحام عشرات المشجعين أرضية الملعب في الفترة ما بين شوطي المباراة، ثم تكرّر الأمر بعدما أحرز المصري هدف التعادل ثم هدفي الفوز التاليين، وانتهي باقتحام الآلاف أرضية الملعب بعضهم يحمل أسلحة بيضاء وعصي من جانب فريق المصري وقاموا بالإعتداء على جماهير الأهلي، مما أدى إلى سقوط 74 قتيلا من ألتراس أهلاوي، وكان للإخوان بقيادة خيرت الشاطر اليد المحركة لهذه المجزرة، وهي نتاج طبيعي لزيادة التعصب بين مشجعي الأندية وإهمال الأمن في السيطرة وحماية المشجعين الذي كان ممكنا رغم مؤامرة الإخوان المحبوكة حتي تكون المجزرة ذريعة لإنهاء سيطرة المجلس العسكري وتمكين الإخوان من الحكم. وفي 20 فبراير 2017 قضت محكمة النقض بحكمها بعدم جواز الطعن المقدم من بعض الطاعنين (منهم مدير أمن بورسعيد، ومسئول الإذاعة والتليفزيون) وبإقرار الحكم الصادر بإعدام 11 من المتورطين في المذبحة.
مجزرة ملعب الدفاع الجوي "8 فبراير 2015"، حدثت قبيل المباراة بين فريقي الزمالك وإنبي، اشتباكات بين أعضاء رابطة ألتراس هوايت نايتس وبين قوات الأمن خارج الملعب، حاول الألتراس منع لاعبي الزمالك من الدخول للملعب مما إضطر قوات الأمن لإدخالهم بواسطة مدرعة. أعلنت وزارة الداخلية "أن مشجعي الزمالك أرادوا الدخول إلى المبارة بدون تذاكر، محاولين إقتحام بوابات الإستاد بالقوة، مما دعا الأمن لمنعهم خوفا من تعديهم على منشآت الملعب"، وأدت الإشتباكات إلى وفاة 22 شخص وإصلبة العشرات.
كل ما ذكر كان نتيجة عوامل طبيعية أو أخطاء بشرية أدت لتلك الكوارث، ولكن كان لشهر فقراير أيضا تحالفا مع الشرير، عبدة الشيطان الذين يظنون أنهم بما يفعلون يرضون الله، والله عما يفعلون براء. اقترن هذا الشهر القصير المكير بالعديد من العمليات الإرهابية ضد أقباط مصر المسيجيين، أذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر:
في 15 فبراير2015 ظهر تسجيل مصور منسوب لما يسمى بـ"ولاية طرابلس على البحر الأبيض المتوسط" يعرض عملية إعدام جماعي ذبحا لـ21 قبطيا مسيحيا، وكتب عنوانا للفيديو "رسالة موقعة بالدماء إلي أمة الصليب" وكتب أسفل المختطفين قبل الذبح "رعايا الصليب من أتباع الكنيسة المصرية المحاربة". وأكد مسؤول بالمكتب الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة، أن مفوضية حقوق الإنسان في جنيف لديها معلومات بأن عدد المصريين المسيحيين الذين قتلوا على يد تنظيم "داعش" في ليبيا هو 20 مواطنا فقط وأن هناك مسيحيا آخر قُتل معهم لكنه يحمل جنسية أخرى. كما أكد ذلك وكيل مطرانية سمالوط، وأوضح أن الشهداء ينتمون لخمسة قرى بمحافظة المنيا، أربع منها تتبع مركز سمالوط، والقرية الخامسة تتبع مركز مطاي. كان بين الشهداء شخص أسمر البشرة شارك اخوتنا اكاليل الشهادة تعددت الروايات بخصوصه، إتضح أخيرا أن إسمه ماثيو وهو من غانا ومهنته عامل بناء، كان يعمل في ليبيا وتم خطفه منذ شهر تقريبا ولم يظهر سوي في فيديو الذبح وتعرف عليه زملائه الغانيين. كان يرافق المصريين فى ليبيا ودخل الديانة المسيحية ورفض إلا يتركها، وقال للإرهابيين أن إله هؤلاء هو إلهي فتم إعدامه معهم.
https://www.youtube.com/watch?v=xOp-Ga1tiHI
حين شعر الأقباط المسيحيون بأنهم مستهدفون كانوا يخططون للعودة للوطن بعد تدهور الأوضاع في ليبيا، خروجا بشكل فردي ليلا بعيدا عن الأنظار. ضبط الإرهابيون 7 مصريين "يوم 27 ديسمبر" بعد خرجهم من سرت في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وفى الساعة الواحدة و40 دقيقة قام ميلاد- أحد المختطفين- بالاتصال بعمه وأبلغه أن جماعة أنصار الشريعة ألقت القبض عليهم وقامت باحتجازهم، ومنذ ذلك الحين لم تصل أي معلومات عنهم. بعد أيام من خطف الـ 7، خطفوا 13 آخرين من مقر سكنهم. كما نجا تسعة مسيحيون آخرون من الخطف في نفس بوم اخنطاف الشهداء بفضل أخوتهم المسلمون الذين سطروا أسمي معاني الحب والتضحية بحماية أخوتهم الذين كانوا في غرفة مجاورة، وساعدوهم علي الهرب حتي وصلوا مصر بسلام،
كشفت وكالة روسية أن مكان ذبح المصريين المسيحين كان علي جزيرة صخرية في قطر وليس علي شاطئ البحر الأبيض بليبيا، كما أكدت وكالة "المسح الجغرافية" أن فريق من طاقمها أجري بحثا عن المكان الذي تم فيه إعدام المصريين وتبين بعد التدقيق وتحديد أهم نقاط البحث في تلك الجزيرة. وأوضحت الوكالة الروسية، أن الجو في ليبيا في الوقت الذي تم فيه عملية الإعدام كان صاف وليس فيه أي سحب، مضيفة أنه عند تحليل صور منطقة الشرق الأوسط وجدت جزيرة في قطر ترددت عليها سفينة لأيام متتالية مع العلم انها جزيرة صحراوية خالية من السكان وجاءت المطابقة نتيجة وجود شجرة النخيل ونوع احجار الصخر.
http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2015/02/19/665345.html
حين أذاع الإرهابيون فيديو ذبح الشهداء، لم نتوقع ردا سريعا، ولكن فوجئنا بانتفاضة السيد الرئس بخطاب متلفز بعد منتصف الليل توعد فيه بالرد في الوقت المناسب مع احتفاظ مصر بحق الرد على "المجرمين والإرهابيين" إنتقاما لشهداء مصر"، قال إن "الإرهاب الخسيس الذي طال أبناء مصر، إنما هو حلقة جديدة في سلسلة الإرهاب المستشري في العالم كله، الذي يتطلب منَّا جميعًا أن نتكاتف لدحره". وتابع "آن الأوان للتعامل مع الإرهابيين دون إزدواجية، ومصر قادرة على دحر الإرهاب؛ لأنها لا تدافع عن نفسها فقط، وإنما تدافع عن الإنسانية". وأعلن أنه يحظر سفر أي مصري الى ليبيا مؤكدا دعم الحكومة المصرية لأهالي الضحايا وتقديم الدعم الكامل لهم، مؤكدا علي اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمساعدة المصريين الراغبين بالعودة الى مصر، كما أعلن الحداد لمدة 7 أيام، وكلف وزير الخارجية بالسفر لنيويورك لإجراء الاتصالات اللازمة مع كبار المسؤولين في الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمشاركة في القمة المصرية حول الإرهاب لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليتاته، والتأكيد على أن ما يحدث في ليبيا يهدد الأمن والسلم الدوليين.
ولم تنتظر مصر طويلا، فقط بعد بضع ساعات كانت الطائرات المصرية بمشاركة القوات الليبية تضرب بكل عنف ودقة أماكن تواجد الإرهابيين وتدمر مستودعات للذخيرة وقواعد التدريب لتنظيم الدولة الإسلامية، وتدمير منزلا كان به أكثر من خمسين إرهابيا. وتلي ذلك عمليات انزال داخل ليبيا للقضاء علي أوكار داعش وقتل العشرات منهم وأسر العديد من جنسيات مختلفة جاري التحقيق معهم في مصر. وكان لرد الفعل السريع والناجز تأثير السحر علي أسر الشهداء وعلي كل أقباط مصر مسلمين ومسيحيين، وأعطي الإحساس لأول مرة منذ أكثر من نصف قرن أن للمسيحيين في مصر قيمة وأن لدمائهم التي قدموها في مختلف المناسبات ثمن ولم تعد رخيصة، ونتمني أن يستمر كذلك حتي تعود المواطنة كاملة للشعب والعلمانية الحقيقية للوطن.
في جلسة الخميس 25 فقراير 2016 صدر الحكم بحبس ثلاثة طلاب خمس سنوات وإيداع الرابع دارًا للأحداث. وقد رفضت المحكمة أيضًا طلب المحامي بعرض شريط الفيديو بحضوره خلال الجلسة لمناقشة محتواه ومقارنته بتقرير الخبير الفني المنتدب لتفريغه. بدأت الحكاية بمشهد تمثيلي أداه التلاميذ في رحلة صيف خلال عام 2014 واحتفظ به مدرسهم على شريحة تليفونه المحمول. لكن القضية لم تتصاعد إلا بعد ما يقرب من عام عندما فقد المدرس تليفونه المحمول، ليجد أحد أبناء القرية الشريحة وعليها المشهد التمثيلي لتشهد قرية الناصرية بمركز بني مزار شمال محافظة المنيا اعتداءات طائفية على ممتلكات الأقباط ومحاولة اقتحام كنيسة القرية في 7 إبريل 2015 ولعدة أيام متتالية، وذلك على خلفية اتهام المدرس جاد يوسف يونان و4 طلاب بالمرحلة الثانوية هم ألبير أشرف، وباسم أمجد، ومولر عاطف، وكلينتون مجدي بازدراء الإسلام وإهانة المقدسات الإسلامية وإثارة الفتنة الطائفية، وذلك من خلال المقطع التمثيلي والذي لم تتعد مدته نصف دقيقة، تهكموا فيه على ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية " داعش" للصلاة و ذبح ضحاياه في نفس الوقت لكن أهالي القرية رأوا فيه تهكما على الدين الإسلامي.
في 8 فقراير 2016 صدر قرار وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنيا بانتداب السيدة ميرفت سيفين نجيب، مديرا لمدرسة بني مزار الثانوية الصناعية للبنات لمدة عامين، وحين ذهبت لتسلم مهام عملها فوجئت بدخول الطالبات فى إضراب مستمر داخل فناء المدرسة بعد الحصة الأولى؛ اعتراضا على تعيينها مديرا للمدرسة خلفا للمدير السابق كونها مسيحية، وطالبن بإعادة المدير السبيق. وبعد مقابلة تمت بينها وبين وكيل وزارة التربية والتعليم لبحث حل الازمة عرض عليها الأخير نقل تعينها من مديرة مدرسة البنات الرافضين لها الى مديرة لمدرسة الصنايع التى تعمل بها وكيلة حاليا فرحبت بذلك حيث لا توجد اى ازمة باستمرار عملها بالصنايع كمديرة والتى تعمل وكيلة بها منذ 2011. وفي اليوم التالي ذهبت كالمعتاد لعملها بالصنايع بنين ولكن تظاهر الطلاب بتحريض من بعض المدرسين ضد تعينها كمديرة للمدرسة لكونها مسيحية حسب ما جاء فى هتافات الطلاب ، وهو ما اثار غضبها ووصفت الامر بتواطؤ واضح من مدير الادارة التعليمية ببنى مزار واهداره لدولة القانون. وعقب تظاهر الطلاب داخل ساحة المدرسة انتقلت الاجهزة الامنية الى المدرسة ولكن دون جدوى، رافضين تعينها رغم عدم خروج اى قرار رسمى حتى ذلك الحين بتعينها. ووصفت ميرفت سيفين الامر بالخطير وتساءلت ماذا حدث فانا اتولى عملى بهذه المدرسة منذ 2011 كوكيله ولم تكن هناك اى ازمة او اعتراض وأتمتع بعلاقات طيبة بالمدرسين والطلاب وان ما يحدث يؤكد وجود تحريض واضح من متشددين ومحاولة لتقسيم المجتمع على اساس طائفى. وهذه الحادثة تعد تكرارا لرفض مواطني محافظة قنا تعيين محافظ مسيحي في عهد المخلوع مرسي.
قام الإرهابيون الدواعش 21 فقراير الماضى (2017) بقتل ستة من المواطنين الأقباط المسيحيين فى أسبوعين، بل وحرق اثنين منهم داخل منزلهم، لتكون المحصلة لاستهداف الأقباط فى شمال سيناء على الهوية منذ 2012 وحتى الآن 17 شهيدا، إضافة إلى تهجير عشرات الأسر فى سبتمبر 2012، على أثر هجوم ملثمين على محلات وممتلكات الأقباط، وتوزيع منشور تحذيرى يمهل الأقباط فى رفح 48 ساعة للرحيل عنها، ومن ثم تم للأسف تهجير أقباط رفح، تلا ذلك استهداف آباء كهنة ومواطنين فى حوادث متفرقة، من أبرزهم الكاهن مينا عبود فى يوليو 2013 برصاص ملثمين، ومن بعده الأب رافائيل موسى فى يونيو 2016، ومنهم تاجر الأدوات الصحية مجدى لمعى، الذى وجد مذبوحا فى الشيخ زويد، كل هؤلاء أعلنت «ولاية سيناء» الإرهابية مسؤوليتها عن كل تلك الحوادث. وهذه العمليات الإرهابية أدت لهجرة المسيجيين من شمال سيناء.
بلغ عدد الأسر المسيحية التي غادرت مدينة العريش 193 أسرة، بحوالى 802 فرد حتى كتابة هذه السطور، ولا يعرف أحد إذا ما كانت هناك أسر أخرى ستغادر أم لا. هذه الأسر ذهبت بالتنسيق بين الكنيسة الأرثوذكسية والدولة إلى محافظات الإسماعيلية والدقهلية وبورسعيد وأسيوط والقليوبية والمنيا وسوهاج والجيزة والفيوم والشرقية والغربية وبنى سويف والقاهرة. ويجرى حاليا تجهيز 120 شقة للوافدين لمحافظتى الإسماعيلية وبورسعيد. وأن المحافظين يجهزون حاليًا شققًا للأسر الأولى بالرعاية من الشقق السكنية الخاصة بالأسر الأولى بالرعاية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعى بالمحافظات، وأن هناك تنسيقًا بين المحافظات والوزارة للاهتمام بهذه الأسر وتوفير احتياجاتهم الأساسية، وأن محافظ شمال سيناء أعطى موظفي العريش الوافدين إلى المحافظات إجازة شهر بمرتب وسيتم إرسال راتبهم الشهرى إلى أن يتم توفيق أوضاعهم. وتتابع الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى أولًا بأول الأوضاع في العريش وتؤكد على تذليل كل العقبات أمام النازحين وتوفير حياة ملائمة لهم في المحافظات بالتعاون مع الجهات المعنية.
في 21 فبراير 2017 صرح مصدر مسئول إن قوات الجيش الثالث الميدانى بقيادة اللواء أركان حرب محمد رأفت الدش، تخوض معركة حاسمة للقضاء على بقايا الجماعات والتنظيمات الإرهابية المختبئة داخل الكهوف والمغارات فى جبل الحلال بوسط سيناء. وأن قوات الجيش قد حاصرت جميع الطرق والدروب المؤدية إلى الجبل لقطع كل أشكال الدعم المادى والأسلحة التى يتم تهريبها للعناصر الإرهابية المختبئة فيه، داهمت الكهوف والمغارات تحت غطاء جوى، بعد تحديد مواقع اختباء العناصر الإرهابية، تمكنت من قتل أكثر من 60 إرهابيا والقبض على نحو 50 آخرين، من بينهم عناصر عربية وأجنبية، وتم إرسال الجثث إلى المعامل لإجراء تحاليل (دي.ان إيه) للتعرف علي هويتهم. كماعثر بداخل الكهوف على مركز عمليات وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة وأجهزة كمبيوتر وتليفونات «ثريا» وأجهزة لاسلكى، إضافة إلى أعلام تنظيم داعش الإرهابى وكميات من مادة نترات الآمونيوم وعدد من دوائر النسف والتدمير وأدوية ومستلزمات إعاشة ومجموعة من المنشورات، كما عثر على منشورات تحريضية ضد قوات الجيش والشرطة وأخرى تحذيرية مختومة باسم ولاية سيناء. وتم تدمير 3 مصانع لتجهيز العبوات الناسفة والقنابل اليدوية ومستشفى ميدانى ومخازن قطع غيار سيارات، إلى جانب تدمير العشرات من سيارات الدفع الرباعى والدراجات البخارية التى تستخدمها العناصر الإرهابية فى مهاجمة قوات الجيش والشرطة، وتدمير مخزن يحتوى على كمية كبيرة من الألغام المضادة للدبابات.
واستطرد: «قوات الجيش منعت جميع الدعم الذى يصل من قبل المعاونين للجماعات الإرهابية، وألقت القبض على عدد كبير من العناصر التى تعاون التكفيريين، وضبط بحوزتهم على مبالغ مالية تقدر بالملايين قبل تهريبها، وكميات من قطع غيار السيارات والدراجات البخارية، والمواد المستخدمة فى تصنيع العبوات الناسفة، كما تمكنت قوات الأمن من رصد محادثات بين العناصر الإرهابية والمتعاونين تتضمن استغاثات لهم لإنقاذهم من هجمات الجيش، وجاء نص بعض المحادثات: "الحقونا احنا متحاصرين من كل الاتجاهات.. قوات الجيش بتقضى علينا"، وبهذه السيطرة يمكن القضاء نهائيا علي العناصر الإرهابية.
https://www.youtube.com/watch?v=4iDMyTl_3SI&app=desktop
بعد هذه التصريحات كنا نتوقع انتهاء الإرهاب في العريش أو علي الأقل تناقصه، ولكن العكس هو الذي نلمسه، فقد تداولت بعض المواقع المصريه خبرا مفاده قيام الجماعات المسلحه بالعريش باستعراض للقوه فى شوارع المدينه فى غياب للجيش والشرطه الامر الذى كذبه كثيرون حتى خرجت صحيفه هفنجتون بوست البريطانيه لتؤكد ما نشر وتصف المشهد بتفاصيله لتؤكد قيام الجماعات المسلحه يوم 5 مارس الماضى بشبه عرض عسكرى فى شوارع العريش حيث سارو على ارجلهم من شارع اسيوط بميدان الفالح وحتى ميدان الفواخريه، ولم يكتفوا بذلك بل قامو بتفتيش السيارات بعد عمل ما يشبه الكمين، واكد شهود عيان صدمتهم لما حدث فى ظل غياب تام لقوات الشرطه. كما استشهد العقيد ياسر محمد منير الحديدي من قوة قطاع مصلحة الأمن العام مساء الأربعاء 8 مارس، وإصابة ضابط وفرد مجند من قوة مديرية أمن شمال سيناء، إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت مدرعة كانت تقلهم، خلال سيرها بشارع أسيوط دائرة قسم ثالث العريش.
وفي نهاية شهر فقراير المشئوم (الإثنين 27 فقراير) تم إشعال النار في أربع مصانع للبلاستك يمتلكها مسيحيون ويعمل بها مسلمين ومسيحيين بمنطقة عبد القادر العامرية بالاسكندرية، وهذه المصانع يجاورها عشرات المصابه المماثلة يمتلكها مسلمون ولم تمس بشوء. بمراجعة كاميرات أحد الصانع تبين دخول شابين المصنع وبعد فترة خرج أحدهم واشتعلت الحرائق. لوحظ عدم خروج الثانى. وتبين أنه قفز من المصنع المحترق لمصنع مجاور، واختبأ داخله لساعتين بسبب تجمع الناس، ويبدو أنه خرج وسط الزحام أثناء الانشغال فى عملية الإطفاء. وانصرفت الشرطة بمجرد إخماد الحريق، وعند المطالبة بالقبض علي الجناة هدد أحد ضباط قسم العامرية أول صاحب المصنع قائلاً له "لمّ الموضوع وبلاش تكبره احسن لك". ويبدو أن الشرطة لآ تريد أن تتعب نفسها فى البحث عن الجناة.
http://www.elfagr.org/2486094
إذا كان يوليوس قيصر أو أغسطس قيصر قد سُمى الشهرين بإسميهما تخليدا لما قدماه لروما من جهد لرفع شأنها فاستحقا أن يكون شهريهما أكثر الأيام عددا، كذلك معزولنا مرسى الذي هبط بمصرنا إلى الدرك الأسفل لدرجة أن قطر الأقل مساحة وتعدادا من شبرا تريد أن تسودعلي مصر أكبر الدول العربية تعدادا وأعظمها حضارة وتاريخا، لذلك استحق مرسي تحقيره بشهر فبراير أقل الشهور فى عدد الأيام بتسمية هذا الشهر بمرسياير، خاصة لما لوحظ من التشابه بين مرسى وشهر فقراير في النحس. وفي النهاية لا يسعني إلا أن أقول: ألا أيها الشهر القزم قليل الأيام كثير المآسي ألا حللت عنا، ليتك تتلاشي من التقويم ونلقي خلفك مئات القلل القناوي ونوزع أيامك علي باقي أشهر السنة، حلم ليته يتحقق..!!