الأقباط متحدون | سقوط الدكتاتور وانتصار الثورة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٤٣ | الاثنين ١٤ فبراير ٢٠١١ | ٧ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٠٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

سقوط الدكتاتور وانتصار الثورة

الاثنين ١٤ فبراير ٢٠١١ - ٠٨: ٠٣ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: شاكر فريد حسن
وأخيراً انتصرت ارادة الشعب المصري العظيم بعد 18 يوماً من الثورة الشعبية الماجدة، التي أشعلها شباب 25 يونيو ، وأسقط بفعلها المرابطون في ميدان التحرير نظام حسني مبارك الديكتاتوري ، رمز طغمة الفساد والاستبداد والطغيان، الذي حكم هذا الشعب بالحديد والنار وبعسف قوانين الطوارئ الجائرة لأكثر من ثلاثين عاماً. هذا النظام الذي لم يكن نظاماً قمعياً باتجاه شعب مصر فحسب، وانما كان نظاماً قمعياً لكل قوى التحرر والرفض والمعارضة والممانعة والثورية بالمنطقة العربية. لقد انتفضت الجماهير الشعبية المصرية وثارت لأنها ترفض الذل والقهر والظلم والجور والفساد، وترفض الجوع والفقر والبطالة ، انتفضت على نظام قمعي استبدادي فاسد، انتهك كرامة وحقوق الانسان المصري وحرمه من الحريات الديمقراطية، وحوّل مصر لمزرعة اقطاعية يورثها لأفراد عائلته. ثارت من أجل الكرامة والحرية والعزة القومية ورغبة في تغيير الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وتحقيق الاصلاحات الجذرية العميقة في المجتمع المصري .

ان هذه الانتفاضة /الثورة /الملحمة التي سطرها أبناء الشعب المصري ، بعماله وفلاحيه وكادحيه ومثقفيه، وشبابه وكهوله ونسائه واطفاله، بمسلميه ومسيحييه، هذه الانتفاضة الثورية اعادتنا الى الحياة مجدداً ، وزرعت فينا الأمل الذي كدنا نفتقده، اعادتنا الى الزمن الثوري الجميل ، زمن الثورات والبطولات الجماعية، ونقلتنا من حالة اليأس والاحباط والعجز الى حالة التفاؤل بغد عربي مشرق ومستقبل جديد في مصر والمنطقة العربية.

وقد خاب امل وخسر كل من راهن على موت الشعوب العربية وصمتها ، فهذه الشعوب هي صانعة التاريخ ، وصانعة الملاحم والثورات والانتصارات، انها لا ولن تموت، تمهل ولا تهمل، والنظام السياسي العربي الفاسد هو الى زوال. ولا ريب أن سقوط النظام في مصر ومن قبله في تونس الخضراء، هو تعبير عن قوة وارادة هذه الشعوب ، التي توحدت وعرفت كيف تثور ومتى تنتفض جماعياً ، ودافعت ببطولة فائقة ومدهشة ، وبسالة وشجاعة متناهية، في وجه البطش والعسف والطغيان، وضد الفقر والفساد بكل اشكاله، وحققت النصر في النهاية.

وما هاتين التجربيتين الرائدتين في التاريخ الحديث، في تونس ومصر، سوى تأكيد واضح وساطع على القدرات الكامنة لدى الشعوب المسحوقة المضطهدة، التي ترزح تحت نير العذاب والاستبداد، وتعاني الذل والمهانة وسحق كرامة الانسان وسلب الحريات الفردية والعامة. ان ما يميز هذه الثورة هو انها اعتمدت على الشباب ، امل المستقبل والعنصر الفاعل الأساسي للتغير، الذي اسقط الطاغية وغّير وجه ومستقبل مصر ، ودفع الاصلاحات الشاملة في طريقها الصحيح. زد على ذلك اللحمة الأخوية الوطنية بين المسلمين والمسيحيين، وعناق الهلال والصليب، التي تجلت في ابهى صورها في ميدان التحرير. لقد صمد الشعب المصري البطل وكسب معركة التغيير ، ونجح في ازاحة النظام الديكتاتوري وتغييب مبارك عن المشهد السياسي المصري والعربي، واعاد الهيبة والكرامة لمصر، قلب العروبة النابض، التي جردها مبارك من عروبتها وشوه هويتها القومية.

ولا نختلف اذا قلت ان ما تحقق في هذه الثورة البيضاء هو انجاز تاريخي هام ونقطة تحول استراتيجي وتحول في المنطقة ، تنهي مرحلة فيها الكثير من الاذلال والسقوط والانهزام والاستسلام والتساوق مع المشاريع الامبريالية التصفوية في المنطقة، وسيكون لها انعكاسات وأبعاد كبيرة على مجمل التغيرات والتطورات السياسية والاجتماعية والعملية السلمية في المنطقة ، واستعادة وجه مصر المشرق المضيء ودورها الرائد ، وكذلك استعادة كرامتها التي امتهنت بعد رحيل وغياب القائد الوطني المصري خالد الذكر جمال عبد الناصر.

فشكراً لشعب مصر الذي فجّر الثورة وأسقط الفرعون ، وهنيئاً لهذا الشعب الي قال بصوت واحد وموحد : لا للذل والهوان والركوع، ونعم للعزة والكرامة والإباء والشموخ. وهنيئاً للشعوب العربية قاطبة بانتصار هذه الثورة غير المسبوقة في التاريخ الحديث وفي العالم العربي، التي ستعيد مصر كدولة عظيمة ومحورية لها مكانتها ودورها الرائد الطليعي في ارساء مرحلة جديدة وعهد جديد ، وتأسيس مشروع عربي قومي مناهض للامبريالية ومشاريعها التآمرية في المنطقة ، الثورة التي اثبتت ان الشمس لن تتوقف عن السطوع ، فقد سقطت قلاع الطغيان وديكتاتوريات الخوف بلا رجعة .

ومزيداً من الانتصارات للحرية والعدالة الاجتماعية والاصلاحات الجذرية العميقة في المجتمعات والأقطار العربية. والسؤال : من هو القادم بعد تونس ومصر؟ 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :