ابنة نجيب محفوظ: حجابي حرية شخصية واتهامي بالأخونة "سبة" و"أولاد حارتنا" ليست معصية.. ومقربون من والدي استغلوه
فن | الأهرام
الاثنين ٢٠ مارس ٢٠١٧
أرتدي الحجاب أو لا أرتديه، هذا شأني، ومطلق حريتي الشخصية التي يجب أن يحترمها الجميع لطالما أنها لا تُسيء لأحد"..
هكذا عبّرت السيدة أم كلثوم نجيب محفوظ (هدى)، ابنة أديب نوبل الراحل، خلال حديثها لــ"بوابة الأهرام"، عن استيائها الشديد من المنتقدين لها ولأختها كونهما فضّلتا أن ترتديا الحجاب وتعيشا في عزلة عن الإعلام، وتساءلت باستنكار: هل هناك علاقة وثيقة بين الزي ووصف الشخص بأنه مثقف؟ بالتأكيد لا، وهل يفترض ألا نلتزم دينيًا لأننا بنات نجيب محفوظ؟!
خلال الأيام الماضية، تعرضت ابنتا الأديب الراحل لموجة من الانتقادات والاتهامات وصلت حد اتهامهما بأنهما تنتميان إلى فكر داعش ومعتقدات جماعة الإخوان الإرهابية، الأمر الذي دفع ابنة الأديب إلى الرد ودفع هذه الاتهامات، حول حقيقة رفضهما من عدمه لتحويل رواية "أولاد حارتنا" إلى فيلم سينمائي، وحقيقة طلب المخرج خالد يوسف والسيناريست وحيد حامد ذلك من أسرة الكاتب، وموقف ابنتي الأديب من رواية "أولاد حارتنا"، وهل حقًا تعتبران رواية "أولاد حارتنا" معصية؟ وهل كان ينوي نجيب محفوظ في حياته أن يبني مسجدا ومتحفا؟ وهل طلبت اللجنة الوزارية الخاصة بالمتحف نقل رفاته إلى وكالة أبوالدهب الأثرية ورفضت زوجته الراحلة السيدة "عطية الله" لأسباب دينية؟
في البداية، قالت "أم كلثوم"، إن رواية "أولا حارتنا" باعتها الجامعة الأمريكية بجميع اللغات الأجنبية إلى جهة أجنبية، ولديها نسخة من هذا العقد، لذلك لا يحق لها قانونًا أن تبيع حقوق الرواية مرتين، مشيرة إلى أن المخرج خالد يوسف والكاتب وحيد حامد لم يطلبا تحويل رواية "أولاد حارتنا" إلى عمل فني أصلًا، وتساءلت: أيُعقل أن نعتبر رواية "أولاد حارتنا" التي كتبها والدنا "معصية"؟ أية معصية في الرواية؟!
وحول حقيقة بناء مسجد من عدمه، أوضحت ابنة الأديب، أن والدها لم يوص ببناء مسجد أو تأسيس متحف له، ولو كان أراد ذلك، لوافق على عرض مكتبة الإسكندرية في حياته، عندما طلبت منه تأسيس متحف، مضيفة أن نجيب محفوظ لم يفكر في أي متاحف، والفكرة كانت فكرة الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق.
وعما إذا كانت لجنة وزارية تابعة للمتحف قد طلبت نقل رفاته إلى وكالة أبو الدهب فعلًا؟ أجابت "أم كلثوم": "أين المتحف من الأساس؟! ولماذا ننقل رفاته؟ هما راضيين يعملوا متحف عشان ننقل رفاته؟ ولكن احترام الموتى أن يظل مكانه، والأولى إقامة متحف بدلًا من الحديث عن نقل رفاته".
ورأت "أم كلثوم" أن وصف أسرة الأديب بأنهم "داعشيون"، وفق ما نشرته بعض المواقع الإعلامية، اتهام غير مقبول تمامًا وبإمكانها أن تلجأ للقضاء، كما اعتبرت وصف أسرة الأديب بأنهم إخوان "سبة"، مشيرة إلى أنها لا تنتمي إلى فكر ديني سياسي، ولا يشترط لأي مسلم ليكون ملتزمًا دينيًا أن ينتمي لأي حزب سياسي، بحد قولها.
واستنكرت ابنة أديب نوبل، الزج باسم والدتها "عطية الله" في الإعلام وتوجيه اتهامات لها، وقالت: "توفيت والدتي، رحمها الله، لماذا يسيئون لها؟ هل هذا هو جزاؤها لأنها وقفغت بجانب والدي في مشواره الأدبي، وهيأت له الجو المريح للكتابة؟".
وأضافت أن أسرة الأديب لم يستهوها الظهور الإعلامي، لكنهم آثروا الظهور في بعض الأوقات لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن والدهم ودفع التهم، وقالت: "لم نظهر في الإعلام إلا دفاعًا عن والدي، ولم نستغل اسمه أبدًا، ولم نهتم بالامتيازات التي كان يمكن أن نحصل عليها، حتى إننا رفضنا أن نسافر تلبية لدعوة نوبل، فاضطر أبي أن يختار بالصدفة محمد سلماوي"، وتابعت: "بعض المحيطين بوالدي استغلوه واستغلوا اسمه لتحقيق مصالح شخصية، وبعضهم لم يحملوا الجميل ولم يقفوا بجانبنا عندما تراشقت التهم والأكاذيب، ووقف بجانبنا الغربيون الذين لا يعرفوننا، وهناك أيضًا من هناك من يحقد على والدي بسبب نوبل، لذلك لا يتوقفون عن الاتهامات، ومن كان حقا يحب نجيب محفوظ كيف يتهم ويسب أسرته؟".
وختمت "أم كلثوم نجيب محفوظ" حديثها لــ"بوابة الأهرام" بأنها كانت تنظر للمثقفين نظرة تقدير، من خلال نماذج المثقفين الذين التقتهم وأصدقاء والدها المقربين، ومنهم؛ ثروت أباظة وتوفيق الحكيم، وصدمت فيما بعد، وقالت: "يبدو أن العلم بدون أخلاق لا يستقيم، ما الفرق إذن بين المثقف وغير المثقف؟ وأعتقد أن القراءة إن لم تغير شيئًا في الإنسان، فقلتها أفضل".