دعوات مصرية للتسامح مع رجال الدولة السابقين «غير الفاسدين» وتنقية جهاز الشرطة
دعا عدد من الناشطين السياسيين وشخصيات عامة مصرية إلى التعاطف والتسامح مع بعض مؤسسات ورجال الدولة التابعين للنظام السابق «من غير الفاسدين»، خاصة من رجال الشرطة الأوفياء غير المتورطين في إطلاق النار على المتظاهرين، مؤكدين أنه لا يجب أن يتم معاقبة الجميع بفساد واستبداد قلة في المجتمع، في حين دعا ناشطون وشباب على موقع «فيس بوك» إلى مسيرة سلمية يوم الجمعة المقبل 18 فبراير (شباط) في جميع أنحاء مصر، لتكريم الرئيس السابق حسني مبارك ورد الجميل له، على حد قولهم.
وكان البيان الرابع للقوات المسلحة المصرية، الذي أذيع أول من أمس (السبت)، قد ناشد «شعب مصر العظيم أن يتعاون مع الشرطة المدنية وأن يسود الود والتعاون بين الجميع، كما أهاب برجال الشرطة أن تلتزم بتطبيق شعار (الشرطة في خدمة الشعب)».
وقال الإعلامي المصري محمود سعد: «علينا أن نتسامح مع قوات الشرطة، خاصة من الجنود الصغار والقيادات الأدنى.. هم كانوا مأمورين ليس لديهم أي خيار في تعاملهم مع المتظاهرين، كانوا يظنون أنهم يدافعون عن الوطن»، وشدد سعد على أنه «من يريد أن يحاسب ويعاقب فعليه بالقيادات العليا، فجهاز الشرطة ما زال فيه شرفاء يحمون الوطن».
وقال الكاتب والباحث السياسي، الدكتور عمار علي حسن، لـ«الشرق الأوسط»، إن علينا أن نفرق بين قسمين في هذا الجهاز؛ الأول يتعلق بالجهات الشرطية التي لا غنى عنها، مثل شرطة السياحة وشرطة الإطفاء وشرطة مكافحة المخدرات.. وغيرها من الجهات التي تقدم خدمات جليلة للمواطنين وتسير في طريق ناجح لا داعي لشيء سوى لتطويره، وهؤلاء نحترمهم ونقدرهم وندعمهم بكل قوة.
أما الثاني، فقال حسن إنه يخص جهاز الأمن المركزي، الذي تضخم في الفترة الأخيرة بشكل مبالغ فيه، وتحول إلى جهاز لقمع المواطنين لصالح النظام، وهذا يجب أن يتم تسريح عناصره فورا، أو أن يتم إعادة النظر في مهامه، واقترح حسن أن يتحول دور هذا الجهاز مثلا لاستصلاح الأراضي أو تجميل المدن ونظافة الشوارع، وأن تتحول ميزانيته المالية الضخمة إلى جهاز الشرطة الخدمي، بحيث تزيد مرتبات الشرطيين وتختفي الرشاوى من هذا الجهاز.
وأضاف حسن أنه على جهاز أمن الدولة، ولكي يحترمه الشعب، أن يتحول دوره من حامي النظام وزبانيته، كما استمر خلال الثلاثين عاما السابقة، إلى حام للأمن القومي المصري، وأن يتم إعادة هيكلته لصالح أمن الشعب، إذا أراد أن يستمر.
كما اقترح عمار أن يتم عمل «مدونة سلوك» يتم تدريسها إلى ضباط الشرطة في المعاهد والكليات الخاصة بهم، تتعلق بكيفية التعامل مع المواطنين وحفظ حقوقهم وكرامتهم الإنسانية.
وفيما يتعلق بكيفية محاسبة الفاسدين من عناصر النظام السابق، أوضح عمار علي حسن أنه «لا يجب أن يتم قطع رقاب كل من عمل في هذا النظام، بل فقط محاسبة الفاسدين منه»، كما شدد على ضرورة عدم إنشاء محاكم استثنائية لمحاكمة هؤلاء الفاسدين، لأنها لن تكون نزيهة، بل علينا فقط التوجه إلى القضاء المصري الاعتيادي، وهو سيتعامل مع الأمر بكل عدالة.
وقال حسن عن المسيرة التي يعتزم بعض الناشطين تنظيمها وفاء لمبارك، إنها استفزازية وعبارة عن مزايدات لا داعي لها، بل ربما تؤدي إلى احتكاكات وأعمال عنف وتخريب.
ودعا ناشطون سياسيون وشباب على موقع «فيس بوك» إلى مسيرة سلمية يوم الجمعة المقبل 18 فبراير (شباط) من جميع مناطق وجوامع مصر، لتكريم الرئيس السابق حسني مبارك فيما يعتبر ردا للجميل الذي قدمه لمصر، على حد قولهم، معتبرين إياه «بطل السلم والحرب، وأنه يجب إكرامه بالعيش في بلده حرا آمنا معززا مكرما».
ورفع دعاة الحملة شعار «نعم للتغيير لا للإهانة»، قائلين إن الهدف من ذلك تعريف الشعب والعالم بأن هناك شرفاء يحترمون الرئيس مبارك. وقال القائمون على المسيرة: «نحن مع ثورة 25 يناير، ومع التغيير الذي حدث، لكننا ضد تنحي الرئيس مبارك بهذا الشكل المهين».
وقالت الباحثة السياسية أماني عاطف في رسالة وجهتها إلى الرئيس المتنحي مبارك: «بعد تنحيك الكريم، رئيس جمهورية مصر العربية السابق محمد حسني مبارك، نزولا على رغبة شباب مصر وشعبها، تحية حب وتقدير لك على ما بذلته من جهد وعمل وعطاء لمصر طوال ثلاثين عاما، ودعوة تسامح وتجاوز عن كل خطأ أو جرم تكبدته في حق مصر وشعبها وأبنائها».
من جهة أخرى، دعت مواقع على الإنترنت إلى مبادرة باسم «إيجبتاين»، لحب مصر في يوم الفالنتاين (عيد الحب) الموافق اليوم 14 فبراير (شباط) 2011. وتهدف المبادرة إلى استغلال يوم عيد الحب وتحويله إلى مناسبة للتعبير عن حب مصر، مع تغيير اسمه إلى «إيجبتاين». ويمكن لكل مصري أن يعبر عن حبه لمصر بأي طريقة يراها مناسبة، وإزالة أثار التخريب، وتنظيف الشوارع، وتعليق علم مصر على السيارات والشرفات، وارتداء ملابس بألوان علم مصر، أو حتى لف هدايا الفالنتاين بعلم مصر
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :