الأقباط متحدون - في ذكرى جريمة حلبجة.. لكي لا ننسى ولا تتكرر
  • ١١:٤١
  • الأحد , ١٩ مارس ٢٠١٧
English version

في ذكرى جريمة حلبجة.. لكي لا ننسى ولا تتكرر

د. عبد الخالق حسين

مساحة رأي

٤٨: ٠٨ ص +02:00 EET

الأحد ١٩ مارس ٢٠١٧

جريمة حلبجة
جريمة حلبجة
بقلم : د.عبدالخالق حسين
 
تمر هذه الأيام ذكرى أبشع جريمة ضد الإنسانية، ارتكبها النظام البعثي الصدامي في العراق، ألا وهي جريمة قصف مدينة حلبجة الكردستانية بالسلاح الكيمياوي ليلة 16-17 آذار(مارس) 1988، والتي راح ضحيتها أكثر من 5000 من الأكراد العراقيين من أهالي المدينة، أغلبهم من النساء والاطفال والشيوخ. كما وأصيب ما بين 7000-10000 أغلبهم من المدنيين، مات منهم آلاف من المصابين في السنة التي تلت الهجوم نتيجة المضاعفات الصحية وبسبب الأمراض والعيوب الخلقية. ولا شك أنها جريمة إبادة جماعية وعنصرية بكل معنى الكلمة وبشهادات منظمات حقوق الإنسان في العالم.
 
والجدير بالذكر أن هذه الجريمة حصلت في السنة الأخيرة من الحرب العراقية- الإيرانية، لذلك في أول الأمر حاول النظام الفاشي إلقاء الجريمة على إيران، ولكن تأكد بالأدلة العلمية و كما أثبتت وكالات الأنباء أن القوات الإيرانية هي الأخرى قد تعرضت للسلاح الكيمياوي من قبل الجيش الصدامي، وقد عولج كثير من الجنود الإيرانيين في المستشفيات الأوربية. كما نشرت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية غير الحكومية، في 11 آذار/ مارس 1991 تقريرها عن مدينة حلبجة أن العراق قد استخدم الأسلحة الكيمياوية في أربعين محاولة لشن هجمات على أهداف كردية خلال حملة وصفتها بأنها إبادة جماعية. 
 
المطلوب أن لا يقتصر الاحتفال بهذه المناسبة الأليمة على إقليم كردستان فقط، بل يجب أن يشمل كل الجمورية العراقية الفيدرالية، وجميع الجهات الرسمية والشعبية في العراق، يساهم فيها كتاب وصحفيون، وكل المؤسسات التعليمية والإعلامية في إحياء ذكرى هذه الجريمة البشعة وبشكل مكثف. وعلى رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ورئيس البرلمان افتتاح المناسبة بكلماتهم عبر كافة وسائل الإعلام. ولحد علمنا فقد أكتفى مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي بإصدار بيان بهذه المناسبة، مذكراً أن الإرهابيين الدواعش هم امتدادا لنظام البعث المقبور. فـ(داعش) هي فعلاً امتداد لنفس القوات التي قصفت حلبجة بالكيمياوي، حيث استخدم الدواعش قبل أيام السلاح المحرم دولياً ضد المدنيين وضد قواتنا البواسل في الموصل. و من المؤسف جداً أن فعاليات وسائل الاعلام في فضح الجريمة لم تكن بمستوى المناسبة وضخامة المأساة والجريمة.
 
كان على جميع المؤسسات الحكومية والشعبية، وبالأخص وسائل الإعلام، وعلى رأسها القناة العراقية الرسمية، إحياء هذه الذكرى، ونشر الأفلام الوثائقية عن هذه الجريمة والجرائم الأخرى التي ارتكبها النظام البعثي الفاشي ضد جميع مكونات الشعب العراقي. هذا النظام الذي يحاول البعض إخفاء جرائمه بتجميل وجهه القبيح، والتركيز على سلبيات ما بعد سقوطه، واختلاق المزيد منها، والتي أغلبها من صنع فلول البعث. فهذه المناسبة ليست للتذكير بجريمة حلبجة فحسب، بل وبجميع جرائم البعث ابتداءً من غدرهم بثورة 14 تموز يوم انقلابهم 8 شباط  1963 الأسود وإلى اليوم.
 
والملاحظ أن فلول البعث قد اتبعوا مختلف الوسائل والتكتيكات الشيطانية الخبيثة في إخفاء جرائمهم، والتركيز على تشويه صورة عراق ما بعد صدام  وما حصل من جرائم إرهابية التي هي من صنع الإرهابيين البعثيين. فبالإضافة إلى وسائل إعلامهم الأخطبوطية من فضائيات ومواقع على الشبكة، نراهم يتفننون في نشر أخبار ملفقة، و إشاعات مسمومة بأسماء مستعارة ضد العملية السياسية، كما ويندسون في مجموعات النقاش لبث سمومهم ومحاولتهم لتفنيد كل ما ينشر عن جرائم البعث وبمختلف الذرائع. وعلى سبيل المثال لا الحصر، بعد أن نشرت مقالين (أين مؤسسة الذاكرة العراقية؟)(1)، و(حول رسالة عزت الدوري المفبركة)(2)، انبرى أحد هؤلاء متظاهراً بالعقلانية الزائفة، ودموع التماسيح، مدعياً: (ان البعث في العراق من صفحات الماضي، والتاريخ لن يعيد نفسه، ويجب ان ننظر الى الأمام، وان من يظن انه عائد فهو واهم. اما الذين  يستمرون في مسبة البعث لتبرير الفشل الذريع لشلة اللصوص في الحكم حاليا فان لعبتهم مكشوفة و لا تنطوي إلا على البسطاء)(كذا).
 
في الحقيقة، هذه الفقرة هي خلاصة ما يردده أيتام النظام ليل نهار، وهي ليست بريئة ولا قائلها إنسان بسيط ومن أهل الله، أبداً، وإنما تكتيك خبيث يتبعه البعثيون المندسون في صفوف جماعات النقاش ليغطوا على جرائم البعث. ولكن هذه اللعبة لن تمر على النابهين الحذرين من أبناء شعبنا، فقد رد عليه الصديق ضياء الحسن، رداً فاحماً بقوله: 
(أتمنى أن يكون كلامك واقعياً بعدم عودة العفالقه والفكر العفلقي، وكلما نحاول نسيان هؤلاء المجرمين يظهر شخص كذوب مثل حسن العلوي ليذكرنا بمآسيهم ويعلن إستلام رسالة من أحد القرود. إن نسيان هؤلاء المجرمين ربما يحتاج إلى وقت طويل جداً بدليل أن ألمانيا وأوربا عموماً لا زالوا يتذكرون النازيين سينمائياً وإعلامياً وتوثيقاً بالرغم من مرور أكثر من نصف قرن.)
 
كما ورد عليه الصديق فؤاد الأعرجي: ((لا  والله أُستاذ محمد أسب البعث وألعن سَلفة سلفاهم إلى يوم الدين. وما علاقة سب البعث بلصوص المحاصصة ؟؟؟ هل نشر غسيل البعث الفاشي يعني التغطية على  الغسيل الفاسد لنظام المحاصصة ألإمبريالي؟؟؟ عمي محمد ....روح إسْأل آلاف الثُّكالى من أُمهاتنا العراقيات عما إذا نسوا  أولادهم الذين قتلهم ألبعث الفاشي منذ 8 شباط 1963 ولحد النهاية التّعيسة للبعث الفاشي؟؟؟؟ خمسة إخوة من أولاد عمي بمن فيهم المهندس عبد ألإله ألأعرجي قد قتلهم جلاوزة البعث الفاشي في 8 شباط 1963. وتريدنا أن ننسى جرائمهم الشنيعة؟؟؟؟ هل تعلم مولانا محمد بأن المدعو ألبعثي الفاشي أياد علاّوي أين كان يمارس التعذيب وقتل الوطنيين العراقيين بمعية ناظم كزار في8 شباط 1963؟؟؟ كان في قصر النهاية!!!! ولهذا (نَصّبَهُ) الأمريكان رئيساً لأول وزارة عراقية بعد إنهيار الديكتاتورية الفاشية. أما الرفيق البعثي المتلون حسن العلوي وعزت الدوري وبقية من سقط المتاع البعثي الفاشي يُريدون تجميل البعض  من صور البعث الفاشي فذلكَ يُعْتَبر في قاموس العراقيين سخافة مُبْتَذلة غير قابلة للتصديق ناهيك التحقيق. فالبعث الفاشي مولانا محمد كلمة أقبح من قبيحة و يَشْمئز منها العراقي عند سماعها كما لو كانت سُبّة))أنتهى.
هذا هو الرد الفاحم من أبنا شعبنا على أيتام البعث وأشباههم. 
 
مرة أخرى نطالب المسؤولين في الدولة العراقية، حكومة وشعباً، في التركيز على نشر جرائم البعث، وتشكيل جماعات رصد لمتابعة كل ما يصدر من فلول البعث من أكاذيب وإشاعات سامة وتفنيدها أولاً بأول، ونشر جميع جرائم النظام الصدامي بحق شعبنا. وما مرور ذكرى جريمة حلبجة، وبعدها الأنفال، ومن ثم المقابر الجماعية في المحافظات الجنوبية، إلا مناسبات تاريخية يجب الإهتمام بها والتركيز عليها، لتذكير أبناء شعبنا والأجيال القادمة والعالم، بجرائم البعث الفاشي العنصري الطائفي، لكي لا تتكرر المآسي. فقد كذب من قال أن التاريخ لا يعيد نفسه. التاريخ يعيد نفسه عند أولئك الذين يتناسونه، ولا يستخلصون منه الدروس والعبر. إذ كما قال ماركس: (التاريخ يعيد نفسه مرة بمأساة ، وأخرى بملهاة).
المجد والخلود لشهداء شعبنا الأبرار، والخزي والعار للبعث الفاشي أعداء الإنسانية، وكل من يحاول إخفاء جرائمه.
abdulkhaliq.hussein@btinternet.com  
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع