الأقباط متحدون | رياح الثورة تهب على الصحف القومية وتجبرها على سلخ جلدها
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٣:٠٨ | الاثنين ١٤ فبراير ٢٠١١ | ٧ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٠٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

رياح الثورة تهب على الصحف القومية وتجبرها على سلخ جلدها

الاثنين ١٤ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : زكريا رمزى زكى
لقد انتهجت الصحف الحكومية نهجا مواليا للنظام على مدار السنوات الماضية ، كانت فيه تقدم كل ما ينطق به النظام على انه انجازات غير مسبوقة ، وكانت تضع المعارضين للنظام على قائمتها السوداء التى تنال مقالات كتابها منهم وتلصق بهم التهم الجزافية من العمالة والخيانة والاستقواء بالخارج والكثير من هذا القبيل . وكأن هذه الصحف قد عقدت زواجا شرعيا مع السلطة لا تستطيع التخلص منه فلنتجول بين كتابات هذه الصحف لنرصد عملية التحول هذه.

يكتب رئيس تحرير جريدة الجمهورية محمد على ابراهيم فى مقاله اليومى تحت عنوان مجتمع ميدان التحرير يوم السبت الموافق 12 فبراير اثبتت الثورة الشبابية في ميدان التحرير أن مصر ليس بها مشروع قومي يلتف حوله الشباب.. فشل النظام طوال فترة حكمه ال30 عاماً أن يجعل للشباب مشروعا يلتفون حوله ويخلصون له ويشعرون أن أملهم معلق به.  ويضيف فى نفس المقال الشباب فرضوا التغيير بقوة ولن يقبلوا الآن إلا برحيل الرئيس مبارك نهائياً ولن يتنازلوا عن محاكمته.. لابد من العمل علي إدارة مرحلة انتقالية برعاية الجيش يتشكل فيها دستور جديد ويحل خلالها مجلسا الشعب والشوري ويرفع قانون الطوارئ ولن يقبل المصريون بأقل من انتخابات رئاسية جديدة وحريات حقيقية وتداول شامل علي السلطة.. وكانه لم يكن يرى قبلا من ذلك هذه الامور وهو الذى صفق للحكومة وللسلطة كثيرا ويقول السيد محمد على ابراهيم سابقا  مادحا الرئيس مبارك
 الرئيس مبارك حارب معركة أكتوبر والعالم تتنازعه قوتان. فلما أفل نجم الاتحاد السوفيتي وانتهي وتفكك عرف الرئيس حسني مبارك كيف يعيش بعدها مع قوة عظمي وحيدة. ولم تنحرف قيادته للسفينة بوصة واحدة أيام كانت هذه القوة تتحسس طريقها وتحاول تجميل صورتها في أعين العرب
ويكتب فى احدى مقالاته عن الاضرابات التى كانت تحدث من عمال المصانع .

لو تعاملت الدولة بمنطق من الذي سيخسر ومن سيفوز؟ فإنها ستكون عفواً قد تنازلت عن هيبتها ومكانتها وأصبحت في موقف تنتصر فيه مرة وتنهزم أخري. ومصر لن تنزل لهذا المستوي أبداً.. والحكومة لن تترك قراراتها واصلاحاتها رهنا لرضا الشعب أو غضبه. فساعتها لن تكون دولة.
اما جريدة الاهرام وهى من اهم واعرق الصحف الحكومية تتخذ ايضا خطا واحدا فى سياستها وهو مغازلة النظام ونفخ الابواق امامه وتكسير كل من يقف فى طريقه حتى تكسب ثقته ورضاه فهى ايضا انسلخت عن جلدها بعد قيام ثورة التغير تعالوا لنرى هذا الانسلاخ
مانشتات عددها الصادر بتاريخ 12 فبراير يقول "الشعب اسقط النظام "ومن المانشتيات الاخرى تجد الاتى " المصريون يحتفلون بسقوط النظام دماء الشهداء كتبت شهادة ميلاد جديدة لمصر ".

هذه الصحيفة التى عدلت فى صورة الرئيس مبارك مع قادة العالم ونقلته من الخلف الى الامام على غرار الحقيقة ونشرتها على صفحاتها وبرر بعد فضح الصحف للموضوع رئيس تحريرها ان الصورة تعبيرية تؤكد اهمية وقيمة مبارك . ثم بعد نجاح الثورة يحدث الانقلاب فى كل شىء فى المواقف والرؤى والكتابات فتنقلب الاهرام على النظام وتصفه بالفاسد وانه حول مصر الى عذبة وتتمسح بثورة الشباب حتى تاخذ منها الشرعية التى فقدتها لسنوات طويلة عندما كانت تتمسح بالنظام القائم
اما عن جريدة الاخبار فاعلنت فى اليوم الاول للمظاهرات يوم 25 يناير بالبنط العريض "مظاهرات فى بعض المناطق وهدوء فى غالبية المحافظات " ونشرت صور لشوارع هادئة وعندما تم الاطاحة بالرئيس التونسى زين العابدين بن على علقت جريدة الاخبار فى صفحاتها الاولى بالاتى " وتعلومصر .. المؤسسات الدولية : مبارك حقق لبلاده أعلى معدلات الأمان الاقتصادي " , وتصدر خبر بعنوان " المديونية الخارجية تتراجع و 19.8 مليار جنيه زيادة باحتياطي التأمينات.

اما بعد تنحى الرئيس مبارك خرجت علينا الاخبار بمجموعة من التعليقات الغريبة عنها مثل المانشيت الرئيسى يوم 12 فبراير " ورحل مبارك " وتقول الصحيفة فى سياق تغطية الاحداث "دفع المصريون خلال الايام الماضية فاتورة ضخمة من دمائهم وارواحهم واقتصادهم وأمنهم حتي انتصرت ارادة الشعب وتحققت المطالب المشروعة ." لاحظ ان نفس الجريدة كتبت قبلا ان هذه التظاهرات خروجا على الشرعية.
ولم يتطرق التغيير الذى احدثته الثورة الى الصحف الحكومية فقط لكنه كشف الكثير من الشخصيات التى كانت مع النظام القديم وسرعان ما غيرت جلدها وتلونت بلون الثورة البيضاء لكنهم بهذه الافعال كشفوا انفسهم لأن مبادئهم لا تتفق مع صدق مبادىء الشباب الحر.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :