الأقباط متحدون | مصر مدنية.. مدنية.. أصبحت أمنية شبابية!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٥٥ | الاثنين ١٤ فبراير ٢٠١١ | ٧ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٠٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

مصر مدنية.. مدنية.. أصبحت أمنية شبابية!

الاثنين ١٤ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : نبيل مقدس

لأول مرة أتحادث مع أحفادي في الأمور السياسية البحتة من خلال التليفونات أو الذهاب طرفهم  .. وبعد ما إستعرضتُ معلوماتي عن ما أعرفهُ عن الحياة السياسية بطريقة سهلة.. وجدت نفسي بالنسبة لهم شيء آخر في الفكر , وبالرغم اني اتفق معهم في الحريات إلا أنني وجدتُ أن حريتهم تختلف تماما عن ما في فكري .  وبالرغم انني أجيد العمل علي الكمبيوتر , إكتشفت أنني أعيش فيه حياة ثانية تختلف إختلافا شاسعا عما يعيشونه فيه . حريتهم عبارة عن بركان متفجر ليس له حدود , ينساب منه مواد معدنية غنية و مفيدة ولها أثر طويل ليس له نهاية . أما الحرية بالنسبة لي فأشبهها كأنني كنت قابع في ماسورة صرف صحي مثقوبة و أستغل هذا الثقب لكي أخرج منه بعض التنفيس .. فقد كان هذا قمة الحرية لي .. بمجرد أنني كنت أكتب موضوعا عن الفتنة الطائفية , أو مطالبتنا بدولة مدنية كاملة وليست بدولة مدنية عرجاء كان لزاما عليّ ان أمشي في طريق مرسوم بحيث لا أمس مَنْ هو المصدر الأساسي لتعطيل ما كنت أنادي به والذي كان يتمثل في رئيس الدولة . أي أنه كنت أكتب  بمقدار قُطر الثقب الموجود في ماسورة الصرف الصحي الذي كنت قابع فيه.

   الآن أكتب بحرية .. وأضم صوتي إلي طلب أحفادي الأخير الذي تركز في قيام دولة مدنية .. بعد ما كانت أول طلباتهم إقتصادية وإجتماعية .. ثم إنتقلت إلي طرد النظام , وبعد ما تحقق وسقط النظام .. وجد كل واحد فيهم أن الذي كان يقف بجانبه ويطالب بنفس الطلبات مختلف معه في الديانة أو الفكر أو الملة أو العمر أو الجنس .. تذكر وهو في عز الإحتجاجات أن هتفاتهم واحدة .. خالية من أي ترديد يدل علي فكر معين أو إظهار هويته.. كانت كل هتافاتهم تدور حول كلمة واحدة هي مصر .. مصر .. مصر . وبطريقة عفوية وبدون توجيه من أحد وجدوا أنفسهم  يهتفون من كل وجدانهم ويطالبون بحياة مدنية .. تعالت أعلام مصر .. لم تظهر شعارات تخص فئة أو ملة أو فكر .. حتي صور الصليب مع الهلال إختفت و توحدت الشعارات مشيرة إلي .. حياة مدنية .. مصر مدنية ... مدنية ... مدنية .

   أخيرا تعرّف الشباب علي الحياة المدنية .. تعرّف علي معانيها النبيلة التي تُعطي لهم حياة حرية ومساواة وعيشة مشاركة يد بيد مع أخيه المختلف معه في العقيدة أو في الفكر لبناء وطن حر .. تعلم لغة الحوار من خلال الشات .. تعلم أن يسمع للغير .. تعلم أن يحب الآخر .. فعلا هم جيل الفيس بوك . فقد هزموا القرية الذكية والتي كانت تُعتبر العقل المدبر للحكومة بنفس السلاح .. حيث كانت أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم هي أسلحتهم لكنها كانت أكثر ذكاءً منهم لأنها كانت مُدعمة بإصرارهم علي أن يعيشوا حياة طبيعية , وأن يضمنوا حياة جميلة للأجيال التي تأتي بعدهم.

   شباب واع .. لم ينتمي إلي أي حزب من الأحزاب التي وصلت أعدادها بأعداد المحافظات تقريبا .. لم ينتموا إلي حزب الأغلبية .. حتي اننا تصورنا أن شبابنا ما إلا شباب سلبي .. شباب القهاوي والنت كافيه .. إتضح أنهم لم يقتنعوا بأي حزب من الأحزاب , مع أننا نحن الشيوخ نادينا كثيرا أن ينضموا إلي الحزب الذي يري فيه أهدافه .. لكن إتضح أنهم علي معرفة كاملة عن أهداف هذه الأحزاب والتي كانت تهدف فقط الوصول إلي السلطة و ليس لخدمة الوطن بل لخدمة خاصة لرؤساء الأحزاب وأعضائه. كانوا علي حق .. فقد إكتشفوا انها أحزاب مناظر غير فعالة .. لم تتقدم بأي مشروع له قيمة أو حتي من غير قيمة . في داخلهم صراعات علي الرئاسة وتوزيع التركة .. يتسارعون علي جذب الشخصيات التي لها اسم في المجتمع للوجاهة فقط . لم يروا شخصية في هذه الأحزاب يمتلك خاصية الزعامة .. اتضح أنها احزاب مزعومة , خالية من اي فكر أو هدف .

    باقي الآن أن يتذوق الشباب الحياة المدنية ونتذوق نحن معهم .. لا نريد أن يتأخر بزوغ الدستور الجديد .. أتعشم أن يكون شبابنا علي وعي ايضا عندما يقرأون الدستور الجديد .. عليهم تفحيصه بدقة قبل إعتماده .. وخصوصا أن اصحاب هذا التغيير هم الشباب المثقف , وليس هم بالضرورة الفقراء كما إدعوا الكثير من الفضائيات الخارجية . كما أناشدهم أن يتمسكوا بأن يصبح هذا الدستور هو الأخير الدائم لمصر المحروسة . أتمني من الشباب أن يندمجوا في أحزاب جديدة فعالة شابة .. أوأن يغيروا من نمط هذه الأحزاب التي شاخت . أتمني أن يغيروا وجه مصر من الأسوء إلي الأفضل بين الأمم .
   أخيرا لا أنسي أن الشباب نجح في إخماد الحركات التي تزرع الفتن بين الشعب .. وأولها الجماعة المحظورة والتي تحولت إلي الجماعة المطمورة .. نجحوا أن يقولوها علنا .. "لا ديانة في سياسة الدولة وليس هناك فريق افضل من الآخر" . هذا العمل هو أعظم مكسب أهدوه الشباب لمصر المحروسة .
مبروك لمصر ولشبابها ولرجالها ولسيداتها ولأطفالها . الآن استطيع القول .. إرجع  يا نيلنا إجري بشماخة وبعز كما كنت تجري قبل 59 سنة منذ خلق الكون .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :