الأقباط متحدون - بـَـرّه الصندوق ... !!
  • ١٦:٤٢
  • الاربعاء , ١٥ مارس ٢٠١٧
English version

بـَـرّه الصندوق ... !!

نبيل المقدس

مساحة رأي

١٩: ٠٨ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٥ مارس ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

نبيل المقدس
       كثر تعبير " بره الصندوق أو خارج الصندوق " في الأحاديث بين الناس أو في المقالات من خلال الميديا وخصوصا بعد ما يُقال عنها ثورة 25 يناير 2011, وهو يُعبر عن تغيير الحالة القديمة إلي حالة جديدة   .. لكن الكثير منا ما ينزع إلي القديم , ويجد نفسه انه من المحال و من الصعب أن يميل إلي الجديد , ويظل موجودا حبيس الصندوق نفسه , ومهما عمل من تجديد فسوف يختلط الجديد مع القديم ويظل القديم له الكلمة الأولي , وكأنك يازيد ما غزيت , وتبقي محلك سر , وربما تسير إلي الخلف آلاف السنين .

     وهذه المشكلة كانت دائما موجودة بين يسوع والفريسيين .. فقد بدأ يسوع بالتجديد  عندما ظهر علي الساحة عندما إكتمل الزمان , ولم يجعل نفسه حبيس العهد القديم بل جاء لكي يخرج الشعب من هذا الصندوق العتيق إلي عهد جديد , فقد جاء لكي يكمل القديم بأمور جديدة , ولذلك إضطرب الفريسيون جدا وإزدادوا حقدا وغيرة منه لأنه إبتدأ بجديد , ولم يتمكنوا ان يتماشوا مع فكره الجديد , ولم يستطيعوا تكييف أنفسهم , وتهيئة أفكارهم لهذه الأمور الجديدة التي أتي بها يسوع. وهذا ظهر في العظة التي القاها امام اليهود والفريسيين والكتبة علي الجبل  .. كانت عبارة عن توصيات جديدة لكنها مكملة  للوصايا العهد القديم .. والكثير من هذه التوصيات الجديدة أوقفت تماما الوصايا التي جاءت في القديم . لذلك نجحت خدمته وأمن به الكثبرون .

     إستخدم يسوع مثالين ُّذكرتا في لوقا 5 : 36 – 39 في توضيح عملية التجديد وتأثيرهما علي كل ما هو قديم .. ففي المثل الأول  قال " ليس أحد يضع رقعة من ثوب جديد علي ثوب عتيق وإلاّ فالجديد يشقه والعتيق لا توافقه الرقعة التي من الجديد ..  أما المثل الثاني , فقد كانت الزقاقات في هذا الوقت يتم تصنيعها من الجلد , لذلك فليس أحد يجعل خمرا جديدا في زقاق قديم لئلا تشق الخمر الجديدة الزقاق القديم ويبدأ في التشقق والتلف .

    علينا أن لا نستخف أو نرفض الجديد , فقد تم إعتبار جاليليو ملحدا لإعلانه أن الأرض كروية , والكثير من العلماء غيره تم نبذهم وطردهم من أجل الأمور الجديدة التي إكتشفوها .  علينا أن لا نرتعد من الجديد بل علينا أن نواجهه بدراسات علمية جادة , وبفكر متفتح حتي نستطيع أن نأخذ منه النافع لنا والعامل علي نمونا , كذلك لا نخشي الطرق الجديدة والأساليب الحديثة في جميع مجالات الحياة ..  وهذا ما نلاحظه عندما يرث إبن متجر أو مصنع  اباه .. فإن لم يجدد في اسلوب التعامل وفي شكل المتجر نفسه أو تطوير المصنع بماكينات متطورة , سوف يخيب ويفشل سريعا ..

     مصر تحتاج الأن إلي شباب يخرجونها من الصندوق القديم .. 60 سنة ومصر تسير علي منوال واحد وسياسة واحدة .. لذلك لم تتقدم مصر وسبقتنا بلاد كانت من قبل اقل رفاهية وتقدم مننا .. لكنهم عرفوا كيفية الخروج من الصندوق العتيق .. وبدأوا البحث في امور جديدة جعلتهم من أعظم البلدان من جهة الصناعة والزراعة .

     مصر لا تحتاج إلي مفتاح الصندوق .. بل هي تحتاج أن تلقي بهذا الصندوق العتيق إلي أعماق وسط البحر ..!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع