الأقباط متحدون | الحاكم هو التاريخ
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:١٩ | الأحد ١٣ فبراير ٢٠١١ | ٦ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٠٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الحاكم هو التاريخ

الأحد ١٣ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: محمد أبوزيد الطماوي
اكتب يا مؤرخُ، ثورة لن يمحو أثرها الزمان. اسرد قصة شعب ثائر قام شبابُه ليأخذ بثأره من الظالم الجائر. دوِّن يا كاتبُ على كل المكاتب، أننا حررنا بلدنا من كل الكبائر، افتح يا تاريخ الكتاب هتلاقي ألف رواية كلام باهت عن الديمقراطية، وأننا شعب ننعم بالحرية. انظر في أوراقك: ماذا أضافت السنون؟ سطورًا كلها كلمات من الذل والخضوع والخوف والفقر والقتل وإرهاب الأخ لأخيه الذي يجمعه نفس الوطن، والآن جاء وقت الحساب؛ حينما يقف كل المسئولين بين يديك مقرِّين بخطيئتهم، كاشفين صحيفتهم وسيرتهم، فما الحكم إذن؟
 إننا يكفينا حكمك أيها التاريخ.
 
فلينطق التاريخُ بحكمه المشهور:
 إنني هنا الدستور الحاكم، أعلن عن منشور يوزع  في كل المحاكم، حكمتُ عليهم باللعن والطرد مدى الحياة، حكمت ببتر محاسنهم وأقنعتهم الزائفة، بعدم تخليد ذكراهم، بعدم زيارة موتاهم، حكمت عليهم بأقصى عقوبة، بأسوء كلمات الخيانة، بأبشع صور الغش، حكمتُ عليهم لا بسجن كما المعتاد، بل حكمتُ  بإعدام اسمهم من ذاكرتي؛ فليأتوا بتاريخهم الحافل؛ يزفونه على مشانق جهزناها لهم؛ لكي تقرأ بين الأمم.
 
وسأكتب في سطوري عنكم أشعارًا وأبياتًا:
أيها الشعب الثائر، شرفتنا في كل المحافل، أعليتَ ثمنَ أرضنا بما رويتها من دم الشهداء، رفعتَ مجدنا، وازداد عزُّنا فخرًا، لم تُخلق إلا حرًا طليقًا، ولن تُورث لأحد بعد اليوم، أبشرك بأنك أضأت كلماتي، وأثلجت صدري، وفضحت مَنْ كنتُ أُعلِي مكانتهم وأنعتهم بالشرفاء الأتقياء، أبشرك بالتحرير والإصرار على التغيير.
 
عزيزي القارئ، هذا ما دار بداخلي، وما أظن أن التاريخ سيكتبه حينما يقف حاكمًا على الثورة. أقول وبكل صدق بكل تعبير عن الرأي: أننا كنا نخاف منهم؛ ساكتين صامدين، نسرق ولا يهمنا، نفرح بظلمهم لنا، نعشق ذلهم في حياتنا والحزن كان عنوانه صدورنا،. كنا نخاف أن نتقدم ببلاغ عنهم؛ خوفًا أن ينقلب ضدنا؛ فهم أهل النفوذ والسلطات، ونحن في نظرهم فئة من العبيد والرقيق في مجتمعهم.
 
والآن زمن الظلم قد ولّى، ورفعت رايةُ الحرية، ونطقت أقلامنا بما تكنه من سنين. الإعدامُ وحده لا يكفي لمن سرق قوتَ يومنا، لمن أراق دماءنا، لا يكفي أننا نتكلم عن شخص واحدٍ فقط بيده كل التزوير، ظن أنه فرعون طاغوت كبير، سحر به الفقير، وحطم به قلوب القوارير. والآن جاء وقت التبديل و الرحيل بعدما شاهدنا الخطاب الهزيل.
 
ولكن مناجاتي لك أيها التاريخ بأن تترك الكتاب مفتوحًا؛ فلربما يظن فاسد عنيد أننا لن نصرخ بثورة مرة أخري من جديد، ولا تنس أننا حرمنا من الأحلام.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :