د.ماريان جرجس
(البنيه التحتيه )
حديث الصباح والمساء على مر العصور فى تاريخ البشريه هو ثلاث ركائز اساسيه وهم :-الموت ..الحياه والزواج .. وباختلاف تحضر الازمنه ظل الرباط المقدس هو احد احاديث الصباح والمساء للبشر .
ولكن ماذا لو كان ذلك الرباط المقدس معقود عنوه لايمكن الرجوع فيه او عنه كمثل الزيجه فى الطائفه الكاثولوكيه ولقد ذكرت تلك الطائفه لانها من اصعب الطوائف رجوعا فى الرباط المقدس .
هكذا الامر كان بين الحكومه المصريه والمواطن فى العصر الحديث..العلاقات الانسانيه والبشريه والدوليه حتى الحروب والمعارك لاتكون سوى قناه ذات اتجاهين واذا فقدت ذلك النعت الاساسى وهو- القناه ذات الاتجاهين المعاكسين- فقدت الحرب معناها وفقدت ايضا العلاقه معناها ... فقد الفعل رده وفقدت الضربه ردها ...
وفى العصر الحديث لم يكن هناك حوارا قويا او علاقه قويه بين الحكومه المصريه والمواطن ...لا ادرى ان كانت هناك علاقه حقه ولكن اصابها الفتور ؟ وفى تلك الحاله العلاج يكون من السهل جدا ام ان العلاقه بين هذا وتلك فقدت الاشاره تماما بعد ثوره 1919 ؟؟؟ وفقدت القناه ذات الاتجاهين والتى هى جوهر اى علاقه او حوار او حرب كما سلف الذكر ....
لاسيما ايضا ان ننسب ذلك الى الطبيعه البشريه والتى ايضا تتصف بان رد الفعل على الاغلب يكون من نفس جنس الفعل ...اى انك اذا استوقفت مواطنا فى الشارع لاتعرفه وقولت له انا احبك ! سيبتسم وربما يبادلك نفس الموده دون ان يدرك الموقف !! على عكس اذا استوقفته وقولت له انا اكرهك وهاجمته وقبل ان يفكر سوف يهاجمك ويقول لك وانا ايضا اكرهك ...
وبما ان الحكومه المصريه والمواطن المصرى تسرى عليهم قواعد الطبيعه البشريه كان هذا الحال فى رايى عن طبيعه العلاقه بينهما فالحكومه المصريه الحديثه وفى القرن الاخير تحديدا لم تؤكد للمواطن المصرى انه مواطن عالى القدر لدى الحكومه .... وانه غالى على قلب الوطن بل ربما لم تعبأ من الاساس بالتحدث الى هذا المخلوق الذى يحيا على ارضها !!!! وكما اتفقنا ان رد الفعل هو من جنس الفعل ذاته , كان الحال ذاته من قبل المواطن المصرى , فلم يستشعر ولم يكن بداخله اى شعور بان الاداره المصريه او الحكومه او العمل العام والحكومى او بلده وشوارعها هم غالين على قلبه ....وبقى الحال على مدار السنون الاخيره ومنذ حداثه القرن علاقه فاتره ان احسنا التعبير وفى احسن الاحوال ... او غياب العلاقه من الاساس بل رباطا اجباريا لا يمكن الرجوع فيه .
ولكن اذا نظرنا حولنا فى الساحره المستديره الكبيره وليست التى تسرق عقول الرجال وهى كوكبنا الجميل سنرى ان هناك بلدان مثل اليابان وهى خير مثال كانت فى اسوأ ظروفها الاقتصاديه والصحيه والكارثيه فى نفس ذات الوقت التى كانت تتعرض مصر فيه لتغييرات فى الهيكل السياسى ولكن اليابان بدات من نقطه صحيحه جدا ....
وهى البنيه التحتيه ....البنيه التحتيه لاى بلد ليست فقط الكبارى والكهرباء وانفاق المياه والغاز والطاقه والشوارع والارصف ولكنها هى النشئ ! والنشئ هى تلك الكلمه التى يمكن ان نضع تحتها مئه خطا !!!
اليابان غرست فى النشئ تلك العلاقه السويه بين الحكومه والمواطن بين الوطن والطفل غرست بداخله ان تلك البلد تحبه وتهتم لامره وهو غالى وثمين فى عين الحكومه لذا بعد ثلاثون عاما انتجت اجيالا عظيمه اقامت فوق البنيه التحتيه التى وضعتها الحكومه واحده من اعظم الدول الاقتصاديه !!! ولكن بعد تلاثين عاما هنا اصبحنا من اكثر الدول طارده لمواطنيها واستماتتهم فى الهجره الشرعيه وغير الشرعيه .....والباقون غاضبون ثائرون ساخطون ...!
ان المقارنه بالدول الاخرى ليست اهانه لشعبنا العظيم ولكن كما تفعل اوروبا وامريكا وكندا تكون مجتمعات من كل الجنسيات لتضمن الانفتاح الانسانى وتوطد مبدأ الانسانيه والمواطنه وتحث على روح المنافسه بين السكان الاصليين للبلاد وبين المهاجرين من الاطباء والمهندسين والحرفيين ويرى المواطن الاطياف المتعدده وكفاءتهم فى مجالات شتى ومن هنا يحُث على العمل والابداع والتقدم ...
فعندما استقبلت مصر بعض من اللاجيئن السورين والذى شٌهد لهم جميعا بالعمل والابداع فى مجالات حرفيه وصناعات يدويه ولكننا لما نستشعر الغيره ولم نحٌث على منافساتهم خصوصا انهم نجحوا على اراضى مصريه ...تٌرى لماذا ؟ لاننا حتى يومنا هذا نفتقر الى البنيه التحتيه .
البنيه التحتيه المعنويه والماديه .... فهل ستظل العلاقه بين المواطن المصرى والحكومه اسيره للزيجه الكاثولوكيه ؟؟؟؟!