الأقباط متحدون - في اليوم العالمي للمرأة: ماعت تطالب الحكومة بتنفيذ تعهدات مصر الطوعية بمجلس حقوق الإنسان وتناشد البرلمان إقرار قانون موحد يجرم جميع أشكال العنف ضد المرأة
  • ١٤:٢٠
  • الاربعاء , ٨ مارس ٢٠١٧
English version

في اليوم العالمي للمرأة: ماعت تطالب الحكومة بتنفيذ تعهدات مصر الطوعية بمجلس حقوق الإنسان وتناشد البرلمان إقرار قانون موحد يجرم جميع أشكال العنف ضد المرأة

٥٦: ٠٣ م +02:00 EET

الاربعاء ٨ مارس ٢٠١٧

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

القاهرة في 8 مارس 2017
يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي وذلك في ذكري عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد بباريس في الثامن من مارس عام 1945، بهدف دعم الأولويات الأساسية من أجل حماية حقوق المرأة والنظر بعين الاعتبار إلى المناطق المختلفة من العالم التي تتعرض فيها النساء إلى انتهاكات مستمرة نتيجة ضعف بعض التشريعات والقوانين أو بسب عدم قدرة المجتمع المدني علي نشر ثقافة النوع الاجتماعي.

وفي اليوم العالمي للمرأة تري مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان أن حقوق المرأة تعد من اهم الحقوق التي التزمت الدولة بالدفع في سبيل تنفيذها دستوريا وتشريعا، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أن المرأة لأول مرة منذ فترة طويلة تشغل حيزا كبيرا في خطابات رئيس الدولة ولقاءاته وآخرها إعلانه 2017 عاماً (للمرأة المصرية).

هذا بخلاف ما أكد عليه دستور عام 2014 من مكتسبات للمرأة المصرية وعلى رأسها نص المادة "11" التي ضمنت المساواة بين الجنسين، وأيضا المادة 180 والتي نصت على تخصيص ربع مقاعد المجالس المحلية للنساء، كما أكد الدستور على تجريم التمييز بكافة أشكاله بما في ذلك التمييز على أساس النوع وإنشاء مفوضية لمناهضة التمييز في المادة 53.

أيضا أحرزت المرأة تقدما نسبيا شهدته مصر فيما يتعلق بتمثيل النساء بالبرلمان حيث وصل عدد النساء في مجلس النواب إلى 90 نائبة بما يزيد عن 15 % من مجمل النواب وهي أعلى نسبة تمثيل للمرأة داخل البرلمان المصري.

إلا انه رغم ما سبق من مكتسبات، حصلت عليها المرأة وجب علينا تسليط الضوء علي اهم التحديات والمشكلات التي تعطل مسيرة النهوض بأوضاع المرأة، وتعمل على التمييز ضدها على الرغم من النضالات المتواصلة للنساء وانخراطهن في العمل العام بصورة أوسع نطاقا وعلى الأخص خلال السنوات الست الأخيرة التي قدمت فيها المرأة المصرية تضحيات كبيرة وأظهرت خلالها مشاركة كبيرة وفاعلة أحدثت تغيرات نوعية حقيقية على الأرض.

غير إنه وبعد ثلاثة أعوام من إقرار الدستور يظل تفعيل نصوصه، والتي تقر بالمساواة ومنع التمييز ضعيف جدا، كما انه لم يُتخذ بعد أية خطوات تشريعية لإنشاء المفوضية المستقلة لمنع التمييز، وتظل أيضا الفجوة قائمة فيما يتعلق بتولي الوظائف العامة والعليا وعلى الأخص في مناصب المحافظين – وذلك رغم تعيين أول سيدة لمنصب المحافظ مطلع هذا العام- ورؤساء المدن ورؤساء الجامعات فضلا عن حرمان النساء من الوصول إلى منصة القضاء بمجلس الدولة.

وعلى الرغم من أن الحكومة المصرية أقرت بهذه التحديات التي تواجه المرأة المصرية حين قبلت طواعية في مارس 2015 التوصيات التي قُدمت لها أثناء مراجعتها لحالة حقوق الإنسان أمام آلية الاستعراض الدوري الشامل بجنيف، والتي شملت نحو 64 توصية قبلت مصر منهم سبع وخمسون توصية بصورة كاملة بينما قبلت خمس توصيات بشكل جزئي، وعلقت على توصية واحدة بأخذ علم، وتتعلق اغلب التوصيات بصورة مباشرة بمكافحة التمييز ضد المرأة، وتحسين أوضاع النساء اقتصاديا واجتماعيا، ومنع الزواج القسري والمبكر، والقضاء على كافة أشكال العنف الجنسي والجنساني ضدهن.

وفي يوم المرأة العالمي توجه مؤسسة ماعت للسلام التنمية وحقوق الإنسان مجموعة من الرسائل إلي: -

أولا: -  البرلمان
  تناشد المؤسسة مجلس النواب بحكم ما يتمتع به من صلاحيات تشريعية ورقابية تبني أجندة تشريعية كاملة تهتم بأوضاع النساء وفقا للنصوص الدستورية ذات الصلة مع وضع التزامات مصر التي أعلنتها الحكومة بشأن مجمل التوصيات التي قٌدمت لها أمام مجلس حقوق الإنسان بهدف تعديل التشريعات ومراجعة قانون العقوبات والقوانين الوطنية الأخرى لتجريم جميع أشكال العنف ضد المرأة والعنف المنزلي والاغتصاب على وجه الخصوص، وتطبيق القوانين عمليا، وضمان القضاء على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية كما تناشد المؤسسة البرلمان سرعة العمل علي إقرار قانون موحد يجرم جميع أشكال العنف ضد المرأة.

ثانيا: - الحكومة
وجوب قيام الحكومة بتكثيف الجهود الرامية إلى ضمان المساواة في وصول الفتيات والنساء إلى جميع مستويات التعليم ومجالاته، وزيادة عدد النساء في وكالات إنفاذ القانون، بما في ذلك إدارة الشرطة، والعمل على تمتعها بالمساواة في المعاملة وتهيئة بيئة آمنة في مكان العمل، والعمل على تحقيق نمو اقتصادي مستدام للمرأة خاصة الريفيات منهن، وإنشاء خطوط هاتف ساخنة ومراكز لرعاية وتأهيل ضحايا العنف.

ثالثا: - المجتمع المدني
تطالب مؤسسة ماعت كافة منظمات المجتمع المدني والمؤسسات النسوية علي وجه الخصوص العمل على رفع قدرات النساء لتحقيق مساواة النوع الاجتماعي، ورفع قدراتهن لاغتنام الفرص في كل المجالات، وحثهن على المشاركة في مواقع صنع القرار، وذلك من خلال تنفيذ برامج تدريبية، وورش عمل، وندوات توعوية، وأيضا العمل على توعية المجتمع بالأوضاع غير الطبيعية التي تتعرض لها المرأة ونشر مبادئ المساواة والعدالة والمشاركة السياسية وحقوق الإنسان بما يؤدي إلى القضاء على كافة أشكال التمييز ضدها.